الأربعاء، 8 أبريل 2015

إن تحدثوا لقالوا

بطريق عودتي من الإسكندرية أنا وأختي الكبرى بعدما قضينا أسبوع بخليج ابوقير الرائع نستمتع بالهدوء والسباحة وصيد السمك وأتذكر يوم الصيد السمك لأنة كان يوم مميز للغاية ظللت أنا وأختي نتشاجر أسبوع بعد هذا اليوم ,كان يوم عودتنا أيضا.

في صباح ذلك اليوم استيقظت باكرا كعادتي في موعدي الدائم السابعة صباحا وأيقظت أختي أو أزعجتها كعادتي وبعد أن أخذت جولتي بتراك الفندق الذي كنا نقطن فيه تناولنا وجبة الإفطار سويا واقترحت عليها ان نذهب لصيد السمك وأعجبتها الفكرة كثيرا .

لم نكن نعلم الطريق جيدا فقد قضيا أسبوعنا بالفندق كان فندق كبير جدا يمتد علي مساحة 150فدان يمتلئ بالأشجار وصالات الرياضة والسينما وحمامات السباحة كان مدينة متكاملة .

فور خروجنا من باب الفندق  كان هناك ميدان كبير(ما يسمي دوران) يقف فيه شرطي طويل القامة ممتلئ قليلا تبدو علية أثار حرارة الشمس الحارقة شمس صيف شهر يوليو .

بادرت بسؤال الشرطي : أود الذهاب إلي البحر, إلي أين اتجه ؟
الشرطي:انتم عارفين انكوا بخليج أبوقير ؟
فتبسمت قائلة : أي نعم وعوزين نروح البحر .
الشرطي:خليج أبوقير يضم الكثير من المنحرفين وأخذ يثرثر عن حوادث وجرائم وكأنة يشتهي الكلام .

وهنا كان صبر أختي الكبرى قد نفذ فقاطعته في حزم قائلة:وبعدين .... البحر فين؟
فأدرك ثرثرته معتذرا    أذا اتجهتوا يمينا وأشار بيده ستتجهون إلي البحر الميت وهذه منطقة مليئة بالمنحرفين .

أخذت اضحك وقد نفد صبر أختي إذن أين اذهب هل أعود ادراجي مرة أخري ؟

فتابع قائلا :إنها منطقه خطيرة والبحر ليس آمن ولكن لو مصممين و رفع يديه ليشير إلي الطريق يسارا هذه المنطقة أمان قليلا توجهوا من هنا في منحرفين برضه خدوا بالكم من نفسكم بقة .

سبقت خطواتنا كلامات هذا الشرطي الظريف وأخذت أختي تصف لي الطريق علي وصفة ضاحكة: عاوزه  تروحي البحر يا أختي أول ما تلاقي شباب منحرفين يبقي وصلنا البحر ,

أختي  فتاة جميلة تتمتع بخفة الظل والرقة والسكون ,وأخذنا نبحث عن المنحرفين أقصد البحر.
إلي أن بدء يظهر البحر من بعيد فأسرعنا بخطانا كي نراه وكأننا نخشى أن يتركنا ويمشي ,

شاطئ طويل ممتد إلي مالا نهاية ,الرمال كانت اعلي من البحر قليلا تشكل رصيف وليس شاطئ ,المياه بطبيعتها آخاذه البحر دائما يفتح ذراعية لمحبيه ولكن مياهه كان بها الكثير من الريم الأخضر ما يسمي بتقلبات البحر علي حد وصف احد الصيادين هناك حيث وجدناه يصطاد وكانت فرصتنا لأننا تذكرنا ونحن بالطريق أننا لا نملك صنارة أو طعم سمك أو حتى مهارة صيد فلم نصطاد من وقت طويل .

كان رجل قصير القامة اسود الوجهة يدخن كثيرا حتى أفسد الهواء علينا يرتدي زى يدل علي الغني وليس علي الثقافة,حول رقبته سلسلة ذهبية ,توقعت انه صاحب محل ذهب واليوم الأحد اجازتة لذا خرج يصطاد وقد أكد تخميني فيما بعد .

الصنارة التي كان يصطاد بها احترافية جميلة لم أري مثلها من قبل وتوقعت أنها من خارج البلاد وقد صدقت حتى ملمسها مختلف عن الصنع المحلي .

أفسدنا علية هدوءه وأخذنا منه الصنارة  بعد أن وضع لنا الطعم بها وبدأت برمي الصنارة بالماء وهنا الجزء الغير مفضل لدي الانتظار كنت لا اطيقة وبعد حوالي ربع ساعة من لاشئ طلب مني الرجل بهدوء إخراج الصنارة ,لأجد هيكل الطعم فقد أكل السمك الطعم وترك لي هيكلة الرخو لم أكن أتوقع أن السمك تعلم هذه المهارة بعد وإنها أصبحت حيله قديمة بالنسبة له . الأجيال تطور من سلوكها دائما وتتعلم من ذاكرتها الوراثية الكثير .

وبينما أنا اضحك علي هذا كان الصياد يضع طعم آخر ورماه هذه المرة وكان محظوظ كثيرا فأصطاد سريعا سمكتين .

وجاء الدور علي أختي كانت سعيدة لأنها اصطادت هي الاخري فرحة سمكتين,أخذنا الأربع سمكات ومشينا وتركنا الرجل يستمتع بأجازته فقد قال انه يصطاد من اجل قطته .
أخذنا نستمتع بالشاطئ ولم نستطع الولوج بعيد فهرولنا إليه ثانية لنصطاد  ولكنه فضل أن يعطينا ما اصطاده .

وأخذنا الست سمكات إلي الفندق واستعدينا للرجوع للمنزل بعدما وضعناهم في صندوق بلاستيكي بغطاء محكم واستقلينا القطار وتركنا الغطاء مفتوح كي يتنفسوا .

فبدأت المياه تنسكب علي الأرض من سير القطار السريع وبدئنا نتشاجر إنها أختي المسئولة عن نقص المياه والآن أصبحوا مهددين بالموت ,وهي الاخري ألقت اللوم علي . وحرصت علي أن يصل السمك إلي البيت بخير فأمسكت علبة السمك بحرص وأخذت أنا وأختي نتشاجر علي أسماءهم اقترح أسماء لا تعجبها وتقترح أسماء لا تعجبني .

تسلينا كثيرا بالقطار وقد انسكب اغلب الماء علي ملابسي وأصبحت رائحتي السمكية منفرة وفور نزولنا من القطار  لنستقل الأتوبيس إلي القاهرة وجدنا سمكة ميتة .

فدعونا الله أن يصمد باقي السمك ساعات القادمة وهي المسافة من الإسكندرية إلي القاهرة .وبمجرد أن وضعنا الحقائب بالأتوبيس بدءنا نتشاجر مرة آخري تريد أن ترمي السمكة الميتة وأنا لا أريد ذلك فصمتنا لفترة طويلة ولم نرمي السمكة الميتة .

وبعد ساعة آخري توفت سمكة وبدءنا التشاجر مرة آخري أختي تقول لي: تخيلي لو جنبك حد ميت هتعيشي ؟

لم اعرها أي اهتمام وقلت لها خدي امسكي السمك معاكي أنتي حرة فيه,الغريب أنها لم تلقي السمكة الميتة بعيدا بل ظلت محتفظة بها .

وبعد وقت قصير توقف سمكتين عن الحركة وظلت سمكة وحيده تقفز فوق سطح الماء وتلهو إلي أن أصابها الإحباط والصداع من مشاجرتي أنا وأختي علي اسمها ومن سيمتلكها واتهام بعضنا البعض بمسئولية موت باقي السمك وقررت أختي أن تكتب علي الحوض الذي تضع فيه السمك الميناء البحري وقررت أنا تسميتها رينزمي إلا إنها لم تعش لتكمل معنا , واعتقد انه لو تكلمت قالت ارحموني صدعت منكم يالها من صحبة غبية .
أعتقد هي من قررت الموت علي مرافقة المتشاجرين الطريق ^^.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق