الأربعاء، 20 يناير 2016

الجزء الخامس مثير للضحك


في أحد الأيّام الهادئة… وفي أثناء عودتي إلى المنزل, لَفَتَ نظري مَحَلٌّ لِبَيع النظارات الشمسيّة, دَخَلْتُ إلى المَحَلِّ لِكي أقتَنِيَ واحدةً وَتَبِعَتْنِي فَوْرَ دُخُولي سيِّدةٌ شِيك يَظهَرُ عليها الرُّقُيُّ، تَبْحَثُ عنْ أغلى النظارات, وأَعْتَقدُ أنَّ صاحب المَحَلِّ كانَ يَعْرِفُها مِن ترحابه الشديد بها, الْتَفَتَتْ قائلةً: مُمكن تساعديني أجد نظارة تناسبني؟
الْتَفَتُّ لها مُبتَسمةً قائلةً: أووي أووي طبعًا.
ظَلَّتْ تَبْحَثُ عن أغلى النظارات حتّى احتارَ البائع وقد مَلَلْتُ مِنْها أيضًا, إلّا أنّها اختارَتْ نظارَةً أخيرًا, وَسَأَلَتْنِي وهي تَدْفَعُ الحِساب: أنتِ دخلتِ قلبي وحبيِّتك، أنتِ مخطوبة؟
أخْبَرْتُها وكنتُ بطريقي للخُروج مِن المحلِّ بعد أنْ أصابَتْنِي بالمَلَلِ ولم أشترِ لنفسي شيئًا مبتسمةً وفي عَجَلَةٍ مِن أمري: لا.
رَدَّتْ فورًا: كويِّس، أنا الدكتورة رانيا المهدي دكتورة أمراض جِلديّة.
في عدمِ اهتمامٍ قُلْتُ لها: أهلًا وسهلًا.
قالَتْ: أَبْحَثُ عن عروسٍ لأخي، إنّه مُحاسِبٌ بوزارة الماليّة, وبصراحة أَحْبَبْتك ودخلتِ قلبي؟
كُنْتُ بانتظار تاكسي ولم أُعِرْ كلامَها أيَّ اهتمام فابْتَسَمْتُ قائِلَةً: نعم !
رانيا المهدي بكلِّ هُدُوء وَبُرُود: لا تتعجَّبي، نحنُ على أَتَمِّ استعداد لِكُلِّ طلباتك وسندخُلُ البيت مِن بابه؛ لأنّنا نُحِبُّ الأُصُول، وبعدين بقولّك شَغّال في وزارة الماليّة يعني مُرَتَّبْ كويِّس وشقّة وعربيّة، حياة مستوى مختلف, ثانيًا لن أرضى لكِ شيئًا سيِّئًا .
رَدَدَتْ عليها: أنتِ لا تعرفينني مِن الأساس، ابحثي لأخيك عن أخرى ترضى .
رانيا المهدي: أنتِ حُرَّة، براحتك، ستخسرين عريسًا فرصة, فقط شعرت بالراحة تجاهك.
-واضح إنّك بترتاحي لأيِّ حدّ.
رانيا المهدي: يا حبيبتي سندخل البيت من بابه، افهمي .
أَضْحَكُ مُقَهْقِهَةً: هو أيّ حدّ أعرفه من الشارع أدَخَّلُه بيتنا؟
رانيا المهدي: أنتِ يعني لاقيه حتّى، في أزمة عرسان اليُومِين دُوول.
وإنْ شاءَ الله أخوكِ هَيْحِلّ الأزمة؟ روحي ربِّنا يسهّلك، سلام .
تُغَمْغِمُ السَّيِّدة: براحتِك، أنتِ اللي خسرانة.

وانصرَفْتُ وَعُدْتُ لِمَنزلي أَقُصُّ لأمّي ما حَدَثَ لِتَلُومَنِي كالعادة على ضياع الفُرصة وعدم تقديري الجيِّد للأُمُور… إلخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق