الجمعة، 5 فبراير 2016

وداعا على بك نوفل من ذاكرة الجنرال

فى احد ايام سنة 1992 واثناء صعودى بمصعد مجمع التحرير حيث كنت اعمل التقيت مصادفة بزميل الدراسه الثانويه الاستاذعلى نوفل كان قد مضى على اخر لقاء حوالى 30 سنه سابقه تعرفت عليه منذ الوهلة الاولى بادرته انت على نوفل فرد على عجاله وانت فهمى سعود تصافحنا اصطحبته الى مكتبى كانت سعادتنا لا توصف ...استرجعنا حديث ذكريات مدرسة روض الفرج الثانويه وهى من اعرق المدارس المصريه كانت قد شيدت فى العشرينات من القرن الماضى حيث كان اسمها الامير فاروق الثانويه .,..كان على نوفل طالب منضبط عاشق للغه العربيه والتربيه العسكريه ..معتز بنفسه ..انيق المظهر ..عمل بعد تخرجه مدرس لغه عربيه ثم رقى لدرجة مفتش ..ومنذ هذا التاريخ ولم نفترق ابدا تعرف على اسرتى ومعظم اصدقائى واقاربى ..اصبح الجميع يسألونى عنه ويتابعوا احواله ..لم نفترق ابدا ..كثيرا ما صاحبنى الى بلدتى بالمنوفيه والاسكندريه والساحل الشمالى وكل تنقلاتى داخل مصر ...انيس وجليس مثالى كنا معا على الحلوه والمره ..فى الافراح والاحزان ..احبه واحترمه كل من تعرف عليه كان ابن بلد وجدع .. نعم الاخ والصديق ..مؤدب ورع تقى مواظب على قراءه القران .. عاشق للاناقه واللغه العربيه الفصحى ...لا يقبل بأى خطأ لغوى..يصحح الخطأ مع الشرح دون خجل ...تقليدى من طراز فريد ..يرتدى البدل الفاخره ..بدبوس الكرفات وزراير القمصان حليق الذقن دائما ..لا يفرق بين الصيف و الشتاء ..لا يتقبل اى استهتار او رعونه من الشباب .. ينصح دون ملل او كلل ...يحترم الجميع والجميع يحترمه ... لم يناديه احد بإسمه مجرد من لقب استاذ او بك ..الجميع دون استثناء ...حتى انا واقرب الناس اليه ...واحقاقا للحق ..كان يستحق هذا وبجداره ..اول امس عند خروجى فى حوالى الثانية عشر صباحا وجدت رقم هاتفه على هاتفى ..تصورت انه يسأل عنى كعادته ...فأرجأت الاتصال به لحين الانتهاء من بعض المشاغل ...وبعد ساعه اتصل بى احد اصدقائنا المشتركين ...تعجبت ..وشعرت بإنقباض رددت عليه ..كان يتحدث يصوت خفيض ...البقاء لله على بك مات ..اسرعت الى منزله الذى كان يعيش فيه وحيدا بعد وفاة زوجته منذ اكثر من 15 عاما ..وجدته يرقد على سريره نظيفا انيقا كما تعودت ان اراه احتضنته وقبلت جبينه وانا اقرأ له ما تيسر من القرأن الكريم ...بكيت كما لم ابكى من قبل قابلت شقيقته التى تقيم فى العماره المجاوره حكت لى انه اتصل بها بعد اتصاله بى وابلغها انه يموت ...وداعا يا صديق العمر ...
وداعا على بك نوفل.... رحمك الله ....انا لله وان اليه راجعون ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق