الاثنين، 27 يونيو 2016

من ذاكرة الجنرال ي.د

منذ الطفوله وانا قارىء نهم للصحف والمجلات ..اخبار ..اهرام ...المصرى ...اخر ساعه ...المصور ..روزا اليوسف ..البعكوكه ...السندباد ...سمير ...كنت ابدأ بقراءة الاخبار قبل توجهى للمدرسه ...واذكر اننى قرأت خبر وفاة استالين ...وانا ما دون الخامسه ..كنت استكمل باقى الصحف فى المدرسه حيث كانت تعلق على لوحه ...وعقب عودتى الى المنزل انهى قراءه ما صدر من مجلات اسبوعيه..حتى اننى استطيع ان اقر ان معظم ثقافتى ومعلوماتى العامه اغلبها كان مصدرها تلك الصحف والمجلات .. امس اعطانى احد الزملاء مجلة اخر ساعة ...كنت لم اقرأها منذ عدة سنوات ...اخذتها معى للمنزل لقراءتها ....كانت فاخرة الطباعه ...تصورت انها تحتوى على وجبه دسمه...الا اننى عندما تصفحتها...صدمت ...لم تكن تحوى اى شىء على الاطلاق له اى قيمه ثقافيه او صحفيه او اخباريه او اى شىء مفيد ...على الاطلاق ..سوى بعض الاعلانات التافهة ولما استفسرت...قيل لى ان كل المجلات الاخرى لا تختلف كثيرا عما شاهدته..هل كل تلك الاعداد المهوله من الصحفيين التى تكتظ بهم نقابة الصحفيين ودور الصحف والمجلات والذى تخرجوا من كليات الاعلام وغيرها ...؟هل هولاء هم مستقبل مثقفى مصر ؟هل هؤلاء هم ورثة ...نجيب محفوظ وهيكل والتابعى وزكى عبد القادر وانيس منصور وعلى ومصطفى امين والحمامصى وابراهيم نافع وموسى صبرى وعشرات غيرهم من العمالقه ..والله ما قرأته وشاهدته فى تلك المجله التى تحمل اسم.. اخر ساعه... يكتبها اى طالب هاوى صحافه بمدرسه اعداديه ...بس شاطرين تبتزوا الناس ...وتعملوا نفسكم مراكز قوى وتنصبوا من انفسكم ...معارضه .. امال ايه مجلس ادارة ورؤساء ومديرى تحرير وانتخابات مجالس اداراه وصالة تحرير وبدلات سفر ومندوبين وصحفين ومصورين ...والملايين اللى بتنصرف على تلك المؤسسات من قوت هذا الشعب؟على ايه ؟على شوية الاعلانات الخايبه ؟ هذه ليست صحافه على الاطلاق ...حرام ...حرام ...حرام حرام ...حرام ....حرام ...منكم لله ..

من ذاكرة الجنرال

تربينا فى جهاز الشرطه العتيق على يد اساتذة تعلمنا منهم الكثير ..ولازالت بصماتهم واضحةو مفحوره فى اذهان الاجيال القديمه (عصر ما قبل حبيب العدل ) تعلمنا ان الشرطه مؤسسه جماهيرىه وان العاملين بها اصحاب رساله وليسوا موظفين ...وان التقدير الوحيد لجهودهم المضنيه ..هو احترام و تثمين المجتمع لهم فمرتبات الشرطه كانت متدنيه بالاضافه الى ان العاملين بالشرطه لم يكن مسموح لهم بممارسة اى عمل اخر يدر دخل ...وغالبا ما يكون ضابط الشرطه يمثل عبء مادى على عائلته ...وتلك حقيقه لا يعلمها الا من عمل بهذا الجهاز ..لذا كانت التحريات تجرى على الشاب وعائلته قبل التحاقه بالشرطه والتأكد من حسن السمعه والراحه الماديه للاسره ...كان مجرد نشر اخبار الحوادث وجهود ضباط الشرطه فى الصحف ووسائل الاعلام هى خير تقدير لجهد هؤلاء الشبان البسطاء الذين يعرضون ارواحهم من اجل حفظ وسلامة المجتمع و الامن العام ويرفع روحهم المعنويه...كان نشر اسماء الضباط هو خير تعويض لهم عن سهر اليالى ...وربط الليل بالنهار ...كان التعرف على اسماء الضباط المهره المتفوقين فى الصحف ووسائل الاعلام ...هو اعلان عن تقدير المجتمع لهم ..حتى اصبح منهم اسماء مشهوره...ونجوم مجتمع..وبالذات فى الاحياء والمناطق الشعبية والريفيه والصعيد ...حتى جاء حبيب العدل ..واصدر تعليمات واضحه وصريحه بعدم نشر اسماء الضباط فى الصحف والمجلات وتحجيم ظهورهم فى وسائل الاعلام المرئيه والمسموعه ..كل هذا بهدف ان يكون هو النجم الاوحد ...دون ان يعبأ بمعنويات ضباطه ..كان قصير النظر ..ضعيف ..محدود الفكر ..كان لا يريد ولا يرغب فى ان يكون بجواره اقوياء ...فجرف وزارة الداخليه من احسن واكفأ قيادتها ..دون رحمه ...واصبح محاطا بمجموعه ..ظهرت امكانياتهم المحدوده عند اول اختبار حقيقى لهم ..يوم 28 يناير 2011 ...لهذا اناشد الصحف ووسائل الاعلام الكف عن الهجود بداعى وبدون داعى على جهاز الشرطه ..واقول لهم ساهموا فى رفع معنويات هذا الجهاز الذى يحمى مصر ويحميكم ...انشروا نجاحاته ورسالته الساميه فى خدمة مصر والمصريين ....الهجوم المبالغ فيه على هذا الجهاز الحساس والعاملين به ...نتائجه ...وخيمه .....

الجمعة، 24 يونيو 2016

حُبى و ذكرياتى الاخيرة



حُبى و ذكرياتى 
الجزء الثامن والأخير 
 
الكثير من المشاعر المتضاربة لم اتخيل انى سأقع بحب صعيدى , , لم يكن من المقبول عودتى مره آخرى لهذا المنزل , بالنهايه انا غريبة وقد يغفرون زلات الغرباء ولكنى اخذت قرارى بعدم العودة يمكنهم طلب طبيب غيرى .لن اعود ادراجى مرة آخرى

*****

وبالصباح الباكر امر على غرفه الوالده أولاُ واذهب لعملى , اصطحبنى السائق وقد احضر هاتفى معه , وفي المساء انهيت عملى وتوجهت لمنزلى , فهاتفنى السائق ان الوالده تريد رؤيتى فأغتذرت له , لانى بأجازة وعائده للقاهرة .

وبالفعل تقدمت اليوم التالى بطلب بأجازة مع تلميحات من عائشه بكلام غير مفهوم , طبعا بدأت الاحاديث حولى كان عليا توقع ذلك .

********

لم يكن لدى وقت لحجز طائرة فقررت العودة بالقطار , الُقى رأسي من الشباك أتامل الطبيعه وبالحقيقه لم الاحظ اى شيء فقط كنت افكر ببهجت وما دار بيننا .

ويبدوا انى كنت ابحث عن الحب , الحب فقط ... رجل يشعرنى وجوده بالطمأنينه و السكينة رجل يملئ الفراغ بقلبى .

عدت لمنزلى استقبلتنى امى بالترحاب وبأكلاتها الشهية . ظللت لثلاث أيام بسريرى اتامل السقف أحيانا وأقر أحيانا أخرى .

امى بالطبع كانت رتبت لى بعض اللقاءات الخاصه كى تجمعنى بنصفى الآخر مره آخرى .

الرجال بالقاهرة يهوون اختلاق القصص لا اعلم لماذا هم ليسوا واضحين وفخورين بأنفسهم كرجال الصعيد , فرغم ما يحدث لهم يتمعون بعزة نفس أصبحت أخبر نفسي ان اى فتاة تأمن لنفسها مع رجل صعيدى سيصونها بعكس رجال بحرى .
الرجال ببحرى يهون اللف و الدوان , الرجال بالصعيد جادوون ,لهم هيبة , حتى نبرات صوتهم تنم عن طيبه قلب وحسن نيه .الرجال ببحرى لا اعلم ولكنهم لم يروقوا لى ... بالصعيد رجال يستحقون حياة اى إمراه .

بالنهاية قابلت عريس ولم يروق لى وآخر لم اروق له , وانتهت اجازتى وعدت لعملى , عائشه تلمح لى تلميحات غير مفهومة , لم اسئل عن الحج بهجت وعائلتة ولكنها اخبرتنى انهم سألوا عنى و الوالده أصبحت بخير وتتمنى رؤيتى لتشكرنى .

أخبرت عائشه وكنت أعلم ما ترمى إليه : ابلغيها سلامى , لن اجٌارى المرضي بمجاملاتهم لى لا وقت لدى .

كنت قاسيه بعض الشئ ولكن ارتسمت على وجهى ابتسامة عريضة فور خروجي من عملي لأجد الحج بهجت بنفسه بإنتظارى فتمالكت فرحتى : والقيت اليه التحية بشكل عادى –كبرياء مشوب بالخجل – لا اجيد مثل هذه الأمور .الحياة مسرحا للعجائب .

تتملكني مشاعر لا افهمها , غير أن الحج بهجت , عيونه تخبرني الكثير من الكلام , طلب منى ان يصطحبنى للمنزل للاطمئنان على صحه الوالده فأخبرتة انى بحاجه للعوده لمنزلى هناك الكثير من الأطباء غيرى ...ورغم جفاء معاملتى , الا ان عيونة كانت تلمع دائما يبدوا ان قلبى أخبرة بشئ فلم يكف عن المحاولات .

ولم يكن لحوحا على الاطلاق تقبل ذلك برحابه صدر , وفي مساء اليوم التالى هاتفنى وبدأنا نتحدث كثيرا ًوسئلنى عن سر سفرى المفجأ , أختلقت الاعذار عن مرض امى

واخبرتة عن امر المزارات السياحيه التي كنت اعدت لرؤيتها .

فوعدنى باصطحابى بننهايه الأسبوع للدير الأبيض فهو يتفائل بهذا المكان كثيرا , ومر عليا بمنزلى وركبت السيارة معه امام الجميع , فقط كنت اشعر انى برفقه رجل مميز , حتى انه طلب منى ان يقص لى ما حدث مرة آخرى فالكلام معى اراحه كثيرا ,و امتعنى أيضا , كنت استمع اليه بقلبي .... لاول مرة ايقين ان هناك شخص بهذا الكون يتمنى ان تكون رفيقه و الحياة لا تكون من حيث اتيت .
اعتقد ان المحظوظون فقط هم من يجدون رفقاائهم بهذا العالم , لا يهم اللون او الجنسيه المهم ان تجد رفيق دربك بالحياة .فلا علاقه للايام بالنضج نحن نكبر بمرور الناس بحياتنا

وبالدير اضع يدى بحقيبتى اخرج امولا للتبرع لاجد ورقه خطاب نقلى من العمل , اضئ الشموع والقي الورقه ببئر بالدير فعلى ما يبدوا انى تخذت قرارى

نجلس بالدير فينظر الى بعيونة التى يتغير لونها بالشمس فلا تدرى ان كانت عسليه او خضراء اللون وكأن له اصول أجنبية ليطلب منى أن اخبرة عن نفسي : أوجزت له انى أمضيت اكثر من نصف عمرى مستلقاه على ظهرى بسريرى أُبحلق بالسقف وترادونى الافكار أتحدث لنفسي .. فلم اعرف غير نفسي صديق لوقت طويل ... خاصه بعد فشل زواجى الاول ومن ثم نقلى لهنا و القراءه فانا اقرا كثيراً واحب القصص و الروايات خاصه قصص الحب ...
فأستمع الى بحب ولهفه وشغف : انتى لا تجيدين الكلام كما تجيدين التأثير.
أحمر وجهى خجلا أتعلم المشكله بالعزوبية انك مرتاح اكثر من اللازم حاولت املئ حياتى بزوج واولاد رغم عدم قناعتى بالشخص , اخبرتنى امى ان الرجال يتغيرون للاحسن بعد الزواج و المسؤليات و لكن الحقيقه الزواج لا يغير الزواج يخرج احسن او اسوء ما بداخلك على حسب , فهى تجربة لمعرفه ذاتك على خقيقتها .
بهجت معقبا : فعلا العزوبيه راحه زياده عن اللزوم , ربما كتب لك الله الخير لا داعى للندم على ما فات , دعينا نتمشي قليلا

ونهضنا من مجلسنا لنتمشي قليلا قبل ان نخرج فساد صمت طويل قاطعه بهجت قائلا : أتعلمين يا دكتورة قرأت ذات مرة لكاتبه لا اتذكر اسمها " ان الحب الصامت يقتل , ولكن هذا ما يحدث غالبا الصمت " ..... بما انك تهوين القراءه كيف ترين هذا ؟

يحمر وجهى خجلا : اعتقد انى اتفق معها , الصمت و التردد اصبحوا اعدائي .

وعلى باب الدير وقبل ان نركب السيارة وقفت انظر للشمس وقت الغروب بالصحراء و الرمال و الجبال منظر لم اعهده من حيث اتيت , ووقف بهجت يتأملنى انا لا الشمس مما جعل قلبى يخفق وارتسمت على شفتاى ابتسامة كان يعهدها وجهى لاول مرة وكأنى لأول مرة أفرح مما شجعنى لسؤاله اخبرنى يا بهجت : لماذ يعشق رجال قبلى بنات بحرى ؟؟

من اخبرك بذلك ؟
عيونك
نظر لى مطولا وجثا على ركبتيه

لأبتسم فرحه : ماذا تفعل ؟؟ انت تحرجنى

سأفعلها كما يفعلها رجال بحري.

وكانت النهايه او البداية
 
 
 

الثلاثاء، 21 يونيو 2016

حُبى و ذكرياتى الجزء السابع


أنتظرنا تصريح الدفن وتشريح الجثه لأكثر من 12 ساعه , حيث ان الطبيب اتى للمشفي بعد الحادث بـ8ساعات , وأعلنا اننا لن نقبل العزاء .
أتسائل بتعجب : لماذا ؟!
يبتسم قائلاً : هذا يعنى اننا سنثأر للخيانة ولأخينا ....
اعقب مهمهمه وبعدين ؟
أختفى ابناء العم التسعه من البلد , حيث كنا قد أرسلنا من يتخلص منهم التسعه قبل أن يوارى التراب جثه أخى , ولكن يبدوا انهم خططوا لكل شئ و أختفوا من البلد , وكما ترين الوالده مريضه هنا بالمنزل , و الوالد دخل بغيبوبه و بالمشفى هو الآخر وحالته حرجه بعد مقتل ابنه الأكبر و الأصغر بالسجن و الاخر بالقاهرة وتفرق شمل العائله بسبب الحقيقه .
أعُقب : اب مسكين فعلا .
وبزيارتنا للوالد بالمشفى طلب منا إقامه عزاء ولن نثأر , ولم تفلح جهودنا لإقناعه ...... فأقمنا العزاء باليوم السادس من وفاة اخى .
لم اتمالك دموعى , يتوقف الحج بهجت عن الكلام ليسألنى : لماذا تبكين ؟؟
يالها من ام مسكينه واب حزين , اى انسان طبيعى لازم يبكى في مثل هذا الموقف ..كيف تحملت كل هذا ولازالت صامد ؟؟
تبسم لى قائلا : يا بختك تمتلكين الدموع , ليتنى كنت أستطيع ... الصمود لم يكن خياراً
وبعدين , ماذا حدث ؟ أكمل
لم نثأر لأخى الاكبر , والاخ الاصغر بالسجن , و الوالده كما ترينها كانت قوية لوقت طويل ..قوية بما يكفى , الا انها ام بالنهايه ..... و الوالد قرر ان يرعى ابناء اخى الخمسه ويحتضنهم .
و.................
ينظر الى مطولا
و..............
اُخبرة : و إنتهت القصه ؟؟
الحج بهجت : الوالد أراد ذلك , لن ينتهى الثأر بيننا وبينهم , ربما يدفع أبناء اخى الخمسه خطأ لا ذنب لهم فيه يوما ما, أراد الوالد ان نحيا بسلام , واختفى أبناء العم من البلد التسعه ليس بمنزلهم سوى الحريم وهذا بحد ذاتة امر مغزى , ولانهم خانوا , فيعلمون جيدا عقوبه عودتهم . يوما ما سيثأر رجالنا لنا , الضغينة بالقلب و التظاهر بالسلمية امر لا نعرفه هنا , من اخطأ سيدفع ثمن خطأه يوما ما .
أتعلم يا حج بهجت : ان لديك خيارت كثيرة للهروب من الموقف فربما كان عليك الاختيار , الحقيقه لا تفيد أحيانا .
سنثأر يوما ما لا تقلقى رجالنا لن يتهاونوا .
لا اتحدث عن الثأر , اتحدث عن الطف طريقه لتجنب الامر من البدايه .
دفعنا ثمن رقه قلب الوالد .
أعتقد اننا بعدنا عن المنزل لقد مشينا كثيرا وسرقنا الوقت لم اشعر به حقيقه .
لا لم نبعد عن المنزل كل هذه الأرض تابعه لنا , وهذا هو باب المنزل , يشير اليه : تفضلى .. للمنزل اكثر من باب .
يودعنى عند باب المنزل بعيونة فأخبرة : تحتاج للراحه , قبل ان تدخل البيت , اطمن على الوالده بطريقك .
لن اذهب للبيت الآن سأذهب لصلاة الفجر بالمسجد لعل الله يرزق قلبى المحبه يوما ما
امسح دموعى ويعتذر لى الحج بهجت قائلا : يبدوا ان الوقت سرقنا لقد كان حديث مريح للغايه , واسف جدا اذا كنت اثقلت كاهلك بمشكلاتنا,ويهم بانصراف فأمسك يدية متأمله بريق القوة بعيونة : أتعلم الآن فقط ادركت ان لهدوءك حكايه .... ادركت القوة ببريق عينيك ... فهمت سر إبتسامتك الحزينة .

أحتضننى بعينيه وانصرف لصلاة الفجر
يتبع .....

الجمعة، 10 يونيو 2016

حبى وذكرياتى .... الجزء السادس



الحج بهجت ضاحكا : للناس ببحرى فضول دائما حولنا
أعقب : اتمنى ان يكون امرا جيدا
إنه كذلك..
يكمل : اعترف سائق التُكتك بما حدث ، لم يُفكر بالمال ولم يورط نفسه وبحقيقة الأمر – هذا اكثر راحه للضمير – اخبر الشرطة انه اوصل الشابين الي المنحل وعاد بعد ساعتين أي في الثانية عشر من مساء ذلك اليوم المشؤم كما كان الاتفاق معه , فأخذ أخى فقط وعندما سأله عن صاحبه الذى كان معه , كان مخمورا ولم يجبه … فأوصل أخى لوحده للمنزل وتكهن أن الثانى ربما عاد ولم ينتظرة …
اقاطعه وبالطبع تم إخضاع أخيك للتحقيق ؟
الحج بهجت وقد بدا منهكا فأشار علي ان نتمشي قليلا بحديقه المنزل فنهضت وتابع : بالطبع خضع أخى للتحقيق , واعترف انهم شربوا وكانو سكارى , وكان معهم بندقيه جديده أرادوا تجربتها و بالخطأ كانت محشوة فأنطلقت الرصاصة بالخطأ في حلق ابن العم وخرجت من دماغه مما أدى الى وفاته في الحال .
أتساءل : ولماذا لم يخبركم محرز بهذا منذ البدايه ؟
احيانا يقول ” كنت خائفا ” ثم يعود ليقول ” كنت سكرانا” … كنا نعلم انه يتعاطى المخدرات و يشرب من فترة قصيرة , ويبدوا اننا ضغطنا عليه كثيرا فهرب بعيدا لكي يشرب دون ان يلاحظه أحد .
أرى انك تحمل نفسك المسؤولية ؟
لأنى انا من دفع به للسجن , كان علي ان ادعه يشرب امامنا وتحت اعيينا , كان علي ان اعي انه سيكون مصدرا للمشاكل, كان علي ان اقوم بدورى كأخ أكبر .
يرتكز الحج بهجت على عصاه ويخفى وجهه وقد اختنق صوته بالدموع , احاول ان اواسيه بكلامات التعازي , فيرفع رأسه ويمسح دموعه مكملاً : حُكم علية مؤخرا بالسجن ، ولم نوكل محامى للدفاع عنه ، تركناه كى يتربى , وأفهمنا ابناء العم اننا لا علاقه لنا به من الآن , ولم تُفلح جهود العائلات بتهدئة الوضع , وانقسمت البلد لقسمين , وكل طرف منا سانده تاجر سلاح كى يستفيد ونحن الضحيه , علمت ان الأوضاع لن تهدأ ابدا , وصمم ابناء العم على الثأر .
طبعا تجارة السلاح هنا عادية ؟؟
إنها حياة الكثيرين هنا , ومن يفكر بمساس ما نملكه يتم تصفيته , مثلما حدث مع ضابط ظن انه أتى من السماء ليقيم العداله هنا .
إنه فاروق البيك اليس كذلك ؟؟
ضاحكا إنه هو كان عليه ان يتصرف بحكمة , ولكن قدره .
أبتلع ريقي : وماذا فعلتم مع ابناء العم ؟؟
لم يقبلوا الدية , عرضنا عليهم ارضا …. قلنا سنقدم أكفاننا حقنا للدماء وافقوا ، الا ان زوجه العم رفضت واشعلت النار , ومعهم كل الحق لو ان محرز هو من مات لم تكن تكفينا عائلتهم بأكملها لم يكن ليكفينا تسعة رجال لو حدث نفس الامر معنا .
أتساءل : وبدأت الحرب ؟!!
يغمض الحج بهجت عينيه ويأخذ نفسا عميقا ويتابع : حملنا السلاح وتأهبنا للقتال بأى وقت ارسلنا اخى الأصغر من محرز للإقامة بالقاهرة , ومحرز بالسجن وانا ادير شؤون العائلة من أرض ومال , واخينا الآخر متزوج ويعيش منفصلا عن عائلتنا ولديه 5 أولاد يعمل بالتجارة وهو خارج اللعبه لانه يحيا بعيد عن حياة العائلة و يدير ماله الخاص , ولكنه كان على علم بكل ما يحدث وطلبنا منه حمل سلاحه تأهبا لأى موقف او حادث قد يحدث ولكنة رفض حمل السلاح حتى ولو كان دفاعا عن النفس ……بالصعيد رجال طيبين نوعا ما حسنى النية أخى كان منهم .
الا ان فاجأنا ابناء العم , بانهم يريدون هدنة معنا – نحن أكثر مالا و ونفوذا وارضا ،نحن تجار سلاح – فالحرب معنا ليست سهلة , وحمدت الله ان ادركوا ذلك وعادوا لرشدهم , فأتقفنا على هدنة , بالنهايه هم أشقاء لنا واكلنا من نفس الطبق يوما ما وتربينا سويا .
وحددنا موعدا كان بنهايه الاسبوع .. الخميس , وتبقى على الخميس أربعه ايام –كانت هدنه غريبة – أي هدنه اربعه ايام , ولكننا اعطيناهم الامان وقبلنا ان نجلس معهم لكى نحافظ على هيبة العائلة , وكان قد حكم على اخى وانتهت القضيه من امام النيابه … الشرطه طبعا كانت مدركه خطورة تأخير او تأجيل القضية …. فتم الأمر بأسرع ما يمكن .
أقاطعه : الحمد لله وتم الصلح الخميس , و الوالدة حزينه على ابنها محرز … لقد فهمت الآن .
********
الحج بهجت ضاحكا القصه لم تنتهى بعد .
نعم !! لم تنتهي !!
الحج بهجت : نعم لم تنتهي , القصة بدأت .
تحدث قليلا
الحج بهجت : لم أتخيل ان الحديث عن الأمر سيريحني لهذه الدرجة .
لقد كنت تحمل حملا ثقيلا , كنت أرى ذلك بعيونك .
ينظر الي مطولا قائلاً : نعم لقد كان حملا ثقيلا لم املك الشجاعه للحديث عنه قبل الآن , دعينى اكمل لك لقد أراحني ذلك كثيرا
مبتسمه تفضل
فاجأنا أبناء العم .. وقبل نهايه الهدنة الاربعاء تحديدا ، غدروا بنا، قتلوا أخى الاكبر اثناء عودته للمنزل من صلاة المغرب على مرأى ومسمع من الجميع بالشارع امام باب بيتنا, وهو الامر الذى لم نتوقعه لانه اعلن من البدايه انه لا علاقه له بالموضوع فلديه أبناء يرعاهم وماله وتجارتة الخاصة , ولكنهم كانوا يعلمون انه الوحيد الذى لا يحمل سلاحا .
معقول

الأحد، 5 يونيو 2016

حبي وذكرياتي الجزء الخامس

وفهمتُ منها أنّ أصغر أبنائها البالغ من العمر تسعَ عشرة سنةً حُكمَ عليه بالسجن ثمانيةَ عشرَ عامًا، وتذكّرتُ هنا ما سمعتُه ليلة أمس، يبدو أنّي لم أكُنْ أحلم, والآخر ماهر قُتِلَ غدرًا.

أعطيْتُها حقنةً مُهدِّئة لتنام, كانتْ بحالة لا تسمح لي بأنْ أتركها, فقضيْتُ ليلتي بجانبها ومع ذلك لم أَرَ زوجها بجانبها، ذهبتُ إلى الغرفة المعدّة لي من الأمس ولم أطلب منهم أنْ أعود, وفي المساء وقفتُ أحتسي الشايَ أعدَّتْه لي الخادمة, بالجنينة حيث كانت ليلة قمريّة, أتأمّل جمالها وأستمع لروح الشجر.

النساء في المنزل يُحاولْنَ أنْ يكُنَّ أكثر لُطفًا وَترحيبًا بي ولكنْ يفعلون ذلك بصعوبة… الشاي بالصعيد مُميّز للغاية بعكس ما أشربه ببحري.

يُقاطع تأمُّلي وسكون الليل صوتُ الحجّ بهجت يَستأذِنني بشرب الشاي معي وقطع خلوتي… فوافقْتُ فَرِحةً, كانت المرّة الأولى التي أراهُ مبتسمًا… لا أُنكر فأنا أُكِنُّ له الكثير مِن الإعجاب, أو القليل… لا أدري فقط فرحتُ بطلبه, فأنا طفلة رغم تقدُّم سنِّي ما زالت تُحاول اكتشاف الناس وفَهم العالم مِن حولها.

جلَسْنا نتبادل أطراف الحديث بحديقة المنزل بكراسٍ مُعدّة مِن النخيل, عن الأمور التي تتمّ هنا، وكيف يرى أنّ الحياة هنا قاسية.

فأخبرْته: لستَ مضطرًّا لإخباري عمّا يدور, فأنا لم أَنَمْ ليلة أمس وسمعت الكثير, اعتقدتُ أنِّي أهذي في البداية ولكنّ الوالدة حزينة ويجب أنْ أفهم سببَ حُزنها؛ لأعالجها.

تنهَّدَ وأخذَ نفسًا عميقًا وأخرج مِن جَيبه سيجارة برائحةٍ أوّل مرّة أشمُّها: “تناولتُ السجائر وبعض الخمور وبعض المُهدِّئات بعد طلاقي ولكنِّي الآن أفضل، أستشعر السلام مع نفسي”, تردَّد في البداية ولكنّه أخبرني التفاصيل فكانتْ عيونه تُريد الكلام ونطق قلبُه قائلًا بلهجته الصعيدية التي بدأتُ أتعوّد عليها وأنطقُ بها أحيانًا وشَرَدَ بعيونه قائلًا: “منذ ثلاثة أشهر اختفى ابن عمِّي, ولم نَجِدْ له أثرًا, وبحثْنا عنه بكلّ مكان, وأبلغْنا كلّ مَن نعرفهم بالصعيد ولم نجدْ له أيّ أثر… اختفى تمامًا… وقاطَعَنا أبناء العمّ مُعتقدين أنّ أخي الأصغر محرز رفيقه هو السبب وراء اختفائه.

وهنا أُقاطعه مُتسائلة: ولماذا محرز تحديدًا؟
يردُّ بهجتْ وقد استسلم للحديث معي: لأنّه آخر شخص خرج معه, وعاد محرز واختفى ابن العمّ.

أُعَقِّبُ: أهه، وبعدين؟

يُتابع بهجت: من أسبوع واحد فقط, مِن ستّة أيّام… كان أحد الغفر يتفقّد المنحل الخاصّ بنا, فوجدَ جُثّة ابن العمّ بأحد الصناديق الخاصّة والمُعَدّة لحِفظ العسل.

أبتلِعُ ريقي بكلّ صعوبة وأتساءل بدهشة: جثّته !!!!!!!


يُتابع: نعم جثّته, مقتول !

وشعرْتُ بالفضول والرُّعب قليلًا وسألتُ نفسي: مَن هؤلاء؟؟ ودعوْتُه لإكمال حديثه بعدَ رشفه مِن كوب الشاي خاصّتي.

يُتابع بهجت: أبلغْنا العائلة بما حدث وبسرّيّة تامّة وكان أمامنا الكثير من الخيارات:

أوّلًا- أنْ نُخفيَ الجثّة حتّى لا نفتحَ على أنفسنا بابًا مِن المشاكل والقصص والثأر الذي لن ينتهيَ.

ثانيًا- ندفنه بالجبل, أو نرميه للذئاب وينتهي الموقف.

ثالثًا- أنْ نُبلِّغَ أبناء العمّ أنّنا وجدْنا الجثّة بأيّ مكان ونختلق قصّة وكنّا قادرين على ذلك.

رابعًا- نُجهِّز كبش فداء مِن رجالنا يتحمّل التهمة بدلًا مِن أخي, ولدينا الكثير من الرجال، الرجال الحقيقين.

خامسًا وأخيرًا- الخَيار الأصعب أنْ نُخبر الجميع بالحقيقة ونتحمّل التبعات التي نعرفها جيِّدًا. ورغم كثرة الخيارات إلّا أنّ للوالد قلبًا عطوفًا كبيرًا رفضَ غير الحقيقة, أرادَ أنْ يعرفَ أبناءُ العمّ مدى نزاهة قلوبنا وحُبِّنا لهم, أرادَ أنْ تُقام جنازة لابن أخيه, ونأخذ العزاء, فعندما ماتَ عمّي من أكثر من خمسةَ عشرَ عامًا بثأر أصبح الوالد هو المسؤول عنهم… ولكنّ الأُمُور هنا لا تجري بحُسن نيّة, الأمور المنطقيّة المُفتعلة أفضل من الحقيقة الواقعيّة أحيانا.

أتساءل بكلّ دهشة: وبعدين؟؟؟

لم تُفلحِ الجهود لإقناع الوالد بأنّ قرارنا هو الصائب, فرتَّبْنا الأمر لإبلاغ أبناء العمّ بالحقيقة, أبلغْنا الشرطة أوّلًا بالحدث, والشرطة قامتْ بإبلاغ أبناء العمّ, ولم نَحْضُرِ العزاء كما توقّع والدي بناء على رغبتهم, وبدأتِ الحرب.

ذهبْنا مع الشرطة لمكان الجثّة وسط حمايتهم وانتقلتِ الجُثّة للمشرحة, وبعد تشريح الجثّة تبيَّنَ أنّه كانَ مخمورًا وقُتل برصاصة عن مسافة قريبة للغاية.

وزادتِ الشكوك حول أخي محرز؛ لأنّهما خرجا سويًّا وعاد لحاله بهذه الليلة, ومع ذلك لم يُقِرَّ بأيّ شيء، ولم يتكلّم عن آخر ما دار بينهما، ففي تلك الليلة تحديدًا عاد أخي وتناول العشاء وشاهد التلفاز وكان طبيعيًّا جدًّا.

وأرسلناه للجبل لدى أخوالنا هناك ليجعلوه يعترف بأيّ شيء قبل أنْ تتدهور الأمور أكثر، ولكنّه كان ثابتًا واثقًا مِن نفسه؛ ما أبعدَ الشبهات عنه وجعلَنا نُدافع عن براءته ونقف حوله, كما أنّه كان يبحث معنا طول الشهور الماضية بقلق, لم يكُنْ مصدرَ اتِّهام بالنسبة لنا ولا تهديد, تصرُّفاته كانتْ غاية في الهدوء.

أوشكتِ القضيّة أنْ تُقيَّد ضدّ مجهول وينتهيَ الأمر إلى أنْ عَثَرَ أحد الخفر لدينا على بطاقة شخصيّة حول الأرض الزراعيّة الخاصّة بالمنحل, طلبْنا صاحبَها قبل أنْ نُبلِّغ الشرطة وهو شابٌّ سائق توكتك نعرفُه جيِّدًا، فأخبرَنا أنّه أوصلهما للمنحل في تلك الليلة ولا يعلم أكثر من هذا, زادتِ الشكوك حولَه، قد يكون قتلَه وينتهي الأمر وتعود علاقتنا بأبناء العمّ ولكنّه كان صادقًا تمامًا.

الحمد لله أنّ التُّهْمة استبعدتْ عن أخيكَ، ولكنْ كيف تعلم مدى صدقه؟؟ ولماذا لم يتحدَّثْ مِن قبل؟

هو صادق لا مجال للكذب والالتفاف في مثل هذه القضايا أو معنا على وجه التحديد فهو يعلم مصيره جيِّدًا إذا فكّر بذلك, أمّا عن سبب عدم إخباره لنا فكانتْ مُفاجأة بالنسبة لنا: هدَّدَهُ محرز بالقتل إذا أخبر أحَدًا بذلك, وهنا عادتِ الشكوك مرّةً أخرى لأخي.

حاوَلْنا معه وواجهناه بما أخبرَنا به سائق التكتك ولكنّه أنكر الرواية, وهُنا سلَّمْنا البطاقة للشرطة وعلى الفَوْر تمّ استدعاء صاحبها, وهَدَأْنا قليلًا؛ لأنّ التُّهْمة بذلك مِن الممكن أنْ تستبعد عن أخي ويتحمَّلَها سائق التكتك بمقابل مادِّيٍّ وينتهي الأمر. ووافق أهل سائق التكتك وأقنعوا ابنهم أنْ يتحمَّل جريمة القتل إلى أنْ حدثَ ما يُخْشَى عقباه.

ماذا حدث؟