الاثنين، 25 يناير 2016

النوبى و يوم عمل جديد

في رحله جديدة من رحلاتي في فيافي وقفار مطروح وكعادتي في مراقبة الناس عن بعد والتمعن في حركات وجوههم وايديهم وانفعلاتهم وسكونهم وبداية نسج قصص عنهم بنهايات مفتوحة.. بدأت طقوس ركوب القطار... وهي اختيار كرسي بعيد في اخر العربة بجانب الشباك (ان وجد) وبعيدا عن مرمي قذائف الحجارة المتتالية والاسرع من الصوت...ربع ساعة من السكون ثم قراءة قراّن ثم انتظار مرور بائع الشاي ليصب لي شاي ساخن في كوب من البلاستيك معاد التدوير (ومهما الوم نفسي علي هذه الفعلة الا انني اعود بالظبط مثل شارب الخمر مهما كان ندمة الا انه ببساطة يعود) وما ان يصب لي الكوب ويرفع التانك علي كتفه يقوم برفع حاجبه مع التانك ليقول لي:بجنية ونوص يابن بلدي... اشربه بتمزج وابتدي هوايتي ...لفت انتباهي شابين احدهما صعيدي اسمر استطعت بسهوله ان اعرف محافظته ومن اي مركز( عادة اكتسبتها بحكم الارث الريفي المهتم بقبليته وداره_عيلته_ عادة تصنيفية مقيته) والاخر شاب صعير السن فلاح بندري ..ايضا من السهل التفريق بين الريفي والبندري ...لكن ليس هذا هو المهم المهم وما شد انتباهي هو جبل الكتب.... حقيبة كبيرة من الكتب والقصص القديمة يستند عليها الشاب القناوي وهو في معرض حديثه مع الاخر ومازاد من انتباهي بقوة هي طريقة القناوي الشيقة في الحديث والسرد والحكي مع الشاب المنصوري ...استطعت ان الحق بهم في عن بعد بقصص من الف ليله وليله زي الملك العامل والصرصار والنمله ... لم استطع ان امنع نفسي _ المرادي الوضع اختلف_ قمت وجلست وسطهم ..لم اسألهم عن اسمائهم _مش مهم _مايهمني هي الحكاية والعبرة ...اخدنا الكلام والحكاوي من قصص وحكايات ...زمان والان....مشاريع وافكار ..لحال الدنيا والنهايات...قررت اخد معاهم صورة وانزل محطتي ..وانا مستكيف وبقول لنفسي: ساعات تجيلك اشارات تقولك انك مهما اتمرمطت شوية هتلاقي ناس متمرطة شويتين ...ماهما شدك الزمن لورا ماتنساش ان عنيك مخلوقة قدام في وشك مش قفااك ..ماتنساش هواياتك والحاجات اللي بتحبها مهما حصل ..ماتشاركهاش مع حد يهيفهالك و هيحطلك فيها قنبلة H2S ...هايجيلها يوم وتطلع للنور...والسفر بين الناس احسن من سكون وسواس .......ودمتم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق