الجمعة، 16 أكتوبر 2015

التليباثي ( Telepathy )


وهي كلمة تعني التخاطر عن بعد .. ويطلقون عليها .. التخاطر العقلي .
ظاهرة التخاطر..هي أقدم القدرات الإنسانية الخارقة التي عرفها الإنسان والتي يعزى
إليها طريقة الاتصال بين بني البشر في العصور القديمة الغابرة كما يرى
المهتمون بهذا العلم.
ونتيجة للتطورات العلمية الحديثة والابتكارات البشرية ضعفت قدرات الإنسان
بصورة أفقدته قدرته على الاتصال العقلي والروحي بالكيفية التي كان عليها
عن ذي قبل وأصبح التخاطر ظاهرة نراها بصورة عارضة لبعض البشر ونعدها من
الخوارق.
التخاطر عبارة عن نوع من الاتصال العقلي عند البشر بصورة غير مادية ملموسة بين شخصين بحيث يستقبل كل منهما رسالة الآخر العقلية في نفس الوقت الذي يرسلها إليه الآخر مهما بعدت أماكن تواجدهما. وبعبارة أبسط ، فالتخاطر يعني معرفة أى شخص منهما بما يدور في رأس الآخر
انها ظاهره شغلت العلماء واهتموا
بحلها وفك لغزها سنين طويله ولازالوا..
هي ظاهره قديمه بقدم الانسان نفسه
ولعلنا نتذكر ..حادث وقع لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ
أمام جمع من الصحابة رضوان الله عليهم.
وخلاصة هذه القصة .. أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه
كان له جيش يقاتل المشركين على رأسهم قائد يسمى (سارية)..
وقف عمر ليخطب خطبة الجمعة في المسجد، ولكنه قطع خطبته
وصرخ بأعلى صوته: (ياسارية .. إلزم الجبل)..!
يقول ساريه رضوان الله عليه ويقسم أنه عندما هم بمطاردة الأعداء
سمع صوت عمر في المعركة يأمره بالالتزام بالجبل
.حتى يظن الاعداء أنهم تقهقروا وانهزموا فيتبعوهم في مطاردة تبعدهم عن الجبل المعتصمين به فيطبقوا عليهم من خلفهم بالفرسان فيبيدوهم.
فماذا كان هذا الأمر؟!
هنا إثبات حقيقي لظاهرتين حقيقيتين ..
هما ظاهرة التبصر .. أي رؤية ما يحدث قبل حدوثه فعليا .. وهي أشمل مما نطلق عليها نحن "الحاسة السادسة " والظاهرة الأخرى هي التخاطر عن بعد وهذا ماحدث بلا جدال ..
الفكرة تقوم في أساسها.. على الاعتقاد بأن المخ خلال العملية الفكرية يطلق إشعاعات أو ذبذبات هي في الحقيقة عبارة عن (الموجات الفكرية)..
وقد شبه الكثير من العلماء هذه العملية بعملية إرسال واستقبال المكالمات الهاتفية. فالمخ يعبر هنا جهازالإرسال بينهما تكون الصورة المتصورة أو المتخيلة في المخ رقم الهاتف المراد الاتصال به بينما يكون الطرف الثالث في العملية هو المستقبل..
وهذه العملية تسمى التخاطر..
وهي تحدث كثيراً للعديد من الأشخاص.. تكون في بعض حالاتك سارحاً في التفكير في شخص ما فيطرق عليك الباب أو يأتيك خبر عنه أويتصل هاتفياً عليك. وفي بعض حالات التخاطر يشترك شخصان في ذات الفكرة وذات ردة الفعل في ذات الوقت..
وهنالك أنواع كثيرة من التخاطر Telepathy ولكنهاجميعاً تشترك في أن عامل واحد
وهو (الموجات الفكرية) أي الموجات أوالذبذات التي يطلقها المخ في العملية العقلية شديدة التركيز. وكل ما هومطلوب لإجراء هذا الاتصال التخاطري هو جهاز إرسال سليم.
فالأشخاص ذووالنفوس الطيبة والقلوب النقية (الطيبون) أكثر قدرة من غيرهم على التواصل بهذه الطريقة. بينما يصعب على الأشخاص ذوي المزاج العصبي إجراء هذاالاتصال لأنه – كما قلت – نحتاج فقط للتركيز والشفافية لإجراء مثل هكذااتصال. لأن الاتصال في هذه الحالة يتم على مستوى روحي، فكلما كانت روحك نقية وشفافة كان الاتصال سريعاً وقوياً وواضحاً والع** بالع**..
كما لايشترط أن تعرف الشخص الذي تتخاطر معه ولكن بالضرورة فإن إجراء هذا التخاطرمع الأشخاص الذين تعرفهم يكون أسهل وأسرع. وربما كانت الوضعية المناسبةلإجراء مثل هذا الاتصال هي الاسترخاء. إذ لا يصعب التخاطر في الضوضاء وفي حالات الضغط النفسي pressure ولكن يفضل أن تكون في منطقة منعزلة وفي حالةكاملة من الاسترخاء وإضاءة منخفضة بقدر الإمكان وحضور ذهني كامل لهذه العملية فلا بد أن تكون صافي الذهن تماماً . .
هذه هي الوضعية الأنسب للاتصال. وبعد توفير العناصر يمكنك أن تستحضر صورة ذهنية للشخص الذي تودالتخاطر معه ركز في الصورة الذهنية ، حاول أن تنادي على الصورة الذهنية فيسرك بدون أن تتكلم يجب أن ينصب تركيزك الذهني تماماً على الصورة المستحضرةلا سيما تفاصيل وملامح الوجه عندها ستكون الغدة الصنوبرية بدأ فعلاً بإطلاق الموجات الفكرية فما عليك إلا أن ترسل الرسالة التي تريد إرسالها..
قل له مثلاً أريد أن أراك حالاً أو أنا في مأزق أو هنالك شخص يريد أن يضربك أو أي رسالة أخرى تحب أن توجهها له..
ومن الجدير بالذكر أن نقول بأن الغدة الصنوبرية هذه والتي تقوم بمهمة إرسال الموجات الفكرية تتحكم بصورةفوق العادة على (اللاشعور) عند الطرف الآخر (المستقبل)
.
هذه العملية (عملية الاتصال الروحي) أو التخاطر Telepathy لا تتطلب مدة طويلة من الوقت فقد تتم عملية التخاطر في أقل من عشر دقائق أو خمسة عشر دقيقةعلى الأكثر.
كما يمكن أن تستخدم المرآة في هذه العملية.. غير أن طريقةالمرآة التخيلية أو مسألة التجرد من شخصك وإلباس شخصية الشخص المستقبل تتطلب تركيزاً أكثر ، وهي مجهدة جداً لا سيما إذ لم تكن متدرباً علىالتركيز الذهني وعلى التجريد..
إضافةإلى عمليات التخاطر المختلفة..
فإنه يمكن أيضاً التحكم في رفع ونقل الأشياء من مكانها إلى مكان آخر عن طريق القوة العقلية..
وهنالك أمثلة كثيرة من بعض من يقومون بمثل هذه الأمور..
إضافة إلى إمكانية إطفاء شمعة بقوة النظرأيضاً..
كما أن هنالك ظواهر مثل التحكم في الأشخاص عن بعد عن طريق الإيحاء العقلي وغيره العديد من الظواهر..
كما لا أنسى أن الأحلام هي واحدة من مصادر الموجات الفكرية في علم الباراسايكولوجي المعروفة غير أن العلماء لم يستطيعوا التوصل لقياس هذه الموجات الفكرية في حالة الأحلام.
هذاباختصار وبعيداً عن المصطلحات العلمية مسألة التخاطر وبعض مناطات علماءالباراسايكولوجي.
والمسألة هنا ليست خيال علمي أو خطرفات
إنما هي قدرات خاصة أمكن من خلال العديد من الدراسات والأبحاث التوصل إلى علمية هذه الفرضية وصحتها.
العلماء والتليباثي
فى إحدى ليالى نوفمبر، فى عام 1966 م، جلس السوفيتى نيكولاييف، داخل حجرة من الرصاص، لا يوجد بها سواه، وأمامه ورقة صغيرة، خط عليها أحد العلماء - من وحى اللحظة - كلمات غير مترابطة، ورسماً لا معنى له، راح نيكولاييف يحدق فيهما لحظات، دون أن تسجل أجهزة هيئة العلماء، التى عكفت على مراقبته، فى موسكو شيئاً، في حين كان زميله كاتشسكى يجلس فى ظروف مماثلة فى ليننجراد، على بُعد ألف كيلو متر من موسكو، وقد راح يخط الكلمات نفسها، والرسمذاته على ورقة بيضاء، ناولها لأحد العلماء المجاورين له، وهو يقول: لست أدرى ما يقصده بذلك، ولكن هذا ما أرسله
وأُصيب العلماء بالذهول، فى موسكو و ليننجراد، فى نفس اللحظة، فلقد استقبل كاتشسكى رسالة عقلية من نيكولاييف، بمنتهى الدقة، كما لو أن عقله جهاز استقبال لاسلكى فائق التطور
ولكن كيف حدث هذا ؟ ..
بل كيف يمكن أن يحدث ؟
لقد أعلن تلك القصة السالفة الذكر العالم السوفيتى فلاديمير فيدلمان، وهو واحد من أشهر علماء ما فوق الطبيعيات، فى مؤتمر لبحث الظواهر الخارقة للمألوف، عام 1968 م ولم يحاول وضع تفسير علمى للظاهرة، وإنما أطلق عليها اسم التخاطر العقلى، أو التليباثى
والعجيب أن المصطلح لم يكن جديداً بالنسبة لزمرة علماء الظواهر فوق الطبيعية، الذين حضروا ذلك المؤتمر، بل كان مصطلحاً قديماً، لظاهرة مازالت تثير جدلاً علمياً، حتى لحظة كتابة هذه السطور
فمع مطلع عام 1862 م، وبينما انشغل نصف سكان العالم فى الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، أغلق عالم نصف معروف، يدعى ف . مايرز F.Myrs
معمله على نفسه، وانهمك فى سلسلة من التجارب والدراسات المعقدة، استغرقت تسعة أشهر من عمره، قبل أن يخرج إلى العالم بذلك المصطلح الجديد: التليباثى Telepathy
دون أن يتصور أن مصطلحه هذا سيثير أكبر وأطول جدل علمى فى التاريخ،
وأنه وبعد مرور أكثر من قرن كامل على إطلاقه هذا المصطلح، لم ينجح شخص واحد، أو جهة علمية - صغرت أو عظمت - فى إثبات أو نفى هذه الظاهرة
وكلمة تليباثى، كما تقول القواميس المتخصصة، تعنى التخاطر عن بعد، أو انتقـال الأفكار، من شخص إلى آخر أو آخرين دون استخدام وسيلة مادية
وعلى الرغم من كل ما أثارته ظاهرة التخاطر عن بعد، من جدل، وما أطلقته من خيال العلماء والأدباء، إلا أن التجارب الجادة حولها لم تبدأ إلا فى عام 1921 م، عندما قام ثلاثة من علماء جامعة جروننجن بسلسلة طويلة من التجارب والمشاهدات، انتهت بإصدار تقرير كبير، اقتنع به عدد من العلماء، ورفضته الغالبية العظمى منهم
ومن العجيب أن تلك الظاهرة تذهب بالعلماء دائماً إلى طرفى نقيض، فإما أن يؤيدها البعض فى حماس، أو يرفضها البعض الآخر فى عناد وإصرار، ولعل من أعظم مؤيديها العالم البريطانى جوزيف سينل، الذى قضى القسم الأعظم من حياته، فى محاولة إثبات وجود الظاهرة، وهو يقول عنها : إنها تشبه عملية الاتصالات اللاسلكية المعروفة، فالعقل البشرى يموج بالإشارات الكهربية، التى تنتقل دوماً بين المخ والأعصاب، وتربطه بأعضاء الجسم، وعندما تبلغ هذه الإشارات حداً مناسباً، يمكنها أن تنتقل دون الحاجة إلى الأسلاك الأعصاب، فتسافر من عقل إلى عقل
أما أشهر العلماء فى هذا المجال، وهو ج.ب.راين فيقول:
الأمر عبارة عن نوع من الشفافية الروحانية، التى تتيح للروح الالتقاء بالأرواح الأخرى، واستنطاقها عما يدور فى أجساد وعقول أصحابها،ولكن هذا الرأى يبدو فلسفياً، أكثر مما يبدو علمياً أو منهجياً، ولهذا السبب رفضه كل العلماء تقريباً، على الرغم من أن راين هو صاحب أول تجارب مدروسة لفحص الظاهرة، فلقد ابتكر عام 1934 فى جامعة ديوك أسلوباً جديداً، يعرف باسم اختبار أوراق اللعب، وفيه يحاول الشخص، المفترض اكتسابه للقدرة على التخاطر العقلى، استنتاج ترتيب خمس أوراق لعب مختلفة، يتم ترتيبها عشوائياً
وقد يبدو هذا الاختبار هيناً، ولكنه ليس كذلك فى الواقع، فاحتمال استنتاج موضع ورقة واحدة، أو تخمينه، هو واحد إلى خمسة أما احتمال استنتاج موضع الأوراق الخمسة هو واحد إلى ثلاثة آلاف ومائة وخمس وعشرين، وهذا يجعل التخمين مستحيلاً بالطبع
بيتر هيور**
ولعل من أكثر ما يؤيد وجود هذه الظاهرة، رجل يحفظ كل دارسى الظواهر فوق النفسية اسمه عن ظهر قلب،
وهو الهولندى بيتر هيركوس، الذى ولد عام 1911 م، وظل يحيا كشاب عادى، حتى انقلبت حياته رأسه على عقب فجأة فى عام 1941 م
فى ذلك العام كان بيتر يعاون والده فى طلاء بناء من أربعة طوابق، عندما زلت قدمه، وسقط من الطابق الرابع، وتم نقله إلى المستشفى فى سرعة، فى العاشر من يوليو 1941 م، حيث تم إسعافه، وقدر له أن ينجو، وأن يغادر المستشفى فى الخامس من أغسطس، من العام نفسه
ولكن شتان ما بين الدخول والخروج
لقد كشف بيتر، وهو يرقد على فراشه فى المستشفى أنه قد اكتسب خاصية عجيبة وهى أنه ما إن يمس شيئاً .. أى شئ .. حتى تندفع إلى رأسه كل المشاهد والأصوات والأحداث، التى عايشها هذا الشئ .. جماداً كان أو حيواناً أو نباتاً
وكاد المسكين يُصاب بالجنوب فى البداية
بل لقد تصور أنه قد أُصيب به بالفعل
ثم اتضحت له حقيقة موهبته الجديدة شيئاً فشيئاً
والعجيب فى ظاهرة هيركوس أنه، ولأول مرة فى التاريخ ..
اعترفت إدارة اسكوتلانديارد بموهبة شخص يحوز صفة فوق طبيعية، بل استدعت بيتر هيركوس إلى إنجلترا عام 1951 م، حيث عاون مفتشيها على حل غموض اختفاء الماسة الشهيرة سكون، وبعدها استعانت به عدة هيئات بوليسية أوربية، وحقق فى كل مرة انتصاراً مبهراً
وعلى الرغم من هذا لم يحظ بيتر باعتراف أو تأييد الأوساط العلمية، ولم يحاول عالم واحد، ممن أنكروا موهبته، اختبار وجود هذه الموهبة، بأية وسيلة، حتى أن الصحفية نورما - لى - براوننج التى كانت من أشد المؤيدين لـ بيتر، قد علقت على هذا بقولها : لقد خسروا فرصة مثالية لفحص ظاهرة غامضة.. وهى على حق، فربما أدى فحص بيتر هيركوس إلى إماطة اللثام عن تلك الظاهرة
ولكن يبدو أن البعض يخشى إماطة هذا اللثام
وهذا أيضاً صحيح..
قد تبدو الصورة خيالية أو هزلية، فى نظر القارئ، ولكنه ليست كذلك فى نظر العديد من العلماء، وأجهزة مخابرات الشرق والغرب، بل إنهم يولونها اهتماماً بالغاً، وينكبون على دراستها فى سرية ودقة
ولعل القارئ يتصور الآن أننا لو استبعدنا الفريق الرافض من العلماء، فسيتبقى أمامنا المؤيدون للظاهرة فحسب
ولكن هذا غير صحيح أيضاً
الواقع أنه ما من عالم - فى الكرة الأرضية كلها - يمكنه أن يجزم أو ينفى وجود هذه الظاهرة، بصفة قاطعة، فبعد استبعاد الرافضين لوجودها سينقسم الباقـون إلى قـسم أعظم، يقف على الحياد، غير مؤيد أو معارض، أو هو ينتظر ما سيتوصل إليه الآخرون، وقسم صغير، يميل إلى الإيمان بوجود الظاهرة، ولكنه يلقى سؤالاً أكثر أهمية، وهو يقلب بين يديه نموذجاً صغيراً للمخ البشرى
من أين تنبع هذه الظاهرة ؟
فعلى الرغم من التقدم الطبى والتكنولوجى والتقنى، الذى توصل إليه العالم، فى هذه السنوات الأخيرة من القرن العشرين، إلا أن أجزاء كبيرة من المخ البشرى ما زالت غامضة تماماً، وما زال ذلك العضو الرخوى البيضاوى، الذى يبلغ وزنه التقريبى فى الرجل حوالى رطلين وعشرة أوقيات أى ما يساوى من وزن الجسم تقريباً يثير حيرة أعلم العلماء
والمخ يتكون من نصفين: أيمن وأيسر، يشتركان لصنع الفص الأمامى والفص الخلفى، ثم يحوز كل منهما فصاً جدارياً، وآخر صدغياً، فى حين يلتقيان من الخلف عند المخيخ، والجسم الصنوبرى الصغير
ولقد درس العلماء كل خلية من خلايا هذا المخ، وعرفوا وظيفة كل جزء فيه، فيما عدا منطقتين، توقّف أمامهما الجميع فى حيرة، وهما الجسم الصنوبرى والفص الأمامى، فتوصلوا إلى جزء ضئيل من وظائف الأول، وعجزوا تماماً عن فهم وظيفة الثانى مع الإيمان التام بأن الله - سبحانه وتعالى - لم يخلق شيئاً عبثاً
أثار التحدى حماس العلماء، وجمعوا مئات من حيوانات التجارب المسكينة، وراحوا يمزقون فصوصها، ويغرسون فيها الأسلاك والأعمدة، دون أن يسفر هذا عن نتائج واضحة، بل إن مراجع الطب الشرعى تحدثت عن حالة، انغرز فيها نصل خنجر لعشرة سنتيمترات، فى الفص الأمامى لمخ آدمى، دون أن يؤثر ذلك فى وظائف المصاب الحيوية، أو حتى غير الحيوية
وتضاعفت حيرة العلماء
وبقى السؤال ..
هل الفص الأمامى هو محطة الإرسال والاستقبال التخاطرى ؟
ولم يأت الجواب بعد..
ولن يأتى..
لأن إثبات ظاهرة فوق نفسية، مثل التخاطر العقلى، كان وسيظل عسيراً ؛ لأن العلماء سيعجزون دوماً عن إمساكها بأيديهم، وتقليبها، ووضعها تحت المجهر وتصويرها، وتكبيرها، و … و
وإلى أن يأتى ذلك اليوم المستحيل، سنظل نردد قول أحد كبار العلماء، المؤمنين بوجود الظاهرة: ينبغى أن يتوقف العلم عن محاولاته الدائبة، لإثبات وجود هذه الظواهر، ويحصر جهوده فى بحث كيفية الإفادة منها، حتى لا نكون كمن يقضى عمره كله فى محاولة إثبات كونه حياً، ثم تنقضى حياته، دون أن يصنع فيها شيئاً واحداً
وإلى أن تحظى ظاهرة التليباثى بالاعتراف.. دعونا نتخذ الحذر..
فقد يكون حولنا بعض من يمتلكون تلك القدرة، ويسعون للتسلل خلف أفكارنا
وخلف أسوار العقل

فرعون اليهود الجزء الرابع

 هناك بعض الآراء الأخرى الضعيفة مثل:
أ - فرعون الخروج هو تحتمس الثاني:
يقول د. موريس بوكاي " ج. دي ميسلي J. De Miceli (1960م) الذي يدعي أنه توصل إلى تحديد زمن الخروج بهامش تقريبي يصل إلى يوم واحد، وهو 9 أبريل 1495 ق.م. وهذا فقط من خلال حساب التقويمات. وعلى ذلك يكون تحتمس الثاني، وكان ملكًا في هذا التاريخ، هو فرعون الخروج.. إن هذا البناء الغريب لا يأخذ في اعتباره مطلقًا الأمور الأخرى في رواية التوراة، وخاصة إشارة التوراة إلى مدينة رمسيس، تلك الإشارة التي تبطل كل فرض عن تحديد تاريخ للخروج قبل أن يكون أحد الرعامسة قد ملك مصر"(26). وتغافل هذا الرأي أن مدينة رعمسيس قد تكون شيدت بأيدي اليهود في تاريخ سابق، ثم أعاد تجديدها رمسيس الثاني فدُعيت باسمه، كما تغافل أن اسم رمسيس كان منتشرًا عبر التاريخ المصري، وإن كان المشهور من الرعامسة هو رمسيس الثاني، فماذا نعرف عن رمسيس الأول؟!.
ب - فرعون الخروج هو رمسيس الثاني:
وصاحب هذا الرأي هو الأب ديفو R. P. de Vaux في كتابه " تاريخ إسرائيل القديم " معتمدًا على أن الخروج لم يحدث إلاَّ بعد بناء مدينتي رمسيس وبيتوم، وقال أن حوليات " دريتون " Drioton " وفاندييه " Vandier حدَّدتا عام الخروج بـ1301 ق.م.، وافترض الأب ديفو أن رمسيس الثاني هو إلى اضطهد العبرانيين، وفي النصف الأول أو منتصف حكمه خرج العبرانيون من أرض مصر.
وقال " كنت أ. كتشن " أن فرعون التسخير هو سيتي الأول، وفرعون الخروج هو رمسيس الثاني، على اعتبار أن سيتي الأول هو الذي بدأ بناء مدينتي رعمسيس وفيثوم، وتم الانتهاء منهما في عصر ابنه رمسيس الثاني وهذا ما دعى تسمية أحد المدينتين باسمه. وجاء في لوحة ترجع إلى مرنبتاح ابن رمسيس الثاني " وإسرائيل خربت ولم يعد لها بذر " أي أنها خرجت من أرض مصر ولم يعد لها وجود. وجاء في النقوش التي تم اكتشافها على جدران بعض المعابد التي أقامها رمسيس الثاني تسخيره للأسرى.
وقد تغافل هذا الرأي أن موسى وُلد أثناء فرعون الاضطهاد وأخرج شعبه بعد ثمانين سنة، فإن رعمسيس الثاني هو الذي سخر اليهود في بناء المدن والمخازن فليس من المعقول أن يمتد به العمر في الملك إلى ثمانين سنة، ولذلك يقول د. محمد مهران".. " وبالتالي فإن رعمسيس الثاني قد يكون فرعون التسخير ولكنه ليس فرعون الخروج"(27).
كما أوضحت التوراة أنه أثناء هروب موسى في أرض مديان علم أن فرعون الاضطهاد الذي كان يطلب قتله قد مات " وقال الرب لموسى في مديان أذهب أرجع إلى مصر. لأنه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك" (خر 4: 19).
جـ- فرعون الخروج هو توت عنخ آمون:
ربط البعض مثل سيجموند فرويد، وبرستيد، وماير، وهول، وأرمان وغيرهم بين دعوة توت عنخ آمون للتوحيد وبين موسى النبي وخروج بني إسرائيل.
ويتجاهل هذا الرأي أن عبادة قرص الشمس لم تكن من اختراع توت عنخ آمون (إخناتون) إنما كانت معروفة من قبل منذ الدولة القديمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حتى أن عدد كبير من أسماء الملوك ارتبط باسم " رع " مثل خفرع.. رابع ملوك الأسرة الرابعة، ومنقرع.. وساحو رع، وني أوسرع، ونفر إف رع، وأيضًا توحيد إخناتون لم يكن توحيدًا نقيًا، لأنه أعتبر نفسه ابن الإله.
د - هذا الرأي نسوقه من قبيل الفكاهة، إذ قال محمد على الصابوني في كتابه " النبوءة والأنبياء(28)" أن فرعون موسى هو " الوليد بن المصعب " وقد زاد عمره عن الأربعمائة عام(29).
_____
(26) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 259.
(27) مصر والشرق الأدنى القديم ص 487.
(28) ط 2 - السعودية سنة 1980 ص 167.
(29) راجع محمد قاسم محمد - التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 218.
(30) قصة الخلق، ومنابع سفر التكوين ص 140.

الخميس، 15 أكتوبر 2015

Waving Friend

Once upon a time,there was a girl used to sit alone by river bank.thinking....distracted...meditate sky,birds,water,fish in water.she looks like discovering anew world or looking for something she lost...... there was a waving man in the other side she waved too.that made her smile in a good way.and feel her more better than she expected. One day when the girl sat alone as usual some one said : hi she was distracted . he repeated:hi .... hi young lady she surprised:hi a man:i was waving all day,but you look distracted . she smiled,looked to other the other side and said''please sit'' a man:you look upset all time every day.why that young lady? she in a sadness'' i'm too old to remember ,sir a man laughing: i am old too we can remembered each other she:Do you know something ? life is too hard to realize a man:excuse me young lady,you should deal with it any way, don't make that life break you. do you have any friends? she in a deep sigh : just lonely girl. a man laughing:you have a waving friend, i came here every day waiting for your waving,i am forgotten old man. when life made you escaping, you just sit on a river bank waiting for someone waving ,smile ... someone reminds you that you are still alive some relations are simple and unique in a good way that make it more more effective than real relations in your life, some real relations make you afraid, escaping,dying....wisdom one in other side, side of life of course..
israabozid

الأربعاء، 14 أكتوبر 2015

فرعون اليهود الجزء الثالث

الرأي الثاني: فرعون الاضطهاد "رمسيس الثاني" وفرعون الخروج هو "مرنبتاح":
ورمسيس الثاني هو ثالث ملوك الأسرة التاسعة عشر، فرمسيس الأول هو مؤسس هذه الأسرة، وقد تولى بعده سيتي الأول (1319-1301 ق. م.) واسم سيتي مرتبط باسم الإله ست، ثم حكم ابنه رمسيس الثاني الذي أرخ له البعض بالفترة من 1301 - 1234 ق.م.، وأرخ له آخرون بالفترة 1290 - 1224 ق.م. وكان محاربًا عظيمًا وفي عهده حدثت معركة قادش 1286 ق.م. على نهر العاصي بين الحثيين والمصريين، وإن لم يتحدد من هو المنتصر، إلاَّ أن رمسيس الثاني كان يميل لتصوير نفسه بالمنتصر، وما يمكن أن يقال أن هذه المعركة قد حسمت الصراع بين الحثيين والمصريين، وانتهت بعقد صلح بينهما وتزوج رمسيس الثاني من ابنة الملك الحثي "حاتوسيل " وتم الخروج في عصر مرنبتاح ابن رمسيس الثاني، ومن الأدلة التي اعتمد عليها أصحاب هذا الرأي:
أ - كان رمسيس الثاني مهووسًا بحب البناء والعمران، حتى أنه أزال أسماء الفراعنة السابقين عن الأبنية التي بنوها، ونقش اسمه عليها، وكان له مشاريعه الجبارة، التي استغل فيها الأجراء وأيضًا بني إسرائيل، فبنوا له مدينتي رعمسيس وفيثوم، وقد تم اكتشاف نقوش لرمسيس الثاني جاء فيها " أنا بنيت فيثوم " كما تم اكتشاف لبنات عليها اسم رمسيس الثاني بعضها مخلوط بالتبن وبعضها بدون تبن، وهذا يعكس ما جاء في (خر 5: 10 - 12) كما أنشأ رمسيس الثاني معبد أبو سمبل الذي حفره في الجبل (والمطل حاليًا على بحيرة السد العالي بعد نقله من مكانه الأصلي) وفي مدخله وضع أربعة تماثيل له يصل ارتفاع كل منها نحو 20 مترًا. كما شيَّد معبد طيبة في الأقصر.
ب - جاء في برديات ترجع إلى عصر رمسيس الثاني قصص عن العبيرو (العبرانيين) الذين يجرون الحجارة الضخمة لبوابة معبد الملك رمسيس الثاني، وقصص أيضًا عمن يصنعون الطوب بدون تبن.
جـ- تم تسجيل انتصار مرنبتاح على إسرائيل على شكل قصيدة نقشت على لوحة تذكارية من الجرانيت الأسود، وقد اكتشفها الأستاذ " فلندر بتري " في المعبد الجنائزي بطيبة، ودُعيت هذه اللوحة بلوحة إسرائيل وجاء فيها " وإسرائيل قد خربت وإنقطعت بذرتها " وتعتبر هذه أول إشارة صريحة لإسرائيل، ولا تأتي إشارة أخرى لإسرائيل إلاَّ بعد أربعة قرون من هذا التاريخ. وقد تُرجمت العبارة السابقة على عدة أوجه:
فقد ترجمها "جرفث" إلى " وقوم إسرائيل قد صاروا قفرًا ومحاصيلهم قد ذهبت "
وترجمها " بتري " إلى " وقوم إسرائيل قد أُتلفوا وليس لديهم غلة "
وترجمها " نافيل " إلى " وإسرائيل قد مُحي وبذرته لا وجود لها".
ويقول الأستاذ سليم حسن " إذا قبلنا ترجمة الأستاذ " نافيل " ورأيه في كلمة " بذرة " فإنه يصبح من الطبيعي إذًا أن يقول: أن النقش يشير هنا إلى خروج بني إسرائيل ومعهم أولادهم وكل ما يتبعهم، ومن ثم أصبح لا وجود لهم بالنسبة لمصر(13) والواقع أن ما جاء في متن هذه اللوحة على ما يُظن يعد سجلًا معاصرًا لخروج بني إسرائيل مع حوادث أخرى، كما يدل دلالة واضحة على أنه قد وقع في السنة الخامسة من عهد " مرنبتاح " كما يعتقد " نافيل".."(14).
وقال " نافيل".. " أن النقش يشير هنا إلى خروج بني إسرائيل، وكذلك يعني أنه طرد من أرض مصر جنس أجنبي من البدو يدعى إسرائيل ومعهم أولادهم وكل ما يتبعهم، ومن ثمَّ يصبح لا وجود لهم بالنسبة لمصر"(15) فقد سجل الفنان المصري خروج بني إسرائيل من مصر كأنه طرد وليس خروج منتصر، وربما يتفق هذا مع ما جاء في سفر الخروج " ثم قال الرب لموسى ضربة واحدة أيضًا أجلب على فرعون وعلى مصر وبعد ذلك يطلقكم من ههنا. وعندما يطلقكم يطردكم طردًا من ههنا بالتمام" (خر 11: 1).
وقال الدكتور عبد الحميد زايد " أما نتائج حفر montet في تانيس أي P1 - ramses (رعمسيس) تدل على صحة الرأي القائل بوقوع خروج اليهود في عصر مرنبتاح. لقد كانت رعمسيس على ما يظهر من خلق رمسيس الثاني وليست من عمل ملك آخر. ويميل جمهرة العلماء إلى ترجيح خروج بني إسرائيل من مصر في الأيام الأولى لعهد مرنبتاح"(16).
كما قال الدكتور محمد مهران " أن الرأي الذي يجعل خروج بني إسرائيل في عهد مرنبتاح.. إنما هو أقرب الآراء إلى الصواب وهو الرأي الذي نميل إليه ونرجحه على أن يكون الخروج في العام الأخير من حكم مرنبتاح"(17).
ويقول دكتور موريس بوكاي الذي طالما هاجم الكتاب المقدَّس أن " ماسبيرو " Maspero عالِم الآثار الشهير ذكر في كتابه " دليل زائر متحف القاهرة " سنة 1900 م أن منبتاح Mineptah خليفة رمسيس الثاني هو فرعون الخروج كما جاء في قول مأثور أسكندري الأصل، وأنه هو الذي هلك في البحر حسبما يقال، ورغم عدم توفر الوثائق التي أسس عليها ماسبيرو زعمه، لكن جدية الكاتب تفرض علينا أن نعلق قيمة كبيرة على قوله(18).
وجاء في دائرة المعارف الكتابية " مازال الاعتقاد السائد هو أن رمسيس الثاني هو فرعون الاضطهاد، وقد كان هذا الملك شديد الولع بتشييد المباني بصورة خارقة، وقد حدَّد " إدوارد ماير " تاريخ ملكه الطويل من 1310-1244 ق.م. وبهذا يكون ابنه منفتاح هو فرعون الخروج. ولكن إن افترضنا هذا، فإن التسلسل التاريخي للكتاب المقدَّس لا يواجه صعوبات خطيرة فحسب، بل يلزم تجزئة سفر القضاة إلى أجزاء صغيرة جدًا وهناك أيضًا معلومات تاريخية محددة تؤيد تاريخًا مبكرة لخروج إسرائيل، فإن الملك منفتاح يفخر في أحد النقوش بأنه في إحدى حملاته على سوريا حطم رجال إسرائيل (وهنا يُذكر اسم إسرائيل لأول مرة في أحد الآثار المصرية)"(19).
ويقول القس صموئيل يوسف أن هذا الرأي يقف ضد اللوحة الأثرية التي تم اكتشافها، وسُجل عليها ما يفيد انتصار مرنبتاح على الإٍسرائيليين في فلسطين 1229 ق.م.، فكيف يخرج بني إسرائيل في عصر مرنبتاح الذي تولى الحكم سنة 1234 ق.م.، وبعد نحو أربع أو خمس سنوات أي سنة 1229 ق.م. يسعى نحوهم في فلسطين ورغم أن المدافعين عن هذا الرأي قالوا بأن الذين انتصر عليهم مرنبتاح من بني إسرائيل لم يكونوا في مصر، وبالتالي لم يشتركوا في رحلة الخروج، ولكن رأيهم لم يقنع الكثيرين(20).
وهناك اعتراضان على هذا الرأي الثاني:
أ - أن هذا الرأي يتعارض مع ما جاء ذكره في سفر الملوك بأن السنة 480 للخروج تقابل السنة الرابعة لحكم سليمان (1 مل 6: 1) وللخروج من هذا المأزق قال أصحاب هذا الرأي أن كاتب سفر الملوك أعتبر أن الجيل يمثل 40 سنة، فالمدة 480 سنة تساوي 12 جيلًا، بينما الجيل يمثل 25 سنة فقط إذًا المدة هي 25 × 12 = 300 سنة وليس 480 سنة وبإضافتها لتاريخ السنة الرابعة من ملك سليمان وهي 966 أو 967 سنة إذًا تاريخ الخروج هو 967 + 300 = 1267 ق.م.
ب - في منتصف القرن التاسع عشر أكتشف أعرابيان أنفاقًا محفورة في الصخر، وعُثر فيها على 37 مومياء ملكية ضمن توابيت خشبية لحفظها من السرقة، ومن بينها مومياء سيتي الأول وابنه رمسيس الثاني وعدد آخر من الفراعنة ونساءهم وبناتهم، وفي سنة 1898 م تم اكتشاف مقبرة جماعية أخرى في وادي الملوك تحوي 14 مومياء ملكية منها مومياء مرنفتاح خليفة رمسيس الثاني(21) وقال أصحاب هذا الرأي ربما بعد غرق مرنفتاح تم انتشال جثته وتحنيطها، وقال الدكتور موريس بوكاي أن مومياء منبتاح اكتشفها " لوريت " Loret سنة 1898 بوادي الملوك بطيبة، ونقلت للقاهرة، ورفع إليوت سميث Elliot Smith عنها أربطتها في 8 يوليو 1907م وأصدر عنها كتابه " المومياء الملكية " سنة 1912م وأن المومياء معروضة في متحف القاهرة. كما يقول بوكاي أنه فحص هذه المومياء سنة 1975م مع الدكتور المليجي والدكتور رمسيس والدكتور مصطفى المنيلاوي فرأوا أن حالتها في الستين سنة الماضية قد تدهورت، بينما احتفظت بكيانها أكثر من ثلاثة آلاف سنة من قبل، ويقول بوكاي عنها " أنها شهادة مادية في جسد محنط على من عرف موسى، وعارض طلباته، وطارده في هروبه، ومات في أثناء هذه المطاردة وأنقذ الله جثته من الهلاك التام ليصبح آية للناس كما هو مكتوب في القرآن"(22)(23).
وأراد البعض أن يوفق بين الرأيين السابقين من جهة تاريخ خروج بني إسرائيل من أرض مصر، فقال بخروجين أحدهما "خروج الطرد" وهذا حدث مع طرد الهكسوس نحو سنة 1550 ق.م.، والآخر "خروج الهرب" الذي حدث بقيادة موسى النبي، نحو 1250 ق.م. وفي هذا يقول الخوري بولس الفغالي عن خروج الطرد " وبعد صراع طُرد الهكسوس، لكن لم يخرج هؤلاء الملوك الغرباء وحدهم، بل خرج معهم البدو الأسيويون الذين أقاموا في مصر مع تسلط الهكسوس عليها، وكان بين هؤلاء البدو عدد من العشائر العبرانية. وهكذا نستطيع أن نتحدث عن خروج أول من مصر، هو خروج بشكل طرد وترحيل، وقد حدث حوالي 1550 ق.م"(24).
ثم يقول الخوري بولس الفغالي عن خروج الهرب " وبعد أن ذاقت جماعة يوسف (وغيرهم) الأمرّين في أيام رعمسيس الثاني، خرجوا من مصر حوالي السنة 1250 على يد موسى. فكان هذا الخروج إيذانًا بولادة شعب جديد وبدءًا بالتاريخ المقدس ودخل الشعب أرض كنعان بين سنة 1220 و1200 ق.م.، وعاشوا في أيام القضاة الذين كان آخرهم صموئيل"(25).



(13) راجع Jer XX1 , 3-6.
(14) مصر القديمة جـ 7 ص 112.
(15) قليني نجيب - فرعون موسى ص 33.
(16) المرجع السابق ص 34.
(17) مصر والشرق الأدنى القديم ص 505.
(18) راجع القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 258.
(19) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 231.
(20) راجع المدخل إلى العهد القديم ص 130.
(21) راجع زينون كوسيدوفكسي - الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 125، 126.
(22) ذكر القرآن موقفين لفرعون أنه غرق وأنه نجا من الموت، وهذا ما سنتعرض له في إجابة السؤال رقم 632.
(23) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 271.
(24) تعرف إلى العهد القديم مع الآباء والأنبياء ص 50.
(25) المرجع السابق ص 37.

الأحد، 11 أكتوبر 2015

فرعون اليهود 2

هناك فرعون اضهد اليهود وآخر هو فرعون الخروج
من هم ؟ 
رأي الأول: فرعون الاضطهاد هو "تحتمس الثالث" وفرعون الخروج هو "أمينوفيس" (أمنحوتب الثاني):
تحتمس الثالث هو من ملوك الأسرة 18، ويُعرف في التاريخ بأنه عدو الساميين، فهو الذي أصدر قرارًا بقتل أطفال بني إسرائيل من الذكور، ويحدد المؤرخون مُلكِه بالفترة من 1490 - 1436 ق.م.، وقد خلفه أمينوفيس خلال الفترة من 1436-1413 ق.م. وصاحب هذا الرأي الأول هو دانييل روبس Daniel Rops في كتابه " شعب التوراة " Le Peuple de la Bible وقد اعتمد دانييل في فرضه هذا على أساس أن تحتمس الثالث كان شديد القومية. إذًا هو الذي اضطهد العبرانيين لأنهم من الساميين مثل الهكسوس الذين احتلوا مصر نحو مائة وخمسين عامًا. وقال بهذا تكون الملكة حتشبسوت هي التي التقطت موسى وربته في القصر(4) ويقول دانييل روبس " أن التوراة قد أشارت إلى فرعونين واحد اضطهد إسرائيل والآخر هو فرعون الخروج الأول إذًا هو تحتمس الثالث.. وتحت حكم ابنه أمنحوتب الثاني (أمينوفيس) قام موسى بإخراج إسرائيل بين عامي 1450 و1420 ق.م. تقريبًا"(5).
ومن الأدلة التي إعتمد عليها أصحاب هذا الرأي:
أ - أن هذا الرأي هو الأقرب لما جاء في سفر الملوك " وكان في السنة الأربع مئة والثمانين لخروج بني إسرائيل من مصر في السنة الرابعة لملك سليمان على إسرائيل في شهر زيو وهو الشهر الثاني. أنه بُني بيت الرب" (1 مل 6: 1) وحيث أن سليمان ملك 970 ق.م. إذًا السنة الرابعة من ملكه هي 967 أو 966 ق.م. وبإضافة 480 من وقت الخروج للسنة الرابعة لملك سليمان 967 + 480 = 1447 ق.م. تقريبًا وقال البعض أن هذا التاريخ قد يمثل نهاية حكم تحتمس الثالث وبداية حكم أمينوفيس.
ب - عندما ارتقى تحتمس الثالث العرش كان أميرًا صغيرًا فشاركته الحكم حتشبسوت ابنة تحتمس الأول (1525 - 1495 ق. م.) فقالوا أنها هي التي ربت موسى، وأيد م. ف. يونجر M.F. Unger هذا الرأي، كما يقول " جون جار ستانج".. " إنه قد كُشِف في مقابر أريحا الملكية ما يشير إلى أن موسى قد انتشلته من الماء الأميرة المصرية "حتشبسوت" عام 1527 ق.م. على وجه التحقيق. وإنه تربى في بلاطها بين حاشيتها. ثم فرَّ من مصر حيث جلس على العرش المصري تحوتمس الثالث"(6).
جـ- وُجد في تل العمارنة رسائل مرسلة من بعض الحكام المصريين الذين في أرض كنعان يشكون فيها من استيلاء العبيرو (العبرانيين) على حصون الملك ويرجع تاريخها إلى عصر أخناتون (أمنحتب الرابع) (1383 - 1366 ق. م.) وهذا يقابل تقريبًا عصر يشوع بن نون واستيلائه على أرض كنعان.
د - ذكر مانيتو Manetho (القرن الثالث ق. م.) أن الملك أمينوفيس الثاني قد طرد الإسرائيليين إرضاءً للآلهة إذ أراد تطهير البلاد من البُرَّص وجميع النجسين، وجاء في دائرة المعارف الكتابية".. هذه المعلومات التاريخية تبرر القول بأن الخروج حدث في زمن الأسرة الثامنة عشرة، وهو شيء محتمل في ذاته، حيث أن حكام هذه الأسرة المقتدرين قد ساروا على خطة جديدة في تعاملهم مع هذه المنطقة. وبذلك يكون الذي فرض السخرة على إسرائيل هو تحتمس الثالث (حسب رأي ماير، من سنة 1501 - 1447 ق. م.) وأن الخروج قد حدث في عهد خلفه أمينوفيس الثاني ويتفق مع هذا ما سجله مانيثون المؤرخ من أن "البُرَّص" (ويقصد بهم الإسرائيليين) قد طردهم الملك أمينوفيس"(7).
هـ- تم اكتشاف لوحة حائطية يظهر فيها بعض العبيد الذين يصنعون الطوب من طمي النيل ويخلطونه بالتبن، وكُتب على اللوحة "العصا في يدي لا تكن متكاسلًا" كما عثر في معبد الأقصر على لوح صخري سجل عليه "مرنبتاح" ابن رمسيس الثاني أنه قد صد الغزاة، وإنه ضرب شعب إسرائيل، مما يؤكد أن بني إسرائيل كانوا موجودين في أرض كنعان قبل عصر مرنبتاح بزمن طويل.
ويرى زينون كوسيدوفسكي أنه بالرغم من أن غالبية العلماء يُرجحون أن الخروج تم في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد، غير أن الاكتشافات الأثرية أكدت أن أريحا سقطت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد، فيقول " قد أثبتت البعثة البريطانية أن أريحا دُمرت فعلًا. لكن اللوحات والأنقاض تدل على أن ذلك الدمار حصل في القرن الرابع عشر ق.م. وليس في القرن الثالث عشر ق.م"(8).
و - يقول جوش مكدويل "اعتمد التاريخ المصري القديم على تاريخ الملوك، ولكن " كورفيل " أوضح أن قائمة ملوك مصر لا يجب النظر إليها كعمل مكتمل. فهو يعتقد أن بعض الملوك المذكورين في القائمة لم يكونوا بالفعل فراعنة، لكنهم كانوا موظفين من الطبقة العليا.. وبتفعيل هذا النظام الجديد يكون تاريخ الخروج حوالي 1450 ق.م. وهذا يجعل التواريخ الإسرائيلية الأخرى تتناسب مع الملوك المصريين. هذا الدليل ليس نهائيًا، لكن لم يعد هناك أية أسباب تدعو إلى المطالبة بوقت متأخر لحادث الخروج"(9)(10).
وهناك اعتراضان على هذا الرأي تم الرد عليهما:
أ - قاد تحتمس الثالث 63 حملة حربية، وخضعت كنعان لمصر خلال عصر الأسرة الثامنة عشر (التحامسة) والأسرة التاسعة عشر (الرعامسة) فلو غزا يشوع أرض كنعان لتدخلت مصر. ويقول ليوتاكسيل عن الخروج " وهو الحدث الذي ينسبه اللاهوتيين إلى بداية القرن الخامس عشر قبل الميلاد، فيجب أن يكون قد حدث في عهد الفرعون تحوتمس الثالث أو أمنحوتيب الثالث. ولكن تاريخ حكم هذين الفرعونين لا يتوافق مع رؤية سفر الخروج. فقد أخضع هذان الملكان الجباران لسلطتهما كلا من: أثيوبيا، شبه جزيرة العرب، بلاد الرافدين، كنعان، نينوى، وجزيرة قبرص. كما كان الفينيقيون والأرمن من أتباعهم"(11).
وتم الرد على هذا الاعتراض بأن سلطان بني إسرائيل إمتد على الجزء الداخلي من أرض كنعان، أما ساحل البحر فقد كان خاضعًا من جهة الجنوب لعشائر الفلسطينيين القومية، وكذلك الشمال حيث مملكة صور وصيدا، ولم يقترب يشوع بن نون من ساحل البحر.
ب - ترجع مدينة رعمسيس التي بناها بنو إسرائيل إلى عصر رمسيس الثاني (1304 - 1227 ق. م.) وهذا يعني أن الخروج لم يتم قبل هذا العصر.
وتم الرد على هذا الاعتراض بأنه من الممكن أن تكون مدينة رعمسيس بُنيت في عصر سابق، وتجددت في عصر رمسيس الثاني فنُسبت إليه، وهذا أمر متعارف عليه في الحضارة المصرية القديمة.

4) راجع د. موريس بوكاي - القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 259.
(5) قليني نجيب - فرعون موسى ص 25.
(6) أورده أ.د محمد مهران - مصر والشرق الأدنى القديم جـ 3 ص 457.
(7) دائرة المعارف الكتابية جـ 1 ص 231 - 232.
(8) الأسطورة والحقيقة في القصص التوراتية ص 124.
(9) Geisler, BECA , 51.
(10) برهان يتطلب قرارًا ص 347.
(11) ترجمة د. حسان ميخائيل إسحاق - التوراة كتاب مقدس أم جمع من الأساطير ص 166، 167.

الجمعة، 9 أكتوبر 2015

فرعون اليهود 1

             
هناك شبه اتفاق على تاريخ دخول بني إسرائيل إلى مصر في عصر الهكسوس. أما سبب الخلاف في ميعاد الخروج، فيرجع إلى المفاهيم المختلفة للمدة التي قضاها بنو إسرائيل في مصر، فالذين يعتقدون أنهم أمضوا في مصر فقط أربعمائة عام يصلون بتاريخ الخروج إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، ويقول الدكتور سيد القمني " ويظن المؤرخون أن بداية بني إسرائيل الحقيقة، هي مع رحلة الخروج حوالي 1200 ق.م.، بعد أن قضوا في مصر حوالي أربعة قرون"(30). أما الذين يعتقدون بأن بني إسرائيل أمضوا 430 سنة في كل من كنعان ومصر، فهم يصلون بتاريخ الخروج إلى القرن 15 ق.م.
فقد وصفه البعض قبل عصر " أمنحتب الثالث " ووصفه آخرون في عهد " رمسيس الثاني " غير أن كلا من الأستاذ " نافيل" و"بتري" و"سايس " وغيرهم قد اتفقت آراؤهم على أن خروج بني إسرائيل قد حدث في عهد الفرعون " مرنبتاح " فيقول الأستاذ " نافيل"(1): إني لا أزال مُسلّمًا بوجهة النظر التي أدلى بها " لبسيوس " عن موضوع خروج بني إسرائيل -وهي التي يقتفيها معظم الأثريين- إن مضطهد اليهود هو " رمسيس الثاني " الذي كان حكمه الطويل بداية انحلال الإمبراطورية المصرية، وأن الفرعون الذي ينسب إليه خروج بني إسرائيل هو ابنه " مرنبتاح". أما الأستاذ " سايس " فيقول: أن الآثار المصرية تحصر هذه الحادثة في حكم الفرعون " مرنبتاح".."(2).

ويقول الخوري بولس الفغالي أن هناك " نظريتين رئيسيتين: الأولى تجعل عملية النزوح تتم في القرن 15 ق.م.، أي في أيام السلالة 180 والثانية تجعلها تتم في القرن 13، وتستند الثانية إلى ما نعرفه عن الأبنية الضخمة التي قامت بها السلالة 19 في مدينة رعمسيس وغيرها. أيكون التضييق على العبرانيين قد حدث في عهد رمسيس الثاني (1290 - 1224 ق. م.) ونزوحهم في عهد منفتاح (1224 - 1204 ق. م.)؟ الأمر ممكن"(3).

(1) راجع Archealogy Of The Old Testament 1913 P. 93.

(2) مصر القديمة جـ 7 ص 109، 110.

(3) المدخل إلى الكتاب المقدس جـ 2 ص 67.

الخميس، 8 أكتوبر 2015

La hija de Abu-l-Hayyay

Era mi cuarto día en el Sur.
Y la primera vez que visitaba la mezquita de Abu-l-Hayyay, pese a no tratarse de mi primera visita a la ciudad de al-Aqsar. Tras pegarme una vuelta por la mezquita, mi cámara digital hizo ostensible lo que, hasta que no me hube arrellanado en uno de los balcones de la mezquita abiertos al público y, desde aquella altura privilegiada, puesto a contemplar el templo al tiempo que comenzaba a sonar desde el alminar la llamada a la oración de la tarde, no había sido capaz de captar, a saber, el peso que comportaba lo que se desplegaba ante mí. ¡Cómo me deslumbraba aquel lugar! ¡Cómo me inspiraba! Aquello me indujo a enfrascarme en mis pensamientos.
De pronto, la inquisitiva voz de una joven interrumpió el curso de mis cavilaciones sin derrochar saliva en preámbulos:
-¿Estás casada?
Me volví hacia ella y estudié la belleza de su rostro y la larga, holgada y negra túnica que la ataviaba. Como, a raíz de la curiosidad que me suscitaba, deseaba entablar conversación con ella para averiguar más acerca de esa ansia que parecía abrigar por enterarse de lo relativo al matrimonio o por, quién sabía si directamente, encontrar con quién casarse, tan joven como se la veía, así como la razón de que se hallara merodeando por ahí, le contesté con desenvoltura:
-No, no estoy casada. ¿Y tú?
Me respondió en el dialecto del Alto Egipto:
-Ni me he casado ni he estudiado.
Le indiqué que se sentara. El aire fresco era tonificante y la zagala me daba pena. Había sido un día largo y estresante.
Nada más sentarnos, inspiré profundamente para hacer acopio de la fuerza de espíritu que me iba a hacer falta para encajar la respuesta que me olía que iba a endosarme en cuanto preguntara:
-¡Conque no has estudiado!, ¿eso a qué se debe?
Contestó diciendo:
-Ni yo ni ninguna de mis hermanas hemos estudiado.
No me sorprendió, pues las costumbres por las que se rigen las familias del Alto Egipto no me eran del todo ajenas. No obstante, por si ella tuviera una perspectiva diferente o información adicional al respecto que aportar y que a mí se me estuviera pasando por alto, pregunté:
-¿Por qué?
Se encogió de hombros como si aquello no fuera con ella y hubiera preguntado algo absurdo. Acto seguido, dijo:
-Porque sí. Otra pregunta que quiero hacerte: Tú eres de Egipto, ¿no?
A lo que le repuse:
-Sí, de Egipto.
Se me arrimó más animada y me preguntó con ojos centelleantes:
-¿Y Egipto es así, como al-Aqsar?
La instruí mientras le acariciaba la mano:
-No, al-Aqsar es mucho mejor, por supuesto.
De pronto, se enfadó y se alejó de mí diciendo:
-No me tomes el pelo, mi hermana huyó, largándose a Egipto. Seguro que Egipto es mejor.
Perpleja, pregunté:
-¿En serio?, ¿huyó? ¿Por qué?
Interrumpió nuestra amistosa charleta una voz tosca, nerviosa, recia:
-¿Se puede saber con quién te juntas, hija mía?
La niña se asustó y se me arrimó aún más, cogiéndome de la mano para que respondiera por ella:
-Está conmigo, señor, no tiene de qué preocuparse.
El padre de la niña adujo entonces en el dialecto propio del Alto Egipto:
-Vas a conseguir que ella también se acabe dando el piro.
En respuesta, le comenté:
-No se preocupe, yo voy a quedarme aquí.
Él agarró a la joven del brazo en un conato de llevársela a un lugar más apacible.
Sin embargo, en el último momento, se tranquilizó y se sentó a nuestra vera. Se nos quedó mirando fijamente durante largo rato, intervalo durante el que la joven no articuló palabra. Pobre hombre, me dije para mis adentros. Ya más calmado, entró en la cripta donde descansaba el sarcófago y recitó sus plegarias. Tal vez le suplicara a Abu-l-Hayyay que le permitiera volver a ver a su hija.
La chavala se volvió entonces hacia mí y me preguntó una vez más:
-¿Por qué sigues estando soltera todavía?
-Porque he decidido esperar a casarme -repuse.
Dejó volar su imaginación y me confesó:
-¿Sabes qué? Yo también pienso seguir soltera e ir a Egipto a tomar mis propias decisiones.
En ese instante, me percaté de que aún no le había preguntado la edad.
-¿Cuántos años tienes?
-Catorce, y sigo sin estar casada -me reveló, como si ya fuera un vejestorio que se fuera a quedar para vestir santos.
-No te agobies -le dije-, ya te casarás algún día.
A la sazón, la madre, una señora vestida con una chilaba negra, de aspecto lánguido y semblante cetrino y tostado por el sol, salió de la cripta y, sin mediar palabra, asió la mano de su hija con firmeza para, acto seguido, conducir a la joven al interior del mausoleo. Vi cómo arrastraban a la joven contra su voluntad de la mano, mientras que ella se resignaba a su suerte. A mí tampoco me seducía la idea de que la secuestraran. Ella me miró con ojos suplicantes, penando por que me la llevara conmigo. Pero yo no podía tomar cartas en el asunto. Ojalá Abu-l-Hayyay pudiera sacarse un as de la manga.
Completé mi visita al lugar y caí en la cuenta de que no había llegado a preguntarle a la joven por su nombre. Tal vez había sido la situación, que no lo había propiciado, o quizás me había dado la impresión de que, con lo que me había contado, tenía bastante. Me alegraba mucho de que la hermana de la joven hubiera logrado darse a la fuga. Aquello era pecado, como Dios está en los cielos, lo que no quita a tener que admitir que la chica los debía de haber tenido cuadrados.
No obstante, bien mirado, ¿qué pecado es más grave: el de aquellos que privan de educación a una niña y la obligan a contraer matrimonio a una edad prematura, o el de esa niña, que, en viéndose en una situación sin escapatoria, toma el portante? Lo cierto es que sólo puedo especular, la vida que se lleva en el Alto Egipto es harina de otro costal.

The Daughter of Abu Haggag

A real story from my trip North and South
By Isra Abozid

It was the fourth day of my trip to the South. And it was my first time visiting the mosque of Abu Haggag, although I had been in Al’Aqsar before. After taking a walk around the mosque, my digital camera gave me a real sense of what was standing before my eyes. Its actual weight had eluded me until that precise moment, since in order to be able to fully comprehend it I first needed to climb to the balcony of the mosque and contemplate the temple from above. The call to prayer began to sound while I stood there. I thought the place was stunning. It truly inspired me! Hence, I began to mull over its gravity.
Suddenly, a girl interrupted my musings, asking without any sort of preamble, “Are you married?”
I turned my head toward her and gazed at the beauty of her face, as well as the long, loose black garb she was wearing. She had sparked my curiosity and I was hoping to start a conversation with her to find out why, despite looking so young, she was already thinking about marriage, why she was there to begin with, and whether she might be seeking to marry at such an early age. Therefore, I replied in a rather nonchalant way, “No, I am single. What about you?”
She then answered in the dialect of Upper Egypt, “No, I ain’t married nor have I studied.”
I offered her a seat. The fresh air was invigorating and I felt for her. The day had been long and exhausting.
Right after we sat down, I took a deep breath to summon every ounce of strength I could envision myself needing in order to swallow the answer I feared she might give me after I asked, “So you haven’t studied. Why is that?”
She replied, “I have not studied and neither have any of my sisters.”
That didn’t come like a bolt from out of the blue, since I was already aware of the traditions ingrained in Upper Egyptian families. However, just in case she might actually offer some revealing insight about the matter, I asked again, “Why?”
She shrugged her shoulders as if she didn’t care and I’d just asked something utterly preposterous. But in the same breath, she said, “Because. I have another question; you are from Egypt, right?”
“Yes, I am.”
Visibly cheered up, she moved a little bit closer and asked with sparkling eyes, “And is Egypt like this, like Al’Aqsar?”
I told her while at the same time caressing her hands, “No, of course not. Al’Aqsar is much better.”
Unexpectedly, she burst into a fit of anger as she moved away a little, back to where she had been sitting before.
“Do not lie to me,” she said. “My sister ran off to Egypt! It has to be a lot better over there.”
Dumbfounded, I asked, “Did she really run away? Why?”
A loud husky, rasping voice interrupted our conversation. “I demand to know who the hell this person you hang out with is, child!”
The girl got scared and moved closer to me, grabbing my hand and signaling me to answer in her stead.
“She is with me, sir. There is no cause for concern.”
The girl’s father, speaking in the Upper Egyptian dialect, then said, “She’ll run off as well.”
In response, I stated, “You have nothing to be afraid of. I am going to stay put.”
He clutched her arm as if to drag her somewhere else, maybe some place with a less charged atmosphere.
However, instead, he calmed down and took a seat next to us. He stayed there gawking at us for a while and the girl did not utter a single sound. Poor man, I thought. Once he had completely cooled down, he went inside the burial vault and sent up his prayers. Perhaps he asked Abu Haggag to allow him to see his daughter again.
The girl then turned toward me and asked me once more, “Why are you still single?”
“Because I’d rather wait to get married,” I told her.
“Know what?” she said, letting her imagination run wild, “I will also stay single and go to Egypt to make my own decisions.”
I then realized I hadn’t asked her about her age.
“How old are you?”
“Fourteen, and I am still not married,” she confessed, as if she were already over the hill.
I smiled at her and said, “Don’t you worry, you’ll get married someday.”
Thereupon, her mother, a dejected and gaunt-looking dark-skinned woman wearing a black jilbab came out of the vault, grabbed her daughter’s hand without saying a word, and pushed her to enter the mausoleum. I looked at the girl while she was being dragged away, forced to leave without any strength to put up a fight. I didn’t want her to go either. Her eyes were begging me to take her with me, but I couldn’t pull any strings on her behalf. I wished Abu Haggag had some strategy up his sleeve.
I completed my tour around the place and realized that I hadn’t asked the girl her name. Perhaps the situation hadn’t led to the occasion or perhaps I had deemed what I’d already learned about her to be enough information. I was glad the girl’s sister had been able to cut loose from her family. In spite of her becoming a sinner beyond dispute, she must have boasted some true grit. Besides, what is the greater sin: to deprive a young girl of education and force her to marry at an early age or to break away from such a fate? I really don’t have a clue. Life as I understand it is certainly poles apart from how Upper Egyptians seem to spend it.