الخميس، 19 مايو 2016

حبى وذكرياتى الجزء الرابع

خرجنا من الغرفة الي صالة كبيرة بها كراسي خشبية كلاسيكية أنيقة , إلتف حولي جميع من كانوا بالبيت و طمأنتهم بأنها ستكون بخير ولا داعى للقلق .
كان البيت مكتظا بالناس توقعت انهم اسرة واحده يعيشون مع بعض فإنها من عادات اهل الصعيد.
بعد أن طمأنتهم طلبت منهم أن  يصطحبونى لأعود حيث أتيت , ولكن جميع من بالبيت رفضوا خوفا على صحة والدتهم وطلبوا مني البقاء ليلتها بالمنزل إلى  أن تستقر حالتها , طلبت من عائشة أن تبيت هي ولكنها كانت بحاجه للعودة لبيتها وأبنائها , كما أن زوجها لن يرضيه ذلك .
لم تُجدي كلماتي نفعاً … وافقتُ مضطرة ، وقضيتُ ليلتي  بغرفه الوالدة و التى بدأت تهذي بكلمات وتنادي: ماهر ولدي ماهر .
في البيت  قلق غير عادي … وأمامي سيده تهذي … بدا الخوف يدب بقلبي .
وعندما تجاوزت الساعه منتصف الليل طلب الحج بهجت من احد الخادمات بالمنزل ان تصحبني لمكان أستريح به .. وقد كان المضيّفه ببيت النساء , وهى منفصلة عن المنزل الرئيسي للعائله تقبع بالجنينة , ولا تختلف عن المنزل بشئ من حيث الأثاث ,  فأهل الصعيد بكل اخلاق وادب  ويقدرون الضيف جيدا .
لم تغفل عيونى على الاطلاق سمعت كلام عن ثأر وقتيل وتقديم كفن ورجال خائفين  , وقع اقدام بالجنينة حول المضيّفة واخرين يبدوا انهم عصابه و أشياء من هذا القبيل .
ومن شده تعبي وارهاقي نمت ولم ادرِ بحالي حتى الصباح ، توقعت أني كنتُ بحلم .. وضحكت قائلة : ثأر 2020 يبدوا أني بدأت أتاثر بالحكايات التى ترويها لى عائشة .
نهضت مسرعة بعد أن نظرت للساعه ووجدتها الثامنة عليّ الذهاب للوحدة والاطمئنان على صحه الوالده اولا .
كانت لا تزال نائمة ، ولكنى طمأنت الجميع وطلبت منهم تركها لترتاح واطعامها أكلا خفيفا كشوربة الخضار مثلا , وذهبت إلى عملي حيث أوصلنى السائق بعربة تويوتا كرولا .. من أين تأتي كل هذه السيارات ؟؟ أتساءل !!
طلب مني السائق رقم هاتفي ليعود مرة آخرى لاصطحابي تذكرت أنه وقع من يدي  يوم مقتل الضابط , فأخبرتة أن هاتفي معطل ولم أصلحه بعد لإني  لا اعرف الأماكن هنا , ولم اهتم لاصلاحه فهى كانت فرصة لاستريح من اتصالات أمي المزعجة , فأخبرني انه ذاهب  الآن لشارع 18 ويمكنه اخذه بطريقه … أعطيتة إياه
وبعد إنتهاء عملي وجدت السيارة التى أتيت بها بانتظاري , وطلب مني العودة  معه حيث الحجة ،فهي  تحتاج إلى رؤيتي .
ذهبت معه مسرعة لاجدها وقد استفاقت وترفض الطعام , جلست معها وهدأت من روعها وحاولت ان افتح مجالا للحديث معها فكانت شديده الوهن و الحزن, رغم قوة قوامها وجمال وجها .
يتبع

الاثنين، 9 مايو 2016

حُبِّي وذِكرياتي الجزء الثالث


عن أحداث واقعيّة
إسراء أبو زيد
كان يتردّد على ((الوحدة الصحيّة)) التي أعمل بها رجل هندام ووسيم أيضًا، عائشة تقول إنّه رجل خيّر, وكنت أرى ذلك دائمًا فلم يكن مريضًا ولكنّه كان يُرافق المرضى دائمًا.
فالوحدة الصحيّة بعيدة بعض الشيء ليست على مقربة, فكان يتردّد بين الحين والآخر بسيّارته الجيب, وبدأت أتساءل عنه حيث بدأ يُثير فضولي ولكن لم يخبرني أحد شيئًا مهمًّا عنه غير أنّه من أعيان المركز، غنيّ وغير متزوّج وله في أعمال الخير.
لم يرفع عينيْه يومًا وهو يحدّثني, ولم يدُر بيننا الكثير من الأحاديث سوى السلامات والكلام العامّ, ولكن كان بعيونه بريق قوّة وحزن لم أفهمهما ولم يُساعدني أحد على ذلك, النساء هناك أكثر صمتًا من شوارعهم الهادئة, لا يهوين الثرثرة, ربّما مع الغرباء والأمر يختلف بينهم لا أدري.
إلى أنْ أتى هذا الرجل الذي لم أعرف اسمه إلّا في هذا اليوم، الحج بهجت, فكان الجميع ينادونه يا حج, طلب منّي بكلّ لطف وأدب جمّ أنْ أذهب معه لمعاينه والدته المريضة, وقد وافقت بسهولة, فهذا بالأوّل والآخر عملي, وطلبت من عائشة مرافقتي.
وتفاجأت أنّي سأركب سيّارة أخرى غير سيّارته الجيب, فلم أركب معه بل صحبني أحد رجال حراسته الخاصّة بعربة إلنترا.
بدأت أتساءل أكثر: مَن هذا الرجل؟ وماذا يعمل؟ ساعة ونصف مِن السير المُتواصل بالسيّارة، الطريق غير ممهّد.
لم أشعر بالقلق؛ لأنّي بالصعيد, وبالصعيد يُقدِّرون الغريب ويحترمون الضيف وكأنّه واحد منهم، ويهتمّون لسلامته لحين عودته لبلده… بدأت أحبّ تلك العادات والتقاليد وأنسجم معها بعض الشيء.
دخلت السيّارة على ممرٍّ كلّه أشجار وورود، يبدو أنّها حديقة المنزل، لمدّة ربع ساعة السيّارة تسير بالحديقة إلى أنْ بدأ يظهر بيت بسيط جدًّا مِن الطوب واللبن أنيق تظلِّله الأشجار مِن كلّ جانب وكأنّي بالجنّة.
تمنَّيت حينها أنْ يكون لي مثل هذا المنزل ولو بجنينة صغيرة, فور دخولي صحبتني أحد النساء بالمنزل إلى غرفة الوالدة المريضة ولم تعرِّفني على نفسها, ولم أتطرّق لسؤالها.
حيث دخلت وكانت في حالة إغماء شديدة وانخفاض بضغط الدم وشحوب, توقّعت أنّها صدمة نفسيّة أدّت للإغماء, فطلبتُ نقلها فورًا للمستشفى, ولكنّ الحج بهجت رفض مُعللًا: أنّ أقرب مستشفى على بعد سبع ساعات, ستكون هنا مستشفى كاملة اطلبي ما تُريدين تجديه يا دكتورة ولكنْ أرجوكِ أسعفيها سريعًا, فنحن بوضع لا نُحسد عليه وليس لدينا وقت.
لم أستفسر ولم أُعقِّب, فعلت ما بوسعي وطلبت منهم ترك الوالدة ترتاح, كانت تهذي بكلمات مثل ولدي وتنطقها بكلّ صعوبة.

الأحد، 8 مايو 2016

حُبِّي وذِكرياتي الجزء الثاني


المُعاقب
بقلم إسراء ابو زيد
وفي صباح أحد الأيّام حدَّثَتْني عائشة المُمرِّضة عن أخبار سارة وهي تُمكِّن ضابطًا شابًّا مِن إلقاء القبض على تُجّار أسلحة ومُخدّرات لم يتمكَّن أحد مِن قبله فعلها، وهو عمل بطوليّ ولكنّه ضابط مُتهوِّر على حدِّ وصفها, وأخبَرَتني بقلق أنّ أفراد العصابة لن يتركُوه حيًّا واحتمال كبير أنْ يبيت ليلته بالقبر, لن يتركوه حيًّا، هيبة العائلات والتجّار هنا لها قدسيّتها.
ابتسمتُ لها قائلًا في لا مبالاة، بالنهاية الأمر لا يعنيني: ربّنا يستر.
وفي المساء وبطريق الخزّان الحدوديّ بين سوهاج وقنا تمّ إطلاق النار على الضابط أثناء مروره بالكمين الخاصّ بتلك المنطقة, وراح ضحيّتها على الفور.
لم يتركوه حيًّا… لم يتركوه حيًّا، هكذا أفزعتني عائشة بطرقها باب منزلي الساعة التاسعة مساءً, فهرعْتُ معها على الفور في محاولة منِّي لفعل أيّ شيء لإنقاذه… ولكنْ نفد الأمر
لا أذكر متى غفيَتْ جفوني بتلك الليلة الليلاء, سواد طويل كئيب مُمِلّ, ظلَّتِ الأفكار تُداعب رأسي وكأنِّي مَن قُتل… لم تُسعفْني الكلمات وسبقتني دموعي.
كان فاروق البيك منقولًا حديثًا للعمل بتلك المنطقة, عريس جديد وينتظر مولودًا, حمَلَتْه زوجتُه جثّةً هامدةً وعادتْ به إلى الشمال إلى الإسكندريّة حيث مراسم الدفن… زوجة مِن فولاذ.
وظلَّ الحادث حديثَ أهل البلد لأيّام، أحداث دار السلام التي راحَ ضحيَّتها ضابط شابٌّ يُدعى فاروق البيك, البعض يروي أنّه بطل وآخرون يذكرون أنّه كانَ مُتهوِّرًا, وسمعتُ أنّه قبضَ على الكثير مِن الأسلحة وتمَّ القبض على الجناة, ولكنّ عائشة تقول إنَّ الفاعل الحقيقيّ هنا ينجو، دائمًا هناك كبش فدى, فبهذا المكان قوانين خاصّة على الغرباء احترامها… يبدو أنّها ستكون إقامة غير مُمتعة.
كنتُ أتوقَّع أنَّني أحيا حياة بئيسة مِن حيث أتيت, كنت أتخيَّل أنَّ لديّ الكثير من المشاكل ولكنْ بالنسبة للحياة هنا, فأنا لستُ بمشكلة, عليّ أنْ أعود أدراجي، أنا لا أنتمي لهنا.
بدأتُ أُفكِّر بطلب النقل والعودة مرّة أخرى للقاهرة, عليَّ أنْ أواجه مشاكلي، الهروب ليس الحلّ. فكلام أمّي وخناقاتها التي لا تنتهي معي أكثر، أُمُّنا بالتأكيد.
لم أتملّك الشجاعة الكافية لتقديم طلب نقل والعودة للقاهرة كأنَّ هناك شيئًا أصبح يربِطُني بالمكان, ومعَ ذلك ظلَّ الطلب بحقيبتي, كنتُ أُدرك أنّي يومًا ما سأقدّمه.
مرّ شهرانِ الآن على وُجودي بتلك البلدة وأنا أعدّ الأيّام التي سأعود بها أدراجي إلى موطني حيث الحياة الحقيقيّة, فالمكان لا حياة به خاصّة للنساء وأستعجب لماذا يعيش البعض أسرى لعادتهم وتقاليدهم؟!
ولكنْ في النهاية هي حياتهم الخاصّة, ومعَ ذلك كنتُ أحترم تلك العادات والتقاليد وتمسُّكهم بها فمَن يفعل ذلك بوقتنا هذا؟! خاصّة بالألفيّة الجديدة, لم أسْعَ لتغيير أيّ شيء أو تقديم أيّ نصائح، كما أنّي كنتُ أعدْتُ قائمة بمُذكّرتي الخاصّة بالأماكن التي سأقوم بزيارتها، ولكنْ شغلني العمل ولم أستشعر الأمان للخروج وحيدة, بالإضافة لذلك لم أزُرِ القاهرة خلال تلك المُدّة، كانتْ قائمتي السياحيّة معبد رمسيس الثاني بأخميم, معبد أبيدوس بالبلينا, ميريت آمون – أخميم, مسجد العارف بالله، المسجد الصينيّ بجرجا, مسجد الفرشوطي, الجبل الغربيّ بجهينة, مسجد القطب.
بالإضافة إلى الأديرة القبطيّة (دير الأنبا شنودة رئيس المتوحّدين بالجبل الغربيّ بأبقريّة أولاد عزاز الشهير بالدير الأبيض نسبة لبنائه بالطوب الأبيض وهو الذي بناه الأنبا شنودة ومَن معه من رهبان).
ويقع بعده بمسافة ثلاثة كيلومترات -تقريبًا- دير الأنبا بيشاي، والأنبا بيجول الشهير بالدير الأحمر نسبة لبنائه بالطوب الأحمر وهو الذي بَنَتْه الملكة هيلانة والدة الملك قسطنطين، والجبل الشرقيّ فيضمُّ عددًا كبيرًا مِن الأديرة -على سبيل المثال لا الحصر- أديرة أخميم: دير الملاك- دير العذراء- دير الشهداء.
ولكنّ سوهاج أصابتْني بالإحباط، ليستْ كما توقَّعْتها، فهي أكثر المحافظات المصريّة فقرًا وأكثرها طردًا للسُّكّان… خدعَنِي جوجل, لم تكنْ تنقصني كآبة المكان وكما أخبرتُكم سابقًا كان جوجل صديقي الوحيد حيث إنِّي فتاة بيتوتيّة لم أُغادر كنف عائلتي إلّا للزواج, ولم تَرُقْ لي حياتي بعد الزواج… كانَ هناك شيء دائمًا ينقصني لا أدري ما هو؟ رُبّما الحُبُّ لا أدري.
يتبع…

حُبِّي وذِكرياتي ..الجزء الأول

عن أحداث واقعيّة
الجزء الأوّل
ثأر البلد الهادِئ
أكتب هذا في الذكرى الرابعة لثأر البلد الهادئ, إنّه الحادث الذي أوقَعَني بالحُبّ،
لم تكنِ الأمور دائمًا على ما يُرام ولكنْ للقدر دائمًا تدابير خاصّة، يُرسلنا الله دائمًا لأماكن لاكتشاف أنفسنا لنعلمَ مَن نحن؟ وماذا نريد؟ لا شيء يحدث مِن قبيل الصدفة.
كنت حديثة العهد بتلك البلدة حيث نُقلتُ إليها مُؤخّرًا, ولنلقى بها حكاية طويلة ونضالًا كبيرًا, قد يتسنّى لي أنْ أقُصّه لكم في وقت لاحق, على أيّ حال كانت المرّة الأولى التي أُغادر فيها القاهرة بعد أنْ أنهيتُ دراستي الجامعيّة بطِبِّ عَين شمس, فقد كنتُ مِن المُتفوِّقين دائمًا.
خاصّة بعد تخرُّجي بثماني سنوات وفشل زواجي الأوّل –فأنا مُطلّقة بالعشرين– ولا أحيا حياة طبيعيّة بالقاهرة، الجميع يتربّص بي, ولكنّي لم أكُن أعبَأ كثيرًا.
تمّ إرسالي في مهمة طبيّة بالصعيد وجه قبلي تحديدًا محافظة سوهاج, قرأت كثيرًا حول المحافظة ومدى بهجتها ومعالمها السياحيّة, ولكنْ عندما هبطتْ طائرتي بمطار سوهاج, أخبرَني جوجل أنّ المطار بجرجا ولكنْ فور وصولي علمتُ أنّه بين منطقتي الكوامل وجيهينة، واستقلَّيْنا الأتوبيس لوجهتنا دار السلام شعرت بأنّ الطبيعة بها كئيبة والشوارع بها حزن تشعر به, الطرق والأرصفة تخبرك عن صمت عميق غير مُفسّر.

أتصفَّح النوت الخاصة بي لأراجع ما جمعتُه مِن معلومات حول المدينة سوهاج، تتكوّن مِن 12 مركزًا، وتضمُّ 12 مدينة، و3 حيّ، و51 قرية رئيسة، و270 قرية تابعة، بالإضافة إلى 1445 عزبة ونجوعًا, تقع محافظة سوهاج في مركز متوسّط بالنسبة لمحافظات الصعيد، حيث تبعد عن القاهرة 467 كيلو مترًا.
يقسمها نهر النيل إلى جزأين: شرقيّ وغربيّ, وعن هذا فتمَّ مُؤخّرًا إنشاء كــوبرى جـرجــا دار الســلام الذي أنهى العـزلة بين الشــرق والغــرب.
أغلقَ النوت الخاصة بي وأسرح بخيالي مِن الشبّاك أُحدِّث نفسي عليَّ ألّا أُكَوِّن صداقات وأكتفي بالاستمتاع بوجودي بالمدينة بزيارة الأديرة والمعالم الخلّابة.
ورغبتُ أنْ أحيا وحيدة بين عملي وكتبي والسياحة فقط, ولكنّ قرارتنا ليستْ أمنيات, دائمًا للقدر تدابير أخرى.
أطالع دفتري مرّة أخرى عن مركز دار السلام، يقع المركز جغرافيًّا في الجنوب الشرقيّ مِن المُحافظة ويُعَدُّ مِن أكبر المراكز طولًا ومِساحة، ويحدُّه مِن الغرب نهر النيل، ومِن الشرق سلسلة جبال البحر الأحمر. وأهمّ ما يُميِّز دار السلام اتّساع رقعتها شرقًا حيث وديان قصب ووادي قنا، وهذه الوديان تمتدُّ إلى الغردقة. تتميّز قبائل المركز وفصائله بالتقارب والتعايش السلميّ قياسًا بالمحافظات المجاورة، النعيم ينتظرني هناك، أعلم ذلك.
وصلتُ في ذلك اليوم إلى السكن الخاصّ بي ونِمتُ مِن الإرهاق وتعب السفر ولم أُفكِّر بأيّ شيء آخر.
وبدأت حياتي العمليّة بعد ذلك وعن العمل ((بمستشفى السلام المركزي)) فكانَ يُحتِّم عليّ المُكُوث لأكثر مِن ثماني ساعات باليوم الواحد, خاصّة أنِّي كنتُ الطبيبة الوَحيدة, مرَّ شهر على هذا الحال, لم تكنْ لي الكثير مِن الصداقات ولم أسعَ لذلك, فكُنتُ أُحدِّث نفسي دائمًا بأنِّي سأُغادر هذا المكان النائي يومًا ما دون أنْ أرجعَ إليه ثانية.
وفي حقيقة الأمر أهل البلدة كانوا طيّبين جدًّا ولكنْ ظلَّ الفراغ بحياتي وبالأيّام التي قضيْتُها هناك, غير بعض الأكلات التي تعلّمتها، مثل الويكه, أمّا بالنسبة للعيش الشمسيّ فيبدو أنّ أسناني ليستْ قويّة بما يكفي لقضمة, ولكنّي استطعتُ قضم الجلاب والفايش و”السخينة” والدقاشة وتعني البلح الذي يسقط مِن النخل ولكنْ قبل نضجه، ويكون لونُه أخضر، ومذاقه الأفضل.
كثيرًا ما كانت تُحاول عائشة المُمرّضة أنْ تدمجني في الحياة حتّى لا أشعر بالوحدة، كثيرًا ما كانت تُحدِّثني عن أحداث الثأر هنا, تقصّ لي الحكايات وكأنَّ الأمر عاديّ وأنا أرتعبُ خوفًا مِن حكايتها.