السبت، 23 يناير 2016

دموع حضرة الضابط

أنطلق آذان المغرب بكل مكان بوسط البلد تحديدا ميدان رمسيس , يهز أرجاء المدينىه , و الكل منشغل لم يلحظ أحد .وهكذا انا ايضا لم يتسنى لى سماع الآذان من أصوات الباعه الجائلين و ضوضاء الميكروباصات وهتفافات البعض الآخر .... بأى حال  كان على أن أستقل الميكروباص الي الموقف , بعد جوله طويله بمدن القناة , لم تكن المرة الاولى لى التى ازور فيها مدن القناه ولكن هذه الزيارة كانت مختلفه ... كانت المدن هذه المرة كئيبه يسودها الظلام تشعرك بالبرود وكأن لا حياة فيها ... أستقليت الميكروباص  أصر السائق ان ادفع ثمن كرسين , لان عربته جديده وغير كل العربات الموجوده  .... الجميع وافق على ذلك وبالطبع رفضت انا ونزلت ...    كانت العربه الاخيرة و الظلام يعم ومحافظتى تبعد ثلاث ساعات , وبدأت أشعر بالقلق وبعد لحظات أتى ميكروباص آخر و بدأ الركاب بالصعود ......جلس ورائي رجل يبدو بالستين من عمرة أصر ان يعطينى الاجرة لأحاسب له لانى ينسي فوافقت بلطف بدا كجدى   كان ينقصنا راكب وبالقطع لن يتحرك الميكروباص قبل ان يكتمل, وأثناء تفكيرى بان أدفع ضعف أجرة لراكبين ....أتى ضابط جيش متألق في حلته ومعه حقائب يبدوا انه أعدها بسرعه من عدم ترتبيها    
 الكرسي الناقص كان بجانبى ساعدته بوضع حقائبه وشكرنى بكل  لطف و أدب جم وهنا لاحظت انه شديد الحزن و كأن الارض لا تسعه حزناً   
 كنت سأنطق بكل فضول خير يا حضرة الضابط مالك ؟؟
 ولكنى تراجعت و فضلت عدم إرضاء فضولى فأنا بالاخير لا أعرفه  
  ولكن ظل الفضول يداعب رأسي بالكثير من الاسئله , أحسست أن الهم جلس بجانبى.   
 ونظرت من الشباك وسرحت بمنظر الباعه الجائلين المنتشرين بوسط البلد وزحمه الطريق  
  وأستفقت من شرودى على صوت الرجل العجوز الذى يجلس ورائي يحدث الضابط بجانبى " مالك يا حضرة الضابط ؟؟؟    وهنا وفجأة وبدون مقدمات ألتفت سريعا للضابط فكان يثير فضولى , فوجدته يمسح دموعه المنهمرة و قد أحمرت عيناة من البكاء و كأنه كان يبكى لاسبوعا ... لاتسعه الارض حزنا كما تكهنت  
  لم يستطع تجفيف دموعه المنهمرة فأعطيته منديلا فأخذة منى دون أن يلتفت لى قائلا للعجوز : زعلان على أصحابى الي بيموتوا يا حج 
ربت العجوز على كتفيه بحنان جم  قائلا " ربنا كبير يا بنى هون عليك "    أغمض الضابط عينيه و كأنه يتذكر قائلاً " أنا نازل جنازة زمايلى "  
  ليس من السهل بكاء الرجل ولكنه كان يحمل أكثر مما يطيق   
 أبتسم العجوز له وابلغه تعازيه وقد فعل كل من بالسيارة   
ولكنى لم أنطق بشئ كنت أستمع للحوار بتأثر لم تسعفنى الكلامات حينها  لينبهنى الضابط بكل لطف ان علي النزول فقد وصلنا.  
   ساعدته بحقائبه كان يبدوا تائهاً وشكرنى بكل إحترام ... ولكن لا أعلم لماذ آلمنى شكرة بتلك المرة ولم تسعفنى الكلامات أيضا لأرد    25/10/2014    رمسيس   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق