الاثنين، 1 فبراير 2016

عـــريس من الــمسـجـد! …من مذكرات شابة في الأربعين …الجزء العاشر

أعتدت أنا ووالدتي الذهاب للمسجد وحضور دروس القرآن ,وهناك أخريات يحضرن للبحث عن عروس لأبنائهن وما أكثرهن.
 في الحقيقة كان هناك سيدتان الأولي أم فتحي يعمل إبنها مدرس انجليزي , والآخري أم حمدي ويعمل إبنها مندوب مبيعات , بدأت كل واحده منهن تتقرب لوالدتي وتحاول أن تجذبها لها أكثر, ويذهبن للتسوق معها ويحملون عنها حقيبة السوق وكل واحده بصراحة لم تقصر بالتقرب لإمي بشئ , وامي طبعا فرحانة وواخده بالها وقالتلي : أترين بنفسك ما يفعلنة أعتقد أنك ستتزوجين قريباً
كنت قد قررت مسبقا أن أتخذ قراراتي بنفسي ولكن سرعان ما تخرج الأمور عن السيطرة .
……………………………
أم فتحي :أعرفك منذ شهرين يا ست أم جميلة وأحببتك و أحببت جميلة وأريد التقدم لخطبة جميلة لفتحي إبني ما رأيك ؟
توافق أمي كعادتها : أين سنجد من هم أفضل منكم ؟ نتشرف طبعا يا ست ام فتحي .
أم فتحي: علي خيرة الله كلمي أبو جميلة ووحددي موعد للزيارة .
امي : إن شاء الله
……………………………
,,وعلي صعيدً آخر
أم حمدي : أنا غضبانة منك يا أم جميلة ؟
امي : خير يا حبيبتي !!!
أم حمدي :لقد أخبرتك مسبقاً إني أود خطبة جميلة لحمدي والآن هناك من سبقنا
امي :انتِ قلت كلام لا يقال من سيده محترمة .
أم حمدي : خير … ماذا قلت ؟
امي وقد استشاطت غضبا: تريديني أنا و أبنتي نمر من تحت بلكونة بيتكم كي يراها المحروس إبنك .. لا يا حبيبتي لا يوجد عندي بنات للزواج .
أم حمدي :عندك حق , وحقك علي راسي أصلي خايفه علي مشاعر إبني إذا لم يحدث نصيب.
امي : نعم ..نعم لوخايفه علي مشاعر إبنك أنا أيضا أخاف علي مشاعر أبنتي كل شئ نصيب من الآن .
أم حمدي :الكلام أخد وعطا يا أم جميلة حقك عليا الا اني اخاف ان ندخل البيت ونترفض إذا لم يحدث نصيب
امي : كل شئ نصيب
أم حمدي :أخشى أن يعلم أحد أننا تقدمنا وتم رفضنا في حال عدم النصيب .
أمي : الامر لكي لا تأتي .
أم حمدي: لا …. سنأتي بالطبع , متي ستأتي أم فتحي ؟!
امي : يوم الجمعة .
أم حمدي :إذن سنأتي الثلاثاء أي الغد  
امي : تمام بإنتظاركم
……………………………
 يدق باب المنزل .. إلا إننا أكيد لن نفتح الآن هناك قائمه تعليمات أمي التي لا تنتهي قبل كل زيارة
امي : استقبلي الناس بوجه بشوش واضحكِ , فتح أبي الباب وسلمنا عليهم وجلست العائلة تتعرف ,وكنت بضحك أقصد بأبتسم كل أما ماما تنظر إلي إلا أن وجهت أم حمدي حديثها لأبي:بعد إذن أبو جميلة العرسان يجلسوا معاً.
وجه أبي حديثه لي :آه طبعا انها حياتهم أتفضل يا حمدي هنا بالقرب من جميلة تحدثوا كما تريدون .
و هنا نهض حمدي مسرعا مبتسما وكأنه ما صدق وأمه تراقبنا جيدا ولكن من بعيد لبعيد ورمت أذنها معانا طبعا …..
حمدي فاجأني بالكلام علي طول واضح أنه لا يحب تضييع الوقت : أسمك جميلة ؟
رديت بإستغراب: نعم !
حمدي: لا أقصد إهانة الا ان امي ايقظتني حالاً كي آتي معاها واراكي أخبرتني قائله استفيق لدينا موعد مع عروسة أخترتها لك ونسيت أسئلها عن الاسم الا اني سمعتهم ينادونك جميلة .
تحدثني نفسي بإنه فتي ثرثار عديم الثقه بالنفس : نعم إسمي جميلة واضح إنك قوي الملاحظة .
حمدي مبتسماً : الحمد لله أنا فعلا قوي الملاحظه إنها فطرة .
ما شاء الله  
حمدي : بتعرفي تطبخي ؟
بكل إستغراب .. نعم !
يكرر سؤالة و كأنة شئ طبيعي: بتعرفي تطبخي ؟؟؟
ردي طبعا كان : لا 
حمدي :ألا تودين الزواج ؟؟
أضحك بداخلي قائلة : هو انا لوحدي من سيتزوج ؟؟
حمدي : البنت لازم تكون بتعرف تطبخ وتطبخ ممتاز ليس فقط مجرد طبخ عادي.
في حقيقه الأمر لا أود الزواج لذلك لا أجيد الطبخ .
حمدي : أنا لي أصدقاء كثر ومعارف وأحب أعزمهم ويجب أن تساعدي ماما وتريحيها
أبدء بمجارته في الحديث (عجبني واضح أن عنده كبت ): والله ..مامتك قالت إن كل واحد في شقته حياه منفصلة .
حمدي : إلا أن هذ لا يمنع ان تساعديها أيضاً سأتزوج من أجلها ويجب أن تساعديها وتريحها من مشاق العمل المنزلي
طبعاً معك كل الحق بإستطاعتك جلب شغالة لأمك
حمدي :تعلمين جيداً أزمه الشغلات بهذه الايام , زوجه أبنها تخدمها أفضل من 100شغاله .
وأنا من جوايا هاموت من الضحك قائلا : لا معك حق بهذا الشأن
حمدي: أنا بشتغل من 8صباحا إلي الساعة 2ظهرا , أحب أرجع أجد البيت نظيف والأكل جاهز , وبنزل مره آخري الساعة 9 أقعد مع أصحابي علي القهوة ..
اتساءل : والله ,امممم …ما نوعيه المشاريب التي تطلبها؟
حمدي : أفهم قصدك جيداً لا أتناول السجائر الحمد لله شيشة فقط .
الحمد لله .. والدتك  لم ترفع عينها من عليك واخده بالها منك قوي ..
حمدي :تخاف عليّ كثيراً.
نهضت من مجلسي الي غرفتي وأستاذنت الجميع  ولم أرد عليه ,إنه في عالم آخر .
وبعد ما انتهت الزيارة لم يسألني والدي عن رأيي فقد لاحظ غضب في عيني , أما أمي فكانت كالعادة فرحانة .
مر يومين لم أتكلم مع أحد في الموضوع ولم يتكلم أحد معي ,إلا إن جاء يوم الخميس لتخبرني أمى  بأن عائلة  أم حمدي ستأتي اليوم  بعد العشاء.
أرد وكنت مازالت نائمه : يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم يالها من أخبار علي الصباح الباكر .
…………………..
أذن العشاء  ولم يأت أحد …..مرت ساعة ولم يأت أحد, مرت ساعه آخري …. جرس الباب يرن إنهم بعد موعد بساعتين
سلموا وقعدوا واعتذروا لإن حمدي كان مشغولا بعمله  وقبل أن يجلس مع والدي طلب من أبي أن يجلس معي لقد سئمت هذا الشخص.
حمدي : أهلا يا جميله ؟
في خجل : الحمد لله إنك لازالت تتذكر إسمي .
حمدي : فلنختصر المسافات ….أشعر بالارتياح تجاهك إنتِ فعلا جميلة إسم علي مسمى و أعجبتيني  وبالنسبة للطبخ امامك فرصه لتعلم الطبخ وهي فترة الخطبة ولا نيه عندي للاستعانه بشغاله بالبيت لذلك عليك الاجتهاد كثيراً من أجل زوجك المستقبلي.
هنا استشيط غضبا : والله … علي أي أساس إني وافقت عليك ؟
حمدي: إن شاء الله ستوافقي 
أنت فاكر نفسك أمله ولا حاجه .
حمدي :لا ,إلا اني أعتقد أنه لم يأت من هو أفضل مني ، لو أتى لكنتِ  تزوجتِ  من زمان ؟
أكيد لو واحدة غيري كانت رضيت بك  لم تكن أمامي اليوم ؟
حمدي :لا أقصد إغضابك.
لقد  تقدملي لخطبتي أُناس بعدد شعر رأسك .
حمدي : نعم !!!
نعم الله عليك
حمدي: يمكننا ترك هذا الحوار جانباً الآن .
أنت من  بدأت …
حمدي : يمكنك سؤالي أي شئ عني , تفضلي الي الآن لم تفعلي؟
هههه ….هل تجيد والدتك الطبيخ  ؟
حمدي : لا هي موظفه ومشغولة دائماً ,لذلك تريد أن تزوجني كي يكون بالمنزل من يساعدها.
والله شغالة يعني …. الشغالة مرات إبنها تخدمها ستوفر الكثير … عروسه وشغالة.
حمدي :لا أقصد ذلك….
أفهم من هذا إنك ضد عمل المرأه ؟
حمدي:بالطبع الست  للبيت والبيت للست ثم إني أنا رجل غيور ولا أعلم من سيقابلك بالعمل ؟ او مع من ستتحدثين ؟
أنا أيضا كزوجه لا أعلم مع من ستتكلم او تقابل بالعمل؟
حمدي  : أنا راجل
أنت راجل مريض.
تركته يتحدث والتفت الي العائلة ليسألني : لماذا العجلة دائماً علي أي حال امامنا العمر طويل نتحدث علي راحتنا مستقبلاً لم أعر كلامه أي إهتمام .
أم حمدي موجهه حديثها لأمي بعد أن قررت الانصات لهذه السيده لعلي استطيع تفسير شخصية هذا المريض :كثير من البنات أحبت حمدي وطلبت الزواج منه إلا أنه لم يعير أي منهن الاهتمام .
أنا بكل سخريه :لماذا ؟أنظر لحمدي منتظرة الاجابة  : لماذا يا حمدي ؟؟؟
أم حمدي : أبني طول عمره محترم وطيب وأبن ناس وجدع و أي واحده تتمناه
أبو حمدي :الكثير من أصدقائي بالعمل تمنوه لبناتهم ربنا يحرسه يارب .
تحدثني نفسي : ما هذا الغرور الاعمي ؟
ردت أمه :ببساطة لأنه مختلف عن باقي أبنائي , من ستتزوجه فتاة محظوظه أكيد
يالها من أسره غبية , أنصرف الجميع بعد ما كدت أن أختنق لأجد أمي تخنقني أكثر بكلاماتها :العريس عادي يعني لم أتمني مثل هذا زوجاً لكِ و أمه واضح إنها سيدة لئيمة لكن النصيب ماذا عسانا ان نقول ؟ حظك يا جميلة يا بنتي .
 أنفجرت ضحكا وتركتها وهرولت إلي غرفتي باكية ….نادراً ما كانت تشعر بدموعى كنت غريبه بمنزلى .
 كانت ليله قاسيه , إنها ليست الحياة التي أتمناها أنا حتي نسيت مستقبلي من كثرة إنشغالي بفكرة الزواج ومقابله العرسان أشعر دائماً إني عانس بالرغم أنني بالعشرينات ,لم أعد قادرة علي التفاهم مع أمي التي تناست مشاعري وحياتي وأصبحت تفكر من وجهه نظرها الخاصه.
…………………….
 ذهبت والدتي لصلاه الجمعة بالمسجد وقابلت أم فتحي المفروض موعدهم اليوم , الإ إنها عبرت لأمي عن غضبها :الف مبروك لجميلة يا ست أم حميلة
أمي وقد أعتراها التعجب : مبروك !!
أم فتحي : الخطوبه
أمي : انخطبت!! لمن؟؟؟؟
أم فتحي : ألم تنخطب جميله لابن ام حمدي ؟ مبرووك الا اننا كان موعدنا اليوم كنت افضل لو أخبرتني بنفسك ,لقد قابلت السيده أم حمدي وأخبرتني بذلك .
أمي : لم يحدث أي شئ أزيد من رؤيتها فقط وزيارة بالمنزل ولم نقرر بعد .
لتأتي أم حمدي قائلة : السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة جمعاً إن شاء الله بالحرم قريباً.
أمي غاضبة ولم ترد حتي السلام :كيف تخبرين أم فتحي أشياء لم تحدث ؟
أم حمدي : أنا ؟؟ أنا ماذا قلت ؟ آه علي الخطوبة يعني ؟
أمي : أي نعم علي الخطوبة ؟
أم حمدي : إن شاء الله جميلة من نصيب حمدي لانهم مناسبين لبعض .
أمي : إلا أننا لم نوافق بعد .
أم حمدي: استشعر القبول بالموضوع وتنظر لام فتحي قائلة : قريبا ستصلك دعوات الفرح .
أمي : لم نوافق بعد يا ام فتحي
أم فتحي في الحوار :علي العموم كل شئ نصيب جميلة بنتي , سلام يا ست أم جميلة …
أمي : مع السلامة يا أم فتحي.
أم حمدي : سنأتي اليوم للاتفاق علي كل ما يلزم الخطبة خير البر عاجلة.
أمي: أبو حمدي اقصدك يتفق مع أبو جميلة .
أم حمدي : مشغول قليلاً .
……………………………
في بيتنا وبالموعد ,,,
حمدي : أهلا يا عمي … أخبارك ؟
أبي : أهلا بيك يا بني
أبو حمدي: خير البر عاجله نتفق كي يفرح الجميع.
أبي : إن شاء الله
حمدي: أقدر أتكلم مع جميلة يا عمي قليلا
وهنا أتذمر وأبدي أعتراضي ولكن دون ان افصح : همف لقد سئمت هذا الكائن .
أبي مغمغماً : بالطبع  
………………………
حمدي : أهلاً يا جميلة ؟
         يا أهلا
 حمدي:جميلة أنا معجب بكِ وأتمني أن تكوني معجبة بي أيضا و إن كنت أشعر انك غريبة الاطوار قليلاً
        أنت الغريب جدا لماذا توهم نفسك بإني موافقة ؟؟
حمدي: بصراحة عندي أمل …
        حقيقة الامر لا أشعر بالارتياح
حمدي: أعتقد إني أغضبتك قليلاً لم أقصد الا ان امي أخبرتني بأن ذلك أفضل أكون شديد معك من البداية.
         ما مشكلتك مع والدتك ؟
حمدي: سأكون صريح معكِ هي تريد أن تزوجني من أبته خالي وأنا لا أريد , ولا أحد ولا حتي والدي يستطيع أن يقف أمام قرارها وانت فقط أعجبتيها أتمني أن توافقي علي إنقاذاً للموقف .
          في ذهول هو انا موعوده : نعم !!
حمدي:أنا معجب بكِ بجد  أرجوكي أنا مصدقت ماما أعجبت بواحدة وموافقة, سأتفق معك وافقي علي ثم أرفضيني لاي سبب بعد ذلك كي استريح قليلا من أبنه خالي .
        انفجرت غضبا ليست مشكلتي يا محترم , حل مشاكلك بعيد عني وتركته ودخلت غرفتي ولم أخرج منها حتي أنصرف الضيوف.
وجدت بابا ينادي علي :تعرفي يا جميلة يا بنتي هؤلاء لا يستحقون أبنتي
أبتسم لأبي : حقاً؟؟
أبي: مثل هؤلاء لا يقدرون قيمه إبنتي أبو حمدي أخبرني أن الاتفاق مع أم أحمدي مثل هذه الاتفاقات يتركها للجماعه
أرتميت في حضن أبي متناسية ما حدث بعدما قصصت عليه ما قاله لي .  
لترد أمي قائلة :وهكذا نكون ضيعنا عريسين مرة واحدة الله يسامحك يا جميلة يظهر إني لن أفرح بعمري …. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق