الأربعاء، 10 فبراير 2016

وفاة اللواء مهند دكرورى .... من ذاكرة الجنرال

تعودت ان اقرا صفحة الوفيات بجريدة الاهرام الصباحيه ...الا اننى انشغلت صباح امس ولم اتمكن من قراءتها ...ومساء امس فجعت بخبر
وفاة استاذى اللواء مهند دكرورى ..بعد نشر الخبر الحزين من خلال الزميل اللواء محمود قريطم ..ورغم حزنى الشديد الا اننى وجدت انه من الواجب على ان اقول كلمة فى حق هذا الرجل الذى ذهب الى دار حق ...مهند دكرورى من احسن القيادات التى عملت معها فى وزارة الداخليه عرف عنه الادب الجم ..فبرغم عملى معه لمدة سبع سنوات الا اننى لم اسمعه يوما يتلفظ بأى لفظ خارج ...كانت النميمه ممنوعه فى مجالسه ..كان حاد كالسيف صريح وجرىء بدرجة مذهله ..شخصيه قويه ومؤثره الى حد بعيد عمل فى مجال حماية الاداب العامه وهو حقل غاية فى الحساسيه لمده تذيد عن اربع قرن ...دون ان يسمع عنه احد الا كل خير واحترام ..له مدرسه وبصمه مميزه ...صاحب مدرسه ... لديه قدره مهوله رغم رقته وصوته الخفيض على السيطره على كل العاملين معه ...فى فتره قياسيه تمكن من تأليف كتاب دليل العمل لضباط الاداب منذ اكثر من ربع قرن ...لازال وسيظل هذا الكتاب هو المرجع الرئيسى للعاملين فى مجال الاداب العامه ..كان موضوعى ومثالى فى كل شىء ...اذكر انه حينما كان يستمع من احد الضباط يتولى احد القضايا .. يرفض تماما ان تذكر امامه اسماء من تتضمنهم القضيه ...كان يقول لنا اى كان شخص حتى لو كان اخى وخالف القانون فإلى الجحيم ...كان يقول لنا انا معك ومسؤل عن المواجهه بدلا منك طالما لم تخطىء خطئا مقصود ....كان يقول لنا ...اوعى تعوم على عومى ...احب اسمع ارائكم اما اتخاذ القرار فهو مسؤليتى ...علمنا الا نلتفت ولا نأخذ بالواسطه اى كانت ...استدعاه يوما اشهر واعنف وزير داخليه شهدته مصر ...وقال له ..تعلم ان لى ابن يعمل بوزارة الداخليه ..اخترتك انت بالذات لما اعرفه عنك من صدق وامانه ..فالجميع ينافقونىولا اصدقهم ..اكلفك بجمع كافة المعلومات عن ابنى وان تجيب على سؤالى ..هل يصلح هذا الابن للاستمرار فى وزارة الداخليه ام لا ؟..وبعد اسبوعين عاد اليه وقال للوزير وبمنتهى الصراحه والهدوء ...افندم ...ابنك يصلح للعمل فى مجالات كثيره ...الا انه للاسف للاسف الشديد لا يصلح للعمل فى وزارة الداخليه ...شكره الوزير وصافحه قائلا لقد ارحتنى ..واستدعى نجله فى اليوم نفسه واجبره على التقدم بإستقاله ...فى حين ان الوزير الذى خلفه ..كان له ابن له مشاكل مسلكيه وكان الغالبيه العظمى من معاونيه يعرفون و يضللوه ويطمئنوه كذبا بأن الامور تحت السيطره حتى انتهى مصير الابن الى أسوأ ما يمكن ...فى حفل تكريم اللواء مهند عندما نقل للعمل مديرا للاداره العامه لتصاريح العمل ...قلت له امام زملائى ...مهند بك كنت اتمنى ان يكون ابنى مثلك ....وداعا مهند بك.... يا اخر الرجال المحترمين ..لك الرحمه والمغفره ولاسرتك الصبر والسلوان

هناك تعليق واحد: