الأحد، 13 مارس 2016

اخيرا وجدت رجل اسعدني وجوده في حياتي …الجزء الثامن عشر

وفي المساء ,,
أبي في المكتبه الخاصه ببيتنا يرتبها وينظفها كالعاده … بابا إنت مشغول ؟
ينظر إلي نظره  لا أفهمها قائلا : قربي ساعديني …
حاضر يا بابا … اساعده،  كانت لدينا مكتبه جميله كنت اعشق ترتيبها وقضاء ساعات وسط الكتب لأنظفها لأبي … أبي كان رجلا بسيطا ولكنه كان مثقفا .
ابي: اعتقد انك رجعتي المرجع لوليد النهارده مش كده ؟
ابي اني لا افهمك (في سري) ,اه رجعته النهارده .
ابي : نشيط ومجتهد اووي وليد, الولد دا له مستقبل .
ارد بعفويه : اه فعلا دماغه حلوه اووي ….
ابي بإبتسامه لا أفهما أيضا : وإيه كمان ؟
ايه  يا بابا؟!!
ابي : قارئ الكلام في عنيكِ مش محتاجه تتكلمي ,هو ناوي يقابلني امته ؟
أبتسم في خجل  ليضمني ابي قائلا : أنتي ناسيه إنك بنتي …
بيقول هيجي بكرة بعد العصر
ابي في فرح  :ولد محظوظ اووي, يا بخته  وانا بإنتظارة..
لا اتذكر متي غفيت جفوني في هذه اليله كنت سعيده للغايه ,لم أصدق نفسي أيضا , كنت سعيده اني وجدت رجل اسعدني بعد كل هذا العناء,اكثر شعور روادني رعباً هو أن أقضي القادم من عمري وحيدة ,الشعور دا كان يقتلني كنت خائفة جدا  ,
“محدش كان حاسس بي علي الاطلاق, مكنتش نفسي لوقت طويل,بس كنت مطمنه اووي مع وليد عرفت انه نصيبي.
مفيش بنت مش نفسها تتجوز ولا تكون ام … بس قرار صعب واختيار اصعب….. اصعب قرار اخذته بحياتي, كنت خايفه اوي اندم,بس كان في احساس غريب مكنتش فهماه ,مجرد ما كنت بشوف وليد كنت أشعر بالامان والاطمئنان ,لم أتوقع أن يمنحني رجل مثل هذا الشعور..كان فتي مميز أسر أنفاسي جعلني أغير تفكيري أغير حياتي .. حبيت اكون معاه لآخر يوم بعمري..
وسرحت بخيالي لأتذكر كل ما مررت به.. وبكت عيوني لاأعلم فرحا أم حزنا  ,ولكني تناسيت كل شئ بمجرد رؤيتي لوليد في اليوم التالي “
………
ابي: منور ياوليد يا إبني ..
وليد : الله يخليك يا عمي,بعتذر عن التأخير,جميله لم تقل لي علي العنوان ولفيت كتير
ابي : المهم إنك وصلت بالسلامه .
وليد : الله يسلمك يا عمي,انا طبعا جيت لوحدي لأني مكنتش أعرف البيت وحبيت حضرتك تشوفني الاول .
ابي : اهلا بيك يا بني
وليد: انا معيد بالكليه زميل جميلة و……..
يقاطعه أبي : إهدئ..إهدئ أنت مستعجل علي أيه ؟خد راحتك وأشرب حاجه الاول, يا جميلة … جميلة الحاجة الساقعة يا بنتي .
أدخل أنا وأمي وأحمل صينيه العصير…. تلقي أمي التحية عليه…. ويتناول العصير وتجلس العائله لتبادل الاحاديث والدي رجل ذكي أراد التخفيف من حده التوتر لديه .
أما أمي كانت معجبه به هى الاخري ,هي كانت عاوزه تفرح قائله :أخيرا هتفرحي قلبي,لو إني كان نفسي أفرح بدري عن كده بس يالا كل شئ نصيب ..
وليد : عمي, امممممم………….
يقاطعه أبي: نقدر نشوف عائلتك الاسبوع القادم مش كده ؟
وليد في حماس : اه اه اه .. طبعا
………………………..
تحضر عائله وليد امه وابيه , كانو ناس كويسين واتفقت العائلتان… امي كانت في غايه السعاده وكذلك ابي … وانا ايضا.
وجلست انا ووليد نتبادل الاحاديث بمفردنا
وليد: بباكي طيب قوي
اه فعلا هو طيب
وليد :والست الوالده برضه ربنا يخليها
امي .. دي ست طيبه جدا
وليد : بالمناسبه معرفش انك بتكتبي شعر, عجبني ردك متشكر قووي ..
أبتسم قائلة : أخبرني لماذا أنت حاضر فقط حين أغيب عن وعي ؟!
وليد مبتسما بعيون لامعه : لن أغيب عن خيالك ولا حاضرك سأكون بجانبك في كل لحظة , كنت حابب اتكلم معاكي في شويه تفاصيل.
أرد بخجل : اتفضل
وليد:انا لسه في بدايه حياتي وامكاناتي بسيطه و……
أدركت ما يرمي اليه اقاطعه :انا مش حابه ارهق اهلي بمصاريف الزواج الغاليه والشكليات الكتير الي مالهاش لازمه , حابب تبدء حياتك بسيطه معايا ؟؟؟
وليد يشعر بالاسترخاء قليلا: انت خلصتيني من الاحراج الي كنت فيه وأتمني متفهمنيش غلط ,جميله انا مستعد ابدء حياتي بسيطه واوعدك هنكبر سوا وحياتنا هتكون مريحه لينا ولاولادنا.
ابتسم في خجل: وأنا معاك من البدايه إلي النهاية .. هكون جنبك علي طول .
وليد : انا اكيد راجل محظوظ …
……………………………..
اجتماع عائلي موسع
ابي يجب ان نتناقش  ….. انا في شغف ولهفه وعيون لامعهة
ابي :طبعا , خير في إيه ؟؟ هو مش دا إختيارك .. عاوزه إيه تاني؟ وبعدين باين عليه محترم وابن حلال.
امي : وهي متعقدتش الدنيا ليه ؟؟
أصبروا شويه … إحنا إتفقنا علي مواصفات معينه وكنت حابه أتناقش معاكوا ونراجع ما حددناه مسبقا .. ليس إلا ..
امي : انتي يا بت فاضيه , امشي من قدامي  …
يعني عاجبك يا امي , دا الزوج إلي ترضيه لإبنتك ؟
امي مقبله جبيني : ربنا يسعدك يا بنتي , انا كل همي اشوفك سعيده وفرحانه …
وانتي يا بابا إيه رايك ؟ لقيت فيه المواصفات الي كنت عاوزها في زوج ابنتك ؟
ابي : تقريبا … ربنا يسعدك ويفرح قلبك ,هو عجبني بس مفيش مانع ندرسه اكتر, بس مبدئيا هو كويس .
وبعد رضا عائلتي,وفي أقل من شهر إشترينا الذهب و كنت مبسوطه في ناس كانت تنظر للذهب علي أنه ضمانة للزوجة , وآخرين يفخرون بشراء الذهب … إلا إني كنت مأمناه علي نفسي .
أو هكذا توهمت, لم تدم فترة الخطوبة كثيراً ظننت أني أخترت صح , ظننت أني أعرف شريكي الآخر معرفة تخول لي  الارتباط به للأبد إلا أن قبل الزواج شئ وبعد الزواج شئ آخر , وهو الامر الذي لم أضعة بإعتباري أو أفكر به ولم يلفت نظري اليه أي شخص من الكبار أصحاب الخبرات الكثيرة , فقد كان كل شغلهم الشاغل إن أتزوج … أتزوج فقط , كوني بكر يهذا السن المتأخر كان يشكل لمجتمعي مشكلة , كوني بنت أعاقني كثيراً ….. وتزوجت ولم أضع الكثير بالاعتبار ………….
بعد الزواج  تفاجأت  به شريك متكبر … متكلف لم تروق لي المشاعر التي يمنحني إياها يعتبر أن حبي له وزواجه تكلفة باهظة الثمن ,بالرغم من إني لم أكلفة شيئاً يوم ما, وقررنا الطلاق وكان قرار صائب .
وهنا أصابني الاحباط وأدركت أن الزواج ليس مجرد مواصفات نضعها وننتظرها بل نصيب وقرار …. الزواج ليس حسبة
لم أتردد بقرار طلاقي, ولم أهنأ من أمي لحظة بعدها فقد قاطعتني للأبد وبدأت أفكر جدياً بالانفصال عن عائلتي و الاستقلال بحياتي إلا إني لم تروقني نظرات المجتمع لفتاه تفكر بهذه الطريقه وكأنه جُرم أو ذنب كبير .
و لاحظت شئ غريب بمجتمعنا الشرقي أن الرجل إذا أسأء للمرأة بأي طريقه المجتمع يغفر له ويجبرها علي ذلك أيضاً ,من باب الحب او الخوف عليكي كإمرأة, أما إذا حدث العكس نصحه الجميع بالزواج عليها , وبالاخير يجب علي المرأة الانصياع لرغبة الرجل إرضاءاً له ولمجتمعه وكله بإسم الحب ……. وبعد ما كنت عانس بالعشرين أصبحت مُطلقه بالعشرين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق