الخميس، 24 مارس 2016

نهايتي سعيدة أو بداية حياة جديدة …. أتزوج من …. ؟؟ الجزء الأخير 23

محمود ضاحكاً :هههههه … اه وربنا اهدانا تلات بنات ذي العسل ذي امهم كده ياخدو بتار جدتهم , قصه لقائي بأمك تكمن في كونها ست عظيمة وفتاة مميزة .. أنا كنت أبحث عن ماسة وليس مجرد زوجه لقائي بها لم يكن شيئا يسيراً .
اريج:السؤال يا والدي هو شكل الفرح أتغير,بمعني هل عادات وتقاليد الزواج أتغيرت ؟
سؤال حلو يا بناتي ..اكيد طبعا اليومين دوول بقه في تلات انواع من الافراح :
أفراح الأغنياء :وهو الفرح الذي ما يزال يصر على اتباع التقاليد القديمة في الأفراح بدعوة كبار المطربين والمطربات والراقصات دون الاهتمام بتكلفته المادية .
 وافرح الطبقة الكادحة: التي رأت ضرورة الاستغناء عن الراقصات والفرق الغنائية ذات الأجور الباهظة والتي كانت تستغل حاجة الأسر لإقامة أفراح أبنائهم وتضع تسعيرة كبيرة لايستطيع الزوج الوفاء به.
والفرح الإسلامي : وهو الفرح الذي يقام في القاعات الملحقة بالمساجد، وفيه ينفصل الرجال عن النساء، ومن ثم فليفرح كل بطريقته دون حرج أو خروج عن التقاليد الإسلامية، وهو النوع الذيالتقى فيه الطبقتين، حيث يجمع الأغنياء والكادحين على حد سواء لرغبة الطرفين في إقامة حفل على الطريقة الإسلامية كما أن تكلفته لا تذكر مقارنة حتى بالأفراح الحالية.
والدنيا لم يعد  فيها خير كما زمان يا بنات , عارفين ان الفراعنة كانوا اول من عرفوا عادات وتقاليد الزواج . و الدبلة كانت من طوق الياسمين  وكانت في اليمين وبعد الزواج تنقل للشمال , ذي اليومين دوول بالضبط . هتلاقو الكلام دا كله في كتاب لغز الحضاره عندنا في المكتبة …
وهنا أتدخل : تعرفوا يا بنات لقد كنت أقضي معظم أوقاتي بسريري بغرفتي أفكر ما هو الحب؟ ما معني الحياة؟لماذا نعيش؟كانت تدور بذهني الكثير من الاسئلة التي لا حصر لها خاصه بعدما تجاوز عمري الخامسه والعشرين أرتعبت أفكاري كثيراً لطالما أشعرني الجميع إني عانس بالعشرين ,كما أن طلاقي  الاول أربكني كثيراً .
أيتن : يا ااه هو الموضوع صعب كده ؟
محمود: لا أبداً إلا إنة قرار مش سهل ..
أتدخل: قرار مش سهل لأى بنت,تعرفوا حتي لو إنسان حبني كان صعب أقول موافقه,فجأه هربط حياتى بواحد.. الحياه هتتغير والظروف والبيئه وأولاد وتربيه حياه بجد كلها مسئوليه, والدراسه الي جدي اهداني  لسه موجودة تقدروا ترجعوها بس إنتم مش جيل المكتبة, تقدروا تبحثوا عن كل الي قلت لكم علية بالانترنت.
أريج : وعمو أدهم دا إلي بيزورنا إلي انتي كنتي بتحكي عنه ؟
اها .. جبتله عروسه قريبه ابوكو …ساعدته لانه كان صديق مخلص لي كان يستمع الي دائما عندما يتناساني الجميع,كان بجانبي طول الوقت دعمني كثيرا,وكمان كان لازم خالتكو تتجوز عشان تخرج من الحاله الي كانت فيها. لان في عالمنا العربي عادة ما يتزوج الشباب دون اختيار متأن مدروس ,وعلية لايكون إختيار الشريك لشريكة إختيار موفق.
بالاضافة الي إن في مصر الثقافة ذكورية قائمة علي تهميش المرأة, مثلا المرأة المطلقة,نراها تفقد حرية الحركة وتتربص بها العيون وتتناولها الالسن وتشير اليها اصابع الاتهام والاستفهام.
 بينما الرجل المطلق حر طليق يستدر تعاطف الآخرين وكذا المرأه في الغرب ,فرق كبير بين النضوج الفكري الغربي والشرقي,فكان لازم خالتكم تتجوزعريس أبن حلال..
يضحك بناتي وأبيهم معهم لتقاطعهم آروه موجهه حديثها لابيها : انت مكنتش بتغير من عمو أدهم ولا ايه؟
محمود ضاحكا : أنا أحترمت أصدقاء أمكم لانها ست عظيمه ,مفيش واحده كانت ترضي بي في بدايه حياتي وأنا معدم ,وأدهم كان صديق مخلص وقريب دائما من العائلة..
أكمل:عمكم أدهم كان نفسه يفتح نادي لركوب الدرجات الي فاتح دلوقتي دا اكبر نادي في الشرق الاوسط لركوب العجل..دا كان حلمه الكبير انا ساعدته وكنت جانبه,كان نفسه الفكره تنتشر وبالفعل انتشرت رحمه الله كان افضل صديق عندي,عشان كده انا دائما اتذكره وازور عائلته إكراما لصداقتنا الطويلة,دا طبعا بجانب عملي كمنسقة حفلات ومؤتمرات .
أريج : ربنا يرحمه يا امي كان بيزورنا دايما ويجبلنا لعب كتير
آروه: يالا نقرأ الفاتحه لروحه . 
تنهمر دموعي لأتذكر صديقي يربت زوجي علي كتفي:هوني عليكي ،يقبل بناتي يدي واخذهم في حضني.. أنهم حياتي الطويله التي عشتها..
يالا يا بناتي كل واحده تقولي عاوزه تتجوز مين وايه مواصفات فتي احلامها؟ ومين مستعده تبدأ حياتها زي كده ؟ولكن هناك ما يجب ان يضع بالاعتبار اولا؟
يتسائلن بإهتمام : ايه تاني يا ماما ؟
1-     يجب الابتعاد عن وهم المثالية لأن الكمال لله وحده.
2-     اعرفي نفسك لتعرفي شريك حياتك.
3-     الخطبة فرصة للتعارف و ليس للاندفاع وراء المشاعرالتوازن بين الخوف من العنوسة و بين الاقدام علي زواج فاشل.
يبتسمن ويتابعن بالثرثره عن مواصفات خياليه ,ليأتي دوري لردهم للواقع.لم أندم علي لحظه بحياتي غير لحظه فقدي لسمير( قلب المرأه محيط عميق من الاسراريتوقع الرجل دائما أنه يفهم المرأه ولكنه لايفهم الا ما تبديه المرأه فقط.. محيط عميق لا يجازف أي رجل بالابحار فيه ) ,غير ذلك كانت حياتي سعيده ومستمره وساعدت بناتي في اختيارتهم لشريك المستقبل.
تمت بحمد لله

الخميس، 17 مارس 2016

بناتى وذكرياتي من مذكرات شابة في الأربعين ..الجزء 22

زواجي الأول كان عن حب وكان إختيار مدروس إلا إنه لم ينجح ,تعرفوا ان في عينات من الدراسة أكتشفوا مثلاً إن الشريك الآخر بخيل أو مبذز أو خميره عكننة , في حاجات كده بتكتشف بعدين.
تعرفوا يا بنات اغلب مشكلاتنا المجتمعيه والحياتيه نحن  السبب فيها  تقدروا تقولوا سوء تصرف  أو قله خبره … عمرنا ما نظرنا للأمور ببساطة , ننظر للاخرين فقط , احسان عبد القدوس كان له مقولة عجبتني اووي “ان الخطئية حقيقة لا يمكن تجاهلها” فسرالكلام دا الكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوجو عندما قال :كلنا جان فالجان بطل رواياتة الشهيرة البؤساء ,قصد بذلك ان كلنا اذا لزم الامر ولو بدرجات متفاوتة سارقون ,خاطئون,خائفون ……الخ ,بسبب طبيعة المجتمع الذي نحيا فيه يدفعنا لا إراديا لإتباع طرق قد لا نريدها ولكنها فرضت علينا , هضرب مثل تاني أقام عروسان غربيان زفافهما في أحد الفنادق,وقد كلفهما الحفل كثيرا,اذا طلب المدعوون مشروبات كحولية,وهي باهظة الثمن ,فمن الواجب ان يدفع المدعوون ثمنها,وعلية فلن يقدم الفندق للعروسين فواتير إضافية.
لم يجد العروسين في مسلكهما ذلك أي حرج فقائمة الطعام المدفوع ثمنها مقدما موضوعة علي المنضدة.ولم ينتقد الضيوف المدعوون العروسين فذلك امر طبيعي اما عندنا فالوضع مختلف تماما .لاشك ان الغرب أكثر انصافا لأنفسهم ولغيرهم منا.
ايتن معلقة:تعرفوا ان الرحالة والمؤرخ الاغريقي ابو علم التاريخ طبيب الاسنان هيرودوت في كتابة “مشاهدات”يصف المرأة المصرية قائلا “….. تزدحم الشوارع والاسواق في مصر بالنساء اللآتي يقمن بكل الاعمال حتي اعمال التحنيط والكهانة,وتسمي المرأة في مصر بالمشرفة او الريسة بينما يلزم الازواج المصريون عقور دورهم ليقوموا بشئون البيوت ورعاية العيال.كما تقوم البنات بالعمل لإعالة أسرهن,وذلك بعكس المرأة الاغريقية التي لاتخرج من بيتها الا الى لحدها.…”
أبتسم : فعلا المرأه المصرية تتصف بالجدعنة ,كما انها خطت خطوات واسعه نشطة ليس فقط علي طريق مساواتها بالرجل,بل ايضا في الاسغناء عنه,في هذه الايام يعترف الغربيون بالامهات غير المتزوجات بسبب عدم حاجة المرأة الي رجل يعولها ,وشعورها بضرورة اعاده النظر في الزواج باعتبار ان الزواج”ظاهره اجتماعية”استغلها الرجل لصالحة لما له من سيطرة اجتماعية/مادية علي المرأة يعني 30% من الاسر المصرية اليوم تعولها سيدات, تسمي الام الوحيدة  الام بتكون العائل الوحيد والظاهرة دي منتشرة خاصة في شمال غرب اوربا وامريكا وبصرف النظر عن الاسباب الاجتماعية لهذه الظاهرة,فهي تشير الي ان المرأة المتعلمة العاملة تفضل حريتها واستقلالها علي المشاكسة “وقرف ومناحية” زوج يتحكم فيها وهي في غني عنه بعملها ومرتبها وقدرتها الانجابية , وطبعا المرأه الاوربية والامريكية تختلف تمام الاختلاف عن اختها العربية بحكم التربية والنشأة .
آريج : اية اكتر حاجه كانت بتضايقك يا ماما؟
اكتر حاجه كانت بضايقني ان يتقال عني مغرورة مش عحبني العجب لمجرد اني ارفض عريس افتقد فية الملائمة.الناس مش بيهما الا الظاهر فقط يعني يمكن اكون لسة رافضة عريس او اتنين واسمع كلام مالوش لازمة,امي الله يرحمها كانت دايما تقولي اني بعد اما اعدي الثلاثين هدخل في دور اكتئاب ويأس وارضي بأي عابر سبيل وفرصي في الحياة هتقل.والحقيقه مجتمعنا غير منصف, اذا عدي الرجل الثلاثين لا يوصف بالعنوسة او يلام علي تاخره دائما الفرص متاحة للرجال في أي سن وخاصة الفرصة بالزواج ,وهذه علامه صارخة من علامات الظلم الاجتماعي,والحقيقه كنت شايفه ان السبب الرئيسي في ارتفاع سن الزواج هو وضع المجتمع الفتاه موضع سلعة يختارها الشاب أكثر مما تختاره هي وتكون الفتاة علي قدر كبير من الجمال والتعليم والثقافة,وغالبا البنات تبحث عن الحب والتفاهم و الاستقرار رجل يحتوي قلبها، تريد الفتاة أن تمارس حقها  في الاختيار,شخص يشعرها بالامان تتمني كل فتاه ان تعطي قلبها هدية لمن يقدره ,بس مفيش راجل بيحب يتعب نفسه.
أيتن :أمي انا شاركتوكو الرحله كلها وكنت معاكو من البدايه .. 
انتو التلاته كنتو معانا طول رحلتنا لحد ما سكنا في الفيلا دي
اروه : هو شكل الفرح اتغير يا امي ؟؟
يدخل ابيهم محمود : ابوكو بقه يجاوبكو علي السؤال دا ؟
محمود: خير متجمعة انتي وبناتك , اكيد بدبروا حاجه ؟
أقبل رأس زوجي الحبيب : اكيد طبعا , جاوب يا دكتور وأشير إلي آروه
محمود : خير يا اروه يا بنتي
آروه: امي قصت لنا حكايتها مع العرسان ومحاولات امها الدائمه لتزويجها, ولم تخبرنا بقصه لقائكما ؟؟

الـزيـارة انـتـهـت……مذكرات شابة في الأربعين …جزء21

أم شيماء بائعه الخضار ست طيبه  تعودت المرور عليها ذهاباً وإياباً ,كانت سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها طويلة القامة,يبدو عليها الصحة والعافية صوتها كان مميزا كنت اعشق صوتها وهي تروج لبضاعتها بكل فن , و كانت دائما تتكلم عن شيماء ابنتها قائلة:إبنتى شيماء في ثالثه اعداى وفرحها فور حصولها على الابتدائيه مباشرة , وأجهزها قد استطاعتى
فأخبرها بكل شفقه علي حالها :لازالت صغيرة , لما العجلة ؟؟
فترد ام  شيماء ،كان دائما ردها حاضرا بصراحه : من يصل السوق الفجر ليس كمن يصل الظهر ؟؟ يا آنسة البضاعه الحلوة بتتخطف من بدرى
 فكنت أسالها وماذا يعنى هذا  ؟
تقولي :وش القفص بيتخطف يا آنسه والي بيوصل بدري بيشيله اما السراده بقه……وتسكت لم تكمل الجملة مرة,دائما وفي كل مرة تتوقف عند هذا الحد, كانت كثيراً ما تضايقني بالحديث
كنت أضحك شفقه عليها كانت ست طيبة وتفكيرها محدود , المفاجأه عندما قررت زيارتها لأخبرها بموعد زفافى لم أجدها , وكانت غائبة من فترة ولكنى لم اسأل وعندما سألت علمت انها  سُجنت لأنها عجزت عن سداد  ديون تجهيزات فرح  شيماء
فقررت  أن أزورها في السجن ليس شماتة والله …
وبالسحن ,,,,
كيف الحال يا أم شيماء
أم شيماء بفرح يشوبة خجل:بخير الحمدلله نحمده علي كل حال, انا مكسوفه  يا آنسه.
أنا مثل أبنتك لما الخجل ؟؟
ام شيماء :واحسن والله, ولكنى ضايقتك كثيرا اعلم ذلك جيدا ولكن سامحينى كنت اتكلم بجهل,والصراحه آخر واحده توقعت تزورني, الكل نساني أصلا.
حبيت اخرجها من الاحراج الي هي في : ابدا كلامك عمره ما ضايقني خالص طمنينى عليكى اخبارك ؟
ام شيماء : كما ترين عجزت عن تسديد ديون تكاليف فرح ابنتى الباهظة وكانت نهايتى بالسجن .
لم يكن هناك داع لكل هذه الشكليات يا حجة بالنهايه هو طبق ومعلقه وكوبايه والباقى مركون .
 
ام شيماء: لست وحدى , الجميع يفعل ذلك , ما سيقتلنى حزنا ان ابنتى تشعر بالحرج من زيارتى  … وانهمرت دموعها , و انا اصلا انسجنت من أجلها  , اتمنى رؤيتها جدا اشتقت لها كثيرا سمعت انها انجبت نفسي اتمنى رؤيه حفيدي انا هنا من اجلهم ولكنهم قساة القلب .
اربت على كتفيها ربما قريبا يجمعك الله بهم لا احد يدرى .
ام شيماء: جففت دموعها , ونعمه بالله يا بنتي…. تعرفي انا احسن من غيري بكتير ربنا كبير اووي .
اه …. الحمد لله .
ام شيماء: أتعلمين هناك سيده تدعى ام نرجس معي مسجونة لنفس السبب جهاز ابنتها ,طلقها زوجها فور ان سمع ان حماته  دخلت السجن , وفشلت كل محاولات الصلح بينهم واقناعه بظروف المسكينة , ولم يعيد لها اشياءها ورفعت قضية ولكن احبال المحكام طويله  تضحك في سخريه مكمله  , وتزوج بآخرى لا احد يلوم الرجال ولكننا مدانون مسبقا بكل شئ , لا يدرك هؤلاء ما نفعله ومقدار التضحيات التى نقدمها من اجلهم 
أتسأل في تعجب :أهناك كثر بهذه الطريقه , اهناك من يفعل لبناته مثلكن كثير ؟؟
تحاول التحكم بدموعها : الغلابه كتير يا جميلة يا بنتي… تعرفي في واحد طلق مراته قبل الفرح بيومين عشان مكنتش جايبه حاجات كتير.
ابجد!! معقول !!! انه شخص تافهه ..
ام شيماء ضاحكه : اه والله فعلا دى حقيقه , أتصل بيها قالها فضحتونا ايه الي انتي جيباه دا ؟! .
وطلقها وهي مردتش ترجعله تاني, حبيت أشرف بنتي  وارفع راسها , ما انتي عارفه لازم عشرين عربيه عزال وطبل بلدي ومصاريف مالهاش أول من آخر وكل دا ليه؟! وعشان ايه يعني ؟! والله كله كلام فاضي يا بنتي ..
الزياره انتهت … صوت من بعيد ينبهني للانصراف….. أربت علي كتفها في حنان, لتأخذني بين أحضانها باكيه شاكره زيارتي لها,متمنيهةزيارتي لها مره آخرى .
كان نفسي اقولها اني اتخطبت وفرحي قريب ,وان في واحد رضي بالسراده .. وان ليس كل من يصل السوق متأخرا بيندم , كل تأخيره وفيها خيره دايما ,بس الموقف كان صعب ومن فرحتها بزيارتي ليها لم تساأنى عن  سبب الزيارة ولم اخبرها ايضا  …
كلنا في الدنيا زوار قبل ان نجرح الآخرين علينا ان نتذكر ان لكل منا موعد للزياره ..
بناتي بتأثر : معقول يا امى !!!
ارد عليهن: انعم و أكثر كمان
يتسائلن :طب بالنسبة لشيماء الم تعرف زوجها جيدا قبل الزواج ؟؟؟ فترة الخطوبة لم تكن كافية ؟؟
لا يا بنات نسيت اقولكم علي حاجة مهمة .
يردن بإهتمام : ماذا  يا ماما ؟!
قبل الزواج شئ وبعد الزواج شئ آخر  .
يرددن مرة اخري يعني اية ؟؟ وهنا ترتسم الكثير من علامات الاستفهام علي وجوههن .
لأفسر لهن :في دراسة مقارنة بين الزواج الغربي المبني علي التعارف والحب,والزواج التقليدي الذي يخطب فيه اهل الفتى الفتاة التي تروق لهم ويظنونها انسب لإبنهم ,دون أن يعرفها الفتى مسبقا,وكانت النتيجة متساوية في كلا الحالتين , سواء تعارفا الاول ومن ثم تزوجا أو تزوجا الاول , لم يعرف الشريك شريكه علي حقيقتة الا بعد ان أغلق عليهما باب الزوجية.
آروه بكل تعصب: دا اسمة خداع و كذب .
اعلق لاصحح المفاهيم : إسمه قلاع وأقنعه وليس خداع يخشى كل طرف إظهار عيوبة للطرف الآخر حتي لا يخسرة ,إنه تجمل وليس كذبا.
أيتن مقاطعه: الم تعرفى والدنا جيدا قبل الزواج ؟؟
بالطبع لا , بالخطوبة كنت اراه مرة كل اسبوع , كيف سأتعرف عليه جيدا , بعد الزواج هو امامى ليل ونهار لا مفر , ولا شئ يمكنه ان يخفيه عنىي
ولكنى احببت عيوبة فدام زواجنا هو ايضا احب عيوبى واحتواني باوقات الشدة  , أبحثوا دائما عن الرجل الذى يحتوى عيوبكن يا بنات ووليس من يحب تجملكن .
وبالنسبه لام شيماء عندما اخبرت زوجى وعائلتى ما حدث تطوع ابى وعائلتى وساهم زوجى وسددنا ديونها وساعدناها تخرج من السجن …….
يرتمين بحضنى مهللين : كم انتِ رائعه يا امى وقلبك طيب ….
وماذا عن زواجك الاول يا أمى الم تعرفيه جيداً ؟؟؟
تبع ..

حكايه ملاك الجزء الثالث والاخير




وهنا تقطّب جبيني وبلعتُ ريقي، ومسحتُ دموعي ودعوتُه ليكمل بعيوني.
أكمل: وهنا ولأوّل مرّة أسمع كلام الكهنة، نصحوني بالزواج مِن بنت لم يسبق لها الزواج وكبر سنّها، وتعلّمتُ من زوجتي الأولى مريم الإيمان، وشاركتُها بصلواتها، كانتْ ملاكًا في حياتي. تقديسًا لزوجتي استمعْتُ لكلام الكهنة ولو لمرّة بحياتي، وكان الجحيم…
لم تُراعِ بناتي وكان لديّ مولودة وأصبحتُ مُشتّتًا لا أُركِّزُ في عملي، مُؤمنة وتُواظب على الصلاة ولكنْ لا إيمان لها أعلم ذلك، الإيمان والإخلاص والعمل.
كاذبة.. غير نظيفة.. لا تُجيد الطبخ ولا تَسعى حتّى للتعلُّم، كانتْ سيِّئة للغاية سيِّئة في كلّ شيء.
أُقاطعُه: ربّما حبُّكَ لزوجتِكَ الأولى!
قاطَعني: أنا رجل ناضج بما يكفي وأبٌ لابنة أربع سنوات ومولودة حديثة عمرها لا يتجاوز الشهر، لقد وعَدَتْني بالاهتمام ببناتي، وأخبرْتُها أنَّهنَّ أهمُّ مِنِّي، ووعدتني بالاهتمام بهنّ، ولكنّها كاذبة، الجميع اشتكى منها.
تسبَّبتْ لي بالكثير من الإحراج والحماقات، لم يعُد لبيتي أسرار ولم يعُد ببيتي حياة، مرَّ عام كأنّه عشرونَ عامًا.
تَدخَّلَ الكهنة أكثر مِن مرّة لإصلاح الأمر وتقديم النصح لها, ولكنْ أصبح لا أمل ولا حياة بهذه الطريقة.
انتقلْتُ للعيش مع أمّي وهجرْتُها لأنَّنا لا نُطلِّق، وفشلَتْ كلُّ مُحاولاتي معَ الكهنة لِتَطليقها، ومرَّ على ذلك خمسة عشر عامًا.
وما تَزال زوجتي بالكنيسة فقط، حاوَلَتْ أنْ تُرضيَني وتَسترْجِع حياتَنا، وكلّ مرّة كنتُ أُصدِّقها وأعطيها فرصة ولكنَّ الطباع لا تتغيَّر.
رعتْنا أمّي بمنزلها ورعَتْ بناتي وكُنّا عبئًا عليها، ولكن لم يكنْ هناك خيارات،  كانَ مِن المُمكن أنْ أنحرف، فأنا ما زلت شابًّا ولكنِّي حُرمتُ مِن حياتي، ليسَ لأنِّي مُتديِّنٌ مُدَّعٍ فقط بل لأنِّي أخشى الله بقلبي.
توسَّلْتُ إلى الكهنة لإيجاد مخرج، أحتاج إلى تطليقها وبشدّة، لا أريدها أنْ تحمل اسمي، عملت المستحيل ولكن لا جدوى.
وفي نظرة إغاثة وبنبرة صوت أكثر ارتفاعًا مُمسكًا بيدي: انصحيني يا ابنتي أهناكَ طريقة للخروج مِن هذا المأزق؟؟ ماذا لو ماتتْ أمِّي؟؟ مَن سيرعى بناتي وأنا عملي يعتمد على السفر؟؟ أنا لا أستطيع المَبيت معكم أرجع إلى منزلي يوميًّا بالتاسعة، أمّي كبيرة بالسّنّ ومريضة وتحتاجني دائمًا بجانبها، بناتي لا يُسعفنها أحيانًا فهنّ ما زِلْنَ صغيرات… ويضغط على يدي بشدّة ويبكي: أهناك مخرج؟؟
استغاثَتُه لي جعلتني أبكي ولا أرُدُّ.

ساءلْتُه: أما تزال تذهب للكنيسة؟؟
ضحكَ قائلًا: لقد أيقنْتُ أنِّي كنت على صواب مِن البداية، بالطبع لا، حتّى لا أراها،  ولكنِّي لديّ أمل كبير بربِّنا. أصلِّي دائمًا من أجل تَطليقها، لا أريد الزواج مِن أخرى ولكنْ لا أريدها أنْ تحمل اسمي، وأعيش على أمل أنْ يُساعدني الله بذلك، لا أدري كيف طلاقي سيكون بمثابة معجزة، وأنا فعلًا أحتاج معجزة من معجزات الأنبياء ولكن لم ولن أفقد الأمل.
التفتُّ للجميع فقد نسيتُ وجودهم، أغلبهم كان يمسح دموعه، هدأْنا جميعًا واستأذنْتُ للبحث عن تليفوني وحقيبتي فلم أُفوِّت هذه اللحظات من أجل ضياع التليفون، اللحظات الثمينة لا تُعوَّض أبدًا.
حقيقة الأمر كنتُ بحاجة لاستيعاب ما كان يُثير فضولي منذ أيّام، أحضرْتُ أشيائي وعُدتُ مرّة أخرى لغرفة الاجتماعات، اتَّفق الجميع على الأدوار بغيابي.
وأنا بدوري قَبَّلْتُ رأسه وشكرته لكونِه سيُساعدنا, شَكَرَني وأخبَرَني أنَّني أُشبِه ابنته أنجل, أخبرْتُه: أنا فعلًا مثل ابنتك, رُبّما إذا كنتَ تودُّ الخروج مِن هذا المأزق أَسْلِمْ لأيّام!!
فضحِكَ مُقهْقِهًا واستأذن بأنْ يغسل وجهه ويستعدّ ويرتدي لُبْسًا مُناسبًا للدور، اقترحتُ عليه أنْ أُساعده ولكنّه أجابني: أنا أُدرك دوري جيِّدًا لا تقلقي لقد كتبتِ قِصَّتي قبلَ أنْ تعرفيني، أهي واقعيّة؟؟
ابتسمتُ له قائلة: لا أدري رُبّما، وكأنّه سمع جوابًا مُناسبًا مِنِّي. انصرف مُسرعًا بحماس.
استمرَّتْ جلستنا بهذا اليوم لأكثر مِن ساعتين.. احتجْتُ بعدها فترة لأُدرك حقيقة ما أكتبه, وأستوعب عم ملاك وحكايته.
صعدت لسطح السفينة، بالطبع كان فاتني الغروب ولكنِّي أدركت الشفق، استنشقتُ مَزيدًا من الهواء الرطب وكانت أشدّ الليالي برودة فنزلتُ لنستكمل فيلمنا القصير.
تأنّق عم ملاك وكأنِّي أرى بطل قصّة لم يكن اختياري حيًّا أمامي، عندما رأيتُه فتحتُ فمي من الذهول فأخبرني: أخبرتُكِ أنِّي أعي دوري جدًّا.
لم أمتلكِ الكثير من الكلمات طوال أيّامنا الباقية، كُنتُ أفكِّر، كانَ يُمثِّل بحُبٍّ وشغف، بعيون لامعة وفرحة وسعادة وكأنّه البطل الحقيقيّ، حفظ دوره والكلمات مِن أوّل مرّة قرأها.
أربَكَ المُمثِّلة أمامه باندماجه بالدور، كانَ لا يُمثِّل، كان يفعل ما يُريد قلبه أنْ يعيشه ولو لحظات، لحظات حُبِّ، لحظات سعادة، أعجبَني كثيرًا أنّه أعطى لنفسِه فرصة ولو لم تكن حقيقيّة للحياة مرّة أخرى.
شكَرَني بعدها كثيرًا، وفي هذا اليوم عادَ إلى منزله في الثانية بعد منتصف الليل حيث انتهت البروفا بوقت مُتأخِّر، لم نشعرْ بالوقت نهائيًّا، أخبرَني أنّه أوّل مرّة يُمثّل، ولم يتمنَّ يومًا ذلك، ولكنّه شيء أشعَرَه بالسعادة.
لم يستطِعِ المَبيت بالسفينة وكان عليه العودة حتّى ولو لساعات للاطمئنان على بناته وأُمِّه المريضة، فعملُه يبدأ بالسابعة صباحًا، وموعدُنا أيضًا للاستيقاظ السابعة.
لم تغفَل عيوني وظللْتُ أتأمّل النِّيل والقمر والأشجار مِن شبّاك غرفتي إلى أنْ غفيتُ معَ الفجر واستيقظْتُ معَ الشروق. هبطْتُ صدفةً للوبي فقابلته بنفس الزّيّ الذي خرجَ به يعود للعمل.
ألقى عليّ تحيّة الصباح وهمَّ مُنصرِفًا مُسرعًا لعمله، وبدأْنا يومنا كعادتنا، كانَ هذا يومنا قبل الأخير، ولم أرَهُ، مرّة أخرى انشغلْتُ جدًّا ببرنامج اليوم.
وفي المساء بالسابعة سألتُ عنه فأخبرَني إيميل أنّه غادر اليوم من ساعة، شعرتُ بالذنب قليلًا، أرْبَكْنا له يومًا، أو يوميْنِ من حياته العمليّة.
وبيومنا الأخير غادرْنا قبل التاسعة صباحًا حيث موعد الطائرة للعودة للشمال مرّة أخرى حيث أنتمي, ولم أرَهُ وبحثتُ عنه بكلّ مكان وأخبرَني إيميل أنّه أخذ إجازة اليوم, شعرْتُ بالذنب مرّة أخرى, حملْتُ حقائبي وأنا على أمل أنْ أراهُ قبلَ أنْ أُغادر ولكنْ لا أمل.
وفي اللحظة الأخيرة وكما يحدُث بالأفلام ظهر عم ملاك قائلًا: أنا أجازه النَّهارده تعبان شويّة ولكن لازم أسلِّم عليكِ قبل أن تُغادري رُبّما لا أراك مرّة أخرى, ولكنِّي مُمتنٌّ لكِ وللقدر, فأنا دائمًا رجلٌ محظوظ, وبالنسبة للفيلم سواء اتْعَرَض واتقدّم أم لا, لقد أعطَيْتِني فرصة أنا مُمتنٌّ لها، كانت تَجرِبة فريدة بالنسبة لي أعادتْ لي الحياة يا ابنتي… أحبَبْتُ لفظ ابنتي منهُ كثيرًا, كانت صادقة بطريقة تلمس القلب.
لم تُسعفْني الكلمات, ودَّعْتُه على أمل أنْ أراهُ مرّة أخرى, وكان عليّ اللحاق بالأتوبيس.
وبعد عودتنا للإسكندريّة مرّة أخرى قرَّرْنا ألّا نعرض الفيلم… عم ملاك أيضًا دبَّ الحياة في نفوسنا بشكلٍ أو بآخر. لم أنسَهُ ولم نتواصل بعد عودتي، غير أنّه اطمئنّ عليَّ ذات مرّة أنِّي أخيرًا في منزلي. سلامي لك يا مَلاك الخير أينما كنتَ… أتمنّى أنْ تكونَ الآن معَ حبيبَتكَ الأولى.
أعلم أنّه مرَّ عامٌ على ذلك ولكنِّي أكتُب هذه القصّة بتاريخ 11/3/2016 وهو تاريخ عودتي وانتهاء رحلتي شمال وجنوب 11/3/2015 مصادفة غريبة، والأغرب هو صُدور قرار اعتراف الكنيسة بالطلاق والزواج الثاني في مشروع قانون الأحوال الشخصيّة الجديد للمسيحيِّين.
تمّ توسيع أسباب بُطلان الزواج ليشمل الإدمان والإلحاد والأمراض التي يَستحيل معها إقامة علاقة زوجيّة وإذا دام الهجر بين الزوجين مدّة خمس سنوات، لا أتخيّل مدى سعادته، أتمَّ الخمسين من عمره رُبّما ليس محظوظًا بما يكفي ولكنْ رُبَّما استجاب الله لصلواتك وتحقَّقتْ المُعجزة، معجزة الأنبياء رُبّما لاسمك دلالة يا عم ملاك.

الثلاثاء، 15 مارس 2016

الـزيـارة انـتـهـت……مذكرات شابة في الأربعين …جزء21

أم شيماء بائعه الخضار ست طيبه  تعودت المرور عليها ذهاباً وإياباً ,كانت سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها طويلة القامة,يبدو عليها الصحة والعافية صوتها كان مميزا كنت اعشق صوتها وهي تروج لبضاعتها بكل فن , و كانت دائما تتكلم عن شيماء ابنتها قائلة:إبنتى شيماء في ثالثه اعداى وفرحها فور حصولها على الابتدائيه مباشرة , وأجهزها قد استطاعتى
فأخبرها بكل شفقه علي حالها :لازالت صغيرة , لما العجلة ؟؟
فترد ام  شيماء ،كان دائما ردها حاضرا بصراحه : من يصل السوق الفجر ليس كمن يصل الظهر ؟؟ يا آنسة البضاعه الحلوة بتتخطف من بدرى
 فكنت أسالها وماذا يعنى هذا  ؟
تقولي :وش القفص بيتخطف يا آنسه والي بيوصل بدري بيشيله اما السراده بقه……وتسكت لم تكمل الجملة مرة,دائما وفي كل مرة تتوقف عند هذا الحد, كانت كثيراً ما تضايقني بالحديث
كنت أضحك شفقه عليها كانت ست طيبة وتفكيرها محدود , المفاجأه عندما قررت زيارتها لأخبرها بموعد زفافى لم أجدها , وكانت غائبة من فترة ولكنى لم اسأل وعندما سألت علمت انها  سُجنت لأنها عجزت عن سداد  ديون تجهيزات فرح  شيماء
فقررت  أن أزورها في السجن ليس شماتة والله …
وبالسحن ,,,,
كيف الحال يا أم شيماء
أم شيماء بفرح يشوبة خجل:بخير الحمدلله نحمده علي كل حال, انا مكسوفه  يا آنسه.
أنا مثل أبنتك لما الخجل ؟؟
ام شيماء :واحسن والله, ولكنى ضايقتك كثيرا اعلم ذلك جيدا ولكن سامحينى كنت اتكلم بجهل,والصراحه آخر واحده توقعت تزورني, الكل نساني أصلا.
حبيت اخرجها من الاحراج الي هي في : ابدا كلامك عمره ما ضايقني خالص طمنينى عليكى اخبارك ؟
ام شيماء : كما ترين عجزت عن تسديد ديون تكاليف فرح ابنتى الباهظة وكانت نهايتى بالسجن .
لم يكن هناك داع لكل هذه الشكليات يا حجة بالنهايه هو طبق ومعلقه وكوبايه والباقى مركون .
 
ام شيماء: لست وحدى , الجميع يفعل ذلك , ما سيقتلنى حزنا ان ابنتى تشعر بالحرج من زيارتى  … وانهمرت دموعها , و انا اصلا انسجنت من أجلها  , اتمنى رؤيتها جدا اشتقت لها كثيرا سمعت انها انجبت نفسي اتمنى رؤيه حفيدي انا هنا من اجلهم ولكنهم قساة القلب .
اربت على كتفيها ربما قريبا يجمعك الله بهم لا احد يدرى .
ام شيماء: جففت دموعها , ونعمه بالله يا بنتي…. تعرفي انا احسن من غيري بكتير ربنا كبير اووي .
اه …. الحمد لله .
ام شيماء: أتعلمين هناك سيده تدعى ام نرجس معي مسجونة لنفس السبب جهاز ابنتها ,طلقها زوجها فور ان سمع ان حماته  دخلت السجن , وفشلت كل محاولات الصلح بينهم واقناعه بظروف المسكينة , ولم يعيد لها اشياءها ورفعت قضية ولكن احبال المحكام طويله  تضحك في سخريه مكمله  , وتزوج بآخرى لا احد يلوم الرجال ولكننا مدانون مسبقا بكل شئ , لا يدرك هؤلاء ما نفعله ومقدار التضحيات التى نقدمها من اجلهم 
أتسأل في تعجب :أهناك كثر بهذه الطريقه , اهناك من يفعل لبناته مثلكن كثير ؟؟
تحاول التحكم بدموعها : الغلابه كتير يا جميلة يا بنتي… تعرفي في واحد طلق مراته قبل الفرح بيومين عشان مكنتش جايبه حاجات كتير.
ابجد!! معقول !!! انه شخص تافهه ..
ام شيماء ضاحكه : اه والله فعلا دى حقيقه , أتصل بيها قالها فضحتونا ايه الي انتي جيباه دا ؟! .
وطلقها وهي مردتش ترجعله تاني, حبيت أشرف بنتي  وارفع راسها , ما انتي عارفه لازم عشرين عربيه عزال وطبل بلدي ومصاريف مالهاش أول من آخر وكل دا ليه؟! وعشان ايه يعني ؟! والله كله كلام فاضي يا بنتي ..
الزياره انتهت … صوت من بعيد ينبهني للانصراف….. أربت علي كتفها في حنان, لتأخذني بين أحضانها باكيه شاكره زيارتي لها,متمنيهةزيارتي لها مره آخرى .
كان نفسي اقولها اني اتخطبت وفرحي قريب ,وان في واحد رضي بالسراده .. وان ليس كل من يصل السوق متأخرا بيندم , كل تأخيره وفيها خيره دايما ,بس الموقف كان صعب ومن فرحتها بزيارتي ليها لم تساأنى عن  سبب الزيارة ولم اخبرها ايضا  …
كلنا في الدنيا زوار قبل ان نجرح الآخرين علينا ان نتذكر ان لكل منا موعد للزياره ..
بناتي بتأثر : معقول يا امى !!!
ارد عليهن: انعم و أكثر كمان
يتسائلن :طب بالنسبة لشيماء الم تعرف زوجها جيدا قبل الزواج ؟؟؟ فترة الخطوبة لم تكن كافية ؟؟
لا يا بنات نسيت اقولكم علي حاجة مهمة .
يردن بإهتمام : ماذا  يا ماما ؟!
قبل الزواج شئ وبعد الزواج شئ آخر  .
يرددن مرة اخري يعني اية ؟؟ وهنا ترتسم الكثير من علامات الاستفهام علي وجوههن .
لأفسر لهن :في دراسة مقارنة بين الزواج الغربي المبني علي التعارف والحب,والزواج التقليدي الذي يخطب فيه اهل الفتى الفتاة التي تروق لهم ويظنونها انسب لإبنهم ,دون أن يعرفها الفتى مسبقا,وكانت النتيجة متساوية في كلا الحالتين , سواء تعارفا الاول ومن ثم تزوجا أو تزوجا الاول , لم يعرف الشريك شريكه علي حقيقتة الا بعد ان أغلق عليهما باب الزوجية.
آروه بكل تعصب: دا اسمة خداع و كذب .
اعلق لاصحح المفاهيم : إسمه قلاع وأقنعه وليس خداع يخشى كل طرف إظهار عيوبة للطرف الآخر حتي لا يخسرة ,إنه تجمل وليس كذبا.
أيتن مقاطعه: الم تعرفى والدنا جيدا قبل الزواج ؟؟
بالطبع لا , بالخطوبة كنت اراه مرة كل اسبوع , كيف سأتعرف عليه جيدا , بعد الزواج هو امامى ليل ونهار لا مفر , ولا شئ يمكنه ان يخفيه عنىي
ولكنى احببت عيوبة فدام زواجنا هو ايضا احب عيوبى واحتواني باوقات الشدة  , أبحثوا دائما عن الرجل الذى يحتوى عيوبكن يا بنات ووليس من يحب تجملكن .
وبالنسبه لام شيماء عندما اخبرت زوجى وعائلتى ما حدث تطوع ابى وعائلتى وساهم زوجى وسددنا ديونها وساعدناها تخرج من السجن …….
يرتمين بحضنى مهللين : كم انتِ رائعه يا امى وقلبك طيب ….
وماذا عن زواجك الاول يا أمى الم تعرفيه جيداً ؟؟؟
تبع ..

حكايه ملاك الجزء الثانى




توصّلْنا إلى أنّ أيّ فتاة يُمكنها تنفيذ الدور وأنا سأقوم بدور الصحفيّ و يتبقّى لنا دور الرجل البطل الأساسيّ، وهو رجل له مواصفات خاصّة، هندام مُمتلئ وقور؛ لأنّها شخصيّة عالِم, بسِنٍّ مُعيّن يتجاوز الخمسين.
دفعَني إبراهيم لإقناع الأستاذ جمال حسني المسؤول الأوّل عن شمال وجنوب، فرفض بالطبع ولم أتوقّع منه أنْ يُوافق، ولكنّه أخذَ القصّة وقرأها مشكورًا، وقدَّم لي بعض النصائح والتعديلات، وفي حقيقة الأمر حتّى هو لم يكُن البطل المُناسب.
يبدو أنْ لا أملَ لتنفيذ القصّة كفيلم قَصير فحتّى أقلّ المتاح لا يُجدي. نزلتُ للاستقبال، جلستُ أتأمّل النِّيل ولحظات الغروب كنتُ أعشقها ولم تفتْني أبدًا.
وغابتِ الشمس، وجلستُ معَ أصدقائي نتبادل الأحاديث إلى أنْ مَرَّ أمامي عم ملاك…
عم ملاك، عم ملاك. لمعتِ الفكرة لثوانٍ بعقلي ولم أتردَّد بسرعة البرق وقبل أنْ يختفيَ مرّة أخرى نادَيْتُ عليه بصوتٍ عالٍ: عم ملاك، عم ملاك.
أهلًا يا أستاذة.
أنا إسراء بس.
ابتسمَ لي قائلًا: تعالي معايَ يا إسراء بس المكتب، عندي شغل ونتكلم.
في الطريق لمكتبه يَسير أمامي وأسير وراءَه فباغتُّه قائلةً: عم ملاك نُريد منكَ أنْ تقوم بدور البطولة في فيلمٍ قصير لا أعلم إنْ كان لك بالتمثيل أم لا؟؟ ولكنَّ اللوكيشن الخاصّ بالسفينة رائع وألهمَ المخرج وألهمَني إمكانيّة تنفيذ القصّة هنا.
استدارَ لي وتوقَّف عم ملاك للحظات يتأمَّلُني ثمَّ قال: موافق… أين القصّة؟
كانتْ بيدي ثلاث ورقات أعطيْتُها له.
كنّا قد وصلْنا لباب مكتبه فاستأذنْتُه أنْ أدعه يقرأها دون وجودي، وسأنتظرُه بغرفة الاجتماعات بالسفينة المكان الوحيد الذي لنْ أجدَ أحدًا فيه، حال أنّه وافقَ على تمثيل الدور وأراد مناقشتي.
أعطَيْتُه القصَّة وصعدتُ درجات السلّم لغرفة الاجتماعات، كانَ سيأتي أنا أعرف ذلك.
تأخّر عم ملاك وأنا لا أعشق الانتظار, فنزلتُ له مرّة أخرى, فوجدْتُه على السلَّم مُمسكًا الورق بيديْه ويَبكي بحرارة.
فهرعتُ إليه: خير يا عم ملاك؟؟
مسحَ دموعه وتأمَّلني قليلًا وهدأَ: إسراء، قصّة لم يكن اختياري حقيقة, حدثتْ بالفعل, لم تكتبيها مِن خيالك؟؟
أخبرتُه رُبّما، ولكنْ لم أفهم سرَّ بُكائك.
عم ملاك: دعينا نجلس بغرفة الاجتماعات.
صعدَ أمامي لغرفة الاجتماعات ودخَلْنا وأغلَقْنا الباب… قلتُ في نفسي: وراءَه قصّة كما أيقنْتُ مِن نظرات عيونه أوّل مرة.
جلستُ بجانبه أستمع إليه ولم أفتحْ فمي بكلمة أو أبدأ بسؤاله.
عم ملاك والدموع تنهمرُ مِن عينيْه: لقد كُنتُ شابًّا وسيمًا لعوبًا، لا أُصلِّي ولا أذهبُ للكنيسة ودائمًا كنتُ أعترض على ما يدور بالكنيسة. كانُوا لا يُحبُّونَ وجودي ولا أنا أيضًا أُحبُّ التواجد بينهم. الكهنة بالصعيد لا يَقبلُونَ النقاش ويتمتّعون بكلّ شدَّة وحزم.
كنتُ مهندسًا خِرِّيجًا، شابًّا في مُقتَبل عمري، أحببْتُ فتاة فاتنة الجمال, وكُنتُ كلَّ يوم معَ فتاة لا أكترِثُ للحياة ولا للعادات والتقاليد، ولكنَّ فتاتي تركتْني وتزوَّجتْ بِغيري، أشعَرَني ذلك بالإهانة كثيرًا، ولكنَّ مُحاولاتي كلَّها باءتْ بالفشل مَعَها وتزوَّجتْ فلم ينصحْها الآباء مِن الكنيسة بالزواج منِّي وأبعدُوها عنِّي.
رغم أنِّي صالح ولكنْ -كما أخبرْتُكِ- الآباء قُساة، حاولْتُ أنْ أُواظِبَ على الصلاة وأتردّد على الكنيسة كي يُقنعُوها بي ولكنْ دون جدوى، وتزوَّجَتْ، فتركْتُ أسوان مدينتي وذهبتُ للقاهرة وبحثتُ عن عمل، فأنا مهندس اتِّصالات ووجدتُ عملًا, ولكنَّ خسارتي لِحَبيبتي جعلَتْني أكثر حِكمةً وهدوءًا.
النجاح في عملي يزداد فسافرْتُ منحةً للخارج وكنتُ بعيدًا عن التديُّن، لم ترُقْ لي حياة المُتديِّنين, وعُدتُ ولكنِّي عُدتُ هذه المرّة إلى أسوان حبيبتي بلدي.
علمْتُ أنّ حبيبتي هجرَتْ زوجَها وحدثَ بينهم خلافات ولكنَّ الكنيسة لا تُبيحُ الطلاق فانفَصلا شكلِيًّا لا رَسمِيًّا، هذا هو المُتديِّن رقيق القلب الذي نصحَها به الكهنة.
لم أطلُبْ مُقابَلَتها ولكنَّ أمِّي أخبرتْني أنّها كانتْ تَودُّها دائمًا بغيابي، ولمّا علمتْ بعودتي استأذنتْ لرؤيتي، كنتُ مُتشوِّقًا لرُؤيتها أكثر مِنها ولكنِّي لم أُفْصِحْ.
أصبَحَتْ عجوزًا وكأنّه مرَّ عليها (50) سنة، لم تعُدْ جميلة كما كانتْ، عامُ زواجٍ مِن رجلٍ لا تُحبُّه أصابها بالهَرَم وأصابني أنا أيضًا.
لم نتكلَّمْ كثيرًا عيونُنا هي مَن تحدَّثتْ، وكانتْ آخر مرّة رأيتُها بها، لم نتقابلْ إلى الآن وقد مَرَّ على ذلك الآن (35) سنة.
وهُنا بَرقَتْ عيناي وفتحتُ فمي ذُهولًا وانتقلتُ مِن موضعي وجلستُ أمامه، وكانَ لا يَزال يَبكي ويذرف دُموعًا ولم يُخْفِها عنِّي هذه المرّة.
أَتعلمينَ يا ابنتي أنِّي تَمنَّيْتُ أنْ أبكيَ منذ (35) سنةً ولكنِّي لم أكنْ أمتلكُ الدموع حينها، حتّى وأنا بينَ أيدي الكهنة بجَلَسات الاعتراف، لم أبكِ، يبدو أنِّي بين يَدَيْ قِدِّيسة الآن.
ابتسمتُ: الإنسانيّة دين يا عم ملاك.
هو: نعم معكِ حقّ.
وهُنا دخلَ الأصدقاء للقاعة، أصدقاء المشروع، فريق عمل الفيلم القصير (لم يكُنِ اختياري) مُهلِّلينَ: أين أنتِ؟ لقد فتَّشْنا عنكِ في كلِّ مكان حتّى تليفونك لا تُجبينَ عليه.
وهُنا تذكَّرتُ أنِّي لا أملكُ هاتفي ولا حقيبتي، لم أرتبكْ، فقد أخبرْتُهم بعيوني أنِّي أجلس معَ عم ملاك وربع ساعة ونتقابل جميعًا باللوبي.
لم أشأْ أنْ أُحرجَه، أُريده أنْ يُكمل قصَّته بأمان، ولكنَّه كان أكثرَ لُطفًا، دعاهم للحضور ومسحَ دموعه وأكملَ وكأنّه لا يراهم.
مُستكمِلًا عم ملاك: قرَّرْتُ حينَها أنْ أتزوّج كي تنساني حبيبتي السابقة، ولا تُفكِّر بي مُطلقًا. قرَّرْتُ الزواج مِن أجلها، وضعتُ قلبي بالرَّفِّ الأعلى لمكتبتي بجوار الكتب وبحثتُ عن زوجة بعقلي “الزواج عيشة أمّا الحبّ مزاج” أدركتُ ذلك.
أنا: أتعرِفُ مَن قائل هذه المقولة؟؟
فَضَحِكَ، مَن؟ إنّها معروفة.
أنا: إحسان عبد القُدُّوس في رواية “الطريق المَسدود”، تعرف أنِّي كتبتُ رواية كاملةً اسمها “مِن مُذكّرات شابّة بالأربعين” حول هذه الجُملة.
وسألَني وقتها إنْ كانتْ نُشِرَتْ أم لا، فأخبرْتُه أنّها لم تُنشَرْ بعد، وهي الآن أصبحتْ مَنشورةً، مرَّ عامٌ على ذلك اللقاء، الكثير مِن الأمور حدَثَتْ.
عم ملاك يُكمِلُ حديثه: وجدتُ زوجةً مناسبة، كنتُ حينها بعمر الثلاثين، نَصَحَها الكهنة أيضًا بالابتعاد عنِّي، وكانتْ طيِّبةً جِدًّا ورَزينة، ولم تَستَمعْ لهم. أحبَّتْني وأخبَرَتْني أنّها ستسمع كلام قلبها هذه المرّة.
بَرَقَتْ عيوني ووعَدْتُها أنّها لن تندَمَ وحافظتُ عليها وأَحْبَبْتُها… أحبَبْتُها جِدًّا أكثر مِن حبيبتي التي نَدِمْتُ عليها، حافظَتْ على بيتي وأموالي، كانتْ زوجةً بكلِّ ما تَعنيه الكلمة.
وأَنْجَبْنا ابنتنا الأولى ” أنجل… أنجل ملاك” وكُنّا في غاية السعادة، طبيعة عملي تطلَّبتْ مِنِّي السفر والغياب عن المنزل لأوقات طويلة، كانتْ ترعى أمِّي وتُحِبُّها، وأُمِّي أيضًا أَحَبَّتْها.
وبعدما أنجبَتْ ابنتنا الثانية “مريم” أُصيبَتْ بالهزال والمرض، تركْتُ عملي ولازمْتُها، ليس لأنِّي وعَدْتُها بذلك يومًا, ولكنْ لأنّها كانتْ تستحقُّ حياتي, عاشَرَتْني بالمعروف وراعَتْني في غيابي, الجميعُ أَحَبَّها, لم تكُنْ فاتنة الجمال ولكنْ كان لها روحٌ غاية في الروعة.
بَدَأَتْ دُمُوعي تنهمر وسألْتُه: أهي مُتوفِّية الآن؟
تحرَّك كتفاهُ مِن البُكاء وارتفعَ صوت حُزنه: نعم، ماتَتْ بعد زواجٍ دامَ خمسَ سنوات، أُصيبَتْ بالسرطان وكان في مرحلة مُتأخِّرة بعد الولادة الثانية، كنتُ على أتَمِّ استعداد لإرسالها للعلاج بالخارج, ولكنْ لم تُسْعِفْني الحياة لأُعَبِّرَ لها عن حُبِّي وامتناني لكونها بحياتي.
ظَنَنْتُ أنَّ القصَّةَ انتهَتْ بِمَوتها, أَبْلَغْتُه بالغَ أسفي لذلك, ولكنَّه أكملَ قائلًا: كُنتُ أعتقدُ مثلَكِ أنَّ هذا الجُزء هو الأسوأ في حياتي.
يتبع…