الثلاثاء، 15 مارس 2016

الـزيـارة انـتـهـت……مذكرات شابة في الأربعين …جزء21

أم شيماء بائعه الخضار ست طيبه  تعودت المرور عليها ذهاباً وإياباً ,كانت سيدة في الخامسة والثلاثين من عمرها طويلة القامة,يبدو عليها الصحة والعافية صوتها كان مميزا كنت اعشق صوتها وهي تروج لبضاعتها بكل فن , و كانت دائما تتكلم عن شيماء ابنتها قائلة:إبنتى شيماء في ثالثه اعداى وفرحها فور حصولها على الابتدائيه مباشرة , وأجهزها قد استطاعتى
فأخبرها بكل شفقه علي حالها :لازالت صغيرة , لما العجلة ؟؟
فترد ام  شيماء ،كان دائما ردها حاضرا بصراحه : من يصل السوق الفجر ليس كمن يصل الظهر ؟؟ يا آنسة البضاعه الحلوة بتتخطف من بدرى
 فكنت أسالها وماذا يعنى هذا  ؟
تقولي :وش القفص بيتخطف يا آنسه والي بيوصل بدري بيشيله اما السراده بقه……وتسكت لم تكمل الجملة مرة,دائما وفي كل مرة تتوقف عند هذا الحد, كانت كثيراً ما تضايقني بالحديث
كنت أضحك شفقه عليها كانت ست طيبة وتفكيرها محدود , المفاجأه عندما قررت زيارتها لأخبرها بموعد زفافى لم أجدها , وكانت غائبة من فترة ولكنى لم اسأل وعندما سألت علمت انها  سُجنت لأنها عجزت عن سداد  ديون تجهيزات فرح  شيماء
فقررت  أن أزورها في السجن ليس شماتة والله …
وبالسحن ,,,,
كيف الحال يا أم شيماء
أم شيماء بفرح يشوبة خجل:بخير الحمدلله نحمده علي كل حال, انا مكسوفه  يا آنسه.
أنا مثل أبنتك لما الخجل ؟؟
ام شيماء :واحسن والله, ولكنى ضايقتك كثيرا اعلم ذلك جيدا ولكن سامحينى كنت اتكلم بجهل,والصراحه آخر واحده توقعت تزورني, الكل نساني أصلا.
حبيت اخرجها من الاحراج الي هي في : ابدا كلامك عمره ما ضايقني خالص طمنينى عليكى اخبارك ؟
ام شيماء : كما ترين عجزت عن تسديد ديون تكاليف فرح ابنتى الباهظة وكانت نهايتى بالسجن .
لم يكن هناك داع لكل هذه الشكليات يا حجة بالنهايه هو طبق ومعلقه وكوبايه والباقى مركون .
 
ام شيماء: لست وحدى , الجميع يفعل ذلك , ما سيقتلنى حزنا ان ابنتى تشعر بالحرج من زيارتى  … وانهمرت دموعها , و انا اصلا انسجنت من أجلها  , اتمنى رؤيتها جدا اشتقت لها كثيرا سمعت انها انجبت نفسي اتمنى رؤيه حفيدي انا هنا من اجلهم ولكنهم قساة القلب .
اربت على كتفيها ربما قريبا يجمعك الله بهم لا احد يدرى .
ام شيماء: جففت دموعها , ونعمه بالله يا بنتي…. تعرفي انا احسن من غيري بكتير ربنا كبير اووي .
اه …. الحمد لله .
ام شيماء: أتعلمين هناك سيده تدعى ام نرجس معي مسجونة لنفس السبب جهاز ابنتها ,طلقها زوجها فور ان سمع ان حماته  دخلت السجن , وفشلت كل محاولات الصلح بينهم واقناعه بظروف المسكينة , ولم يعيد لها اشياءها ورفعت قضية ولكن احبال المحكام طويله  تضحك في سخريه مكمله  , وتزوج بآخرى لا احد يلوم الرجال ولكننا مدانون مسبقا بكل شئ , لا يدرك هؤلاء ما نفعله ومقدار التضحيات التى نقدمها من اجلهم 
أتسأل في تعجب :أهناك كثر بهذه الطريقه , اهناك من يفعل لبناته مثلكن كثير ؟؟
تحاول التحكم بدموعها : الغلابه كتير يا جميلة يا بنتي… تعرفي في واحد طلق مراته قبل الفرح بيومين عشان مكنتش جايبه حاجات كتير.
ابجد!! معقول !!! انه شخص تافهه ..
ام شيماء ضاحكه : اه والله فعلا دى حقيقه , أتصل بيها قالها فضحتونا ايه الي انتي جيباه دا ؟! .
وطلقها وهي مردتش ترجعله تاني, حبيت أشرف بنتي  وارفع راسها , ما انتي عارفه لازم عشرين عربيه عزال وطبل بلدي ومصاريف مالهاش أول من آخر وكل دا ليه؟! وعشان ايه يعني ؟! والله كله كلام فاضي يا بنتي ..
الزياره انتهت … صوت من بعيد ينبهني للانصراف….. أربت علي كتفها في حنان, لتأخذني بين أحضانها باكيه شاكره زيارتي لها,متمنيهةزيارتي لها مره آخرى .
كان نفسي اقولها اني اتخطبت وفرحي قريب ,وان في واحد رضي بالسراده .. وان ليس كل من يصل السوق متأخرا بيندم , كل تأخيره وفيها خيره دايما ,بس الموقف كان صعب ومن فرحتها بزيارتي ليها لم تساأنى عن  سبب الزيارة ولم اخبرها ايضا  …
كلنا في الدنيا زوار قبل ان نجرح الآخرين علينا ان نتذكر ان لكل منا موعد للزياره ..
بناتي بتأثر : معقول يا امى !!!
ارد عليهن: انعم و أكثر كمان
يتسائلن :طب بالنسبة لشيماء الم تعرف زوجها جيدا قبل الزواج ؟؟؟ فترة الخطوبة لم تكن كافية ؟؟
لا يا بنات نسيت اقولكم علي حاجة مهمة .
يردن بإهتمام : ماذا  يا ماما ؟!
قبل الزواج شئ وبعد الزواج شئ آخر  .
يرددن مرة اخري يعني اية ؟؟ وهنا ترتسم الكثير من علامات الاستفهام علي وجوههن .
لأفسر لهن :في دراسة مقارنة بين الزواج الغربي المبني علي التعارف والحب,والزواج التقليدي الذي يخطب فيه اهل الفتى الفتاة التي تروق لهم ويظنونها انسب لإبنهم ,دون أن يعرفها الفتى مسبقا,وكانت النتيجة متساوية في كلا الحالتين , سواء تعارفا الاول ومن ثم تزوجا أو تزوجا الاول , لم يعرف الشريك شريكه علي حقيقتة الا بعد ان أغلق عليهما باب الزوجية.
آروه بكل تعصب: دا اسمة خداع و كذب .
اعلق لاصحح المفاهيم : إسمه قلاع وأقنعه وليس خداع يخشى كل طرف إظهار عيوبة للطرف الآخر حتي لا يخسرة ,إنه تجمل وليس كذبا.
أيتن مقاطعه: الم تعرفى والدنا جيدا قبل الزواج ؟؟
بالطبع لا , بالخطوبة كنت اراه مرة كل اسبوع , كيف سأتعرف عليه جيدا , بعد الزواج هو امامى ليل ونهار لا مفر , ولا شئ يمكنه ان يخفيه عنىي
ولكنى احببت عيوبة فدام زواجنا هو ايضا احب عيوبى واحتواني باوقات الشدة  , أبحثوا دائما عن الرجل الذى يحتوى عيوبكن يا بنات ووليس من يحب تجملكن .
وبالنسبه لام شيماء عندما اخبرت زوجى وعائلتى ما حدث تطوع ابى وعائلتى وساهم زوجى وسددنا ديونها وساعدناها تخرج من السجن …….
يرتمين بحضنى مهللين : كم انتِ رائعه يا امى وقلبك طيب ….
وماذا عن زواجك الاول يا أمى الم تعرفيه جيداً ؟؟؟
تبع ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق