الجمعة، 12 أكتوبر 2018

إ ســلا م


مر عام ونصف على هذا ..........
الخميس 6/10/2016
أبى بفراش الموت , يُوصينى " في شغل ناس لازم يخلص يوم الاحد لو انا مت لانة في ذمتى أخلصة وفى رقبتى وكلو الا مصالح الناس لازم يخلص "
أستجمع قواى لأحاول الرد ولكن لا تسعفنى الكلمات , قلبي ينبض وعينى تدمع دموع جافه بئيسة لا حول لها ولا قوة .
فقط قبلت رأس والدى وراح بغيبوبة ... وإلى الابد حيث توفى فجر الجمعه .
الجمعه 7/10/2016
وقفت بجانب اخواتى لأخذ عزاء ابى حضرنا المراسم و الدفن وتلقينا التعازى , وقتها فقط شعرت ان كان لى أب عظيم فالقوة التي منحنى إياها بجوده زادتنى صلابة بعد وفاته
ولم أكن لأترك الساحه لاخوتة باى حال ليأخذو العزاء فلم يكن لهم وجود بحياتنا أصلا وكنا سعداء بذلك
الأحد 9/10/2016
توجهت لمكتب الوالد وانهيت ما كان يجب انهاؤءه .. وما كان ينهيه من مصالح
وبدأت اتردد على المكتب من وقت للاخر مع الكثير من المشاكل المربكة وموت والدنا المفاجئ حيث كان بمثابة صدمة لنا
كنت وكأنى هبطت للتو من السماء
وفي تلك الاثناء
دخل المكتب ولد لا يتجاوز ال 7سنوات يسئل عن الوالد بحاله يرثى لها وملابس قديمة ومع ذلك واثق من نفسه فخور مبتسم سئلنى :إنتى مين ؟
ردت نفس السؤال : إنت الي مين ؟
الولد : أنا إسلام
-إسلام مين يعنى
إسلام : انا صاحب ..صاحب المكتب ده عم السيد ده يبقى صاحبى , إنتى مين بقا ؟
إبتسمت لخفة دمه وبرائتة : أنا بنتة إسراء السيد
إسلام : اومال عم السيد فين ؟
إبتلعت ريقى و اخبرتة بكل هدوء مات
إسلام : مات يعنى راح فين ؟؟,, مقاليش كان بيحكلى كل حاجه !!
أخبرتة بعد تفكير بسيط وبكل هزيمة من قلبى لانى شخصيا كنت لازالت غير مدركة مات يعنى اى ؟وكيف أصبحت وحيده بمكتبة الان ,هو لم يمت بل انا من مات : عند ربنا يا اسلام دلوقتى
وعلى ما يبدو ان الصغير لم يدرك كلاماتى ... فوثب خارج المكتب مهرولا مع إشاره مع السلامه بيدية الصغيرتين ووجهه الباسم .
*****
مرت الأيام
وبدأ يمر اسلام من وقت لاخر حاملا بيده الهدايا من أجلى مره اهدانى غوايش و سلسله و جراب للموبيل وشيبسي وبسكويت
أشياء كلها بسيطة ...
وعلمت بعد ذلك انه كان يطلب هذه الأشياء من أصحابها , يطلب من البقال شسيبى لبنت عمى السيد لدايما حزينة لموت بباها وانا عوزها تضحك
يطلب من محل الاكسسوارت الهدايا , ومن محل الموبيلات
كان يخبر الجميع انه يحمل الهدايا من اجل ان يرانى مبتسمة
واتفجئت ان الجميع يعلم وانا لاء .... حتى عندما خطر ببالى انه يسرق هذه الأشياء اخبرنى هو بكل تلقائيه بالحقيقه
وقد أخبرنى صاحب محل الورد ان اسلام مر واخد بوكية باسمى من عنده واعطاه إياه دون مقابل
ولما ذهبت لمكتبى وجدت البوكية ع الباب ... كم هذا لطيف ..لطيف للغاية .
ولكن ماذا اعنى لهذا الطفل ليهتم بى كل هذا الاهتمام ؟؟ غريب جدا
مر ساعتين ووجدته امامى يسئلنى عن بوكية الورد .... اخبرتة انه راق لى جدا
ولكن عليه ان يتوقف عن ذلك
فأخبرنى : اسراء انتى كل حياتى دلوقتى .. امى مجنونة وابويا رامينى واخويا سلبى جدا وتيته تعبانة ماليش حد غيرك متقوليش كده تانى
وكأنى ناقصه .....
ابتسمت واخبرتة لا بأس بذلك انت أيضا مهم بالنسبة لى
********
فرض نفسه عليا ... بدأت اسئل عنه وعن ظروفه واسرتة واخبرنى الجميع بنفس ما اخبرنى به لم يكن يختلق ...
وعلمت ان والدته تمنعه من الذهاب للمدرسة بدأت افكر ان عليا مساعده للعوده للمدرسه هذا اقل ما يجب ان افعلة من أجلة
بدأت اطلب منه ان يمر عليا يوميا واقوم بتعليمة الحروف الابجدية
واتناقش معه واهديه قصص قديمة مصورة واطلب منه مشاهده الكرتون لم يكن يعرف ما هو .. كان يحتاج للتوجيهه فقط
كان يعرف الناس جيدا يعرف من يكذب من صادق من يستغله من يحبة ..لاماح لدرجه مبهرة
بدات روح الثورة تهب بداخل الطفل وبدات انشغل عنه لكثرة مشاكلى ولم اعد اراه كما كان وانقطعت الاخبار
الا ان قابلته بعد اكتر من اربع شهور عصرا بالشارع مرتديا الزي المدرسي
هو من لمحنى اتى اليا مهرولا : إسرررررررررررررررررررررراء
ازيك انا روحت المدرسه ع فكرة ؟
اسلام ازى عملت كده قولى ؟
ولا حاجه مفيش حد أصلا بيهتم بيا فقررت اهتم بنفسي واحب نفسي واكون كويس لنفسي موش انتى قولتيلى كده ؟؟ وانا بسمع كلامك ..
عملت اى ؟؟
سئلت على مديرية الامن ورحت هناك وحكيتلهم ال بيعمله معايا وجت عربية بوكس للبيت ولقوا ماما مجنونة وستى مريضه
ابتلع ريقى ؟؟
عرفت طريق مديرية الامن ازى ؟
عادى سئلت ...
طب انت رايح فين دلوقتى : رايح الادراة التعليمة عشان اما سرقت ملفى من ورا ستى مكنش فيه صور شخصية وف المدرسه عوزين صورة شخصيا ومعييش فلوس أتصور فقالولى روح الإدارة هتلاقي لك صور هناك
بس انت عارف الوقت متأخر جدا الساعه 4 الإدارة التعليمة قفلت
ارتسم الإحباط ع وجهه : طب اعمل اى منا على ما خلصت مدرسة
ولا يهمك تعالى معايا
صورتة وكان باين عليه التعب والارهاق والجوع قلت له قبل ما تتصور تعالى نشرب عصير قصب .
شربنا العصير واتصورنا واخدنا الصور وقررت اشترى له سندوتشات فسئلتة انت شكلك متغديش تعالا بقا اعزمك ع الغدا
قالى لا كفايه كده هتخلصي فلوسك
عادى انا موش هشوفك كل يوم يعنى
يالا تعالى قولى تحب تتغدى اى
قالى هاخد سندوتش فول واحد عشان متدفعيش كتير
بعد ما اخد السندوتشات قالى بصي اما اكبر ويبقى معايا فلوس لازم اعزمك اتفقنا ؟؟
قلت له اتفقنا .. مع انك جبتلى هدايا كتير قبل كده فانا بردلك جزء منها
*****
ودعته واعطتية نسخه من كتابى حكاية ملاك مع وعد ان يقرها بعد ما يتعلم القراه و الكتابة ..... بدأ يتعلم القراءه وبيتعلم يقرأ حكايه ملاك
يخبرنى دائما بالسطور التى تعلم قرئتها