الأربعاء، 8 أبريل 2015

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي علي علاقة المرأة بأسرته

قربت وسائل الاتصال الحديثة بين الأشخاص المتباعدين جغرافيا، وجعلت العالم يبدو بحق كقرية صغيرة من حيث سهولة التواصل وتبادل المعلومات والخبرات، وإن كانت هذه القرية الصغيرة اتصالاً، لاتزال عالمًا متنائيًا متنافرًا أفكارًا وقيمًا. وفي تقرير خاص لوزارة الاتصالات المصرية حول عدد مستخدمي الفيس بوك الذي وصل الي 16 مليون مستخدم. ولكن المفارقة المدهشة في ثورة الاتصالات أنها قربت المتباعدين وأبعدت المتقاربين، فالمرء يتواصل بانسيابية واستمتاع مع أشخاص من أقاصي الأرض، ويخصص لذلك أوقاتًا غالية، ولكنه يستثقل أن يمر على أمه للاطمئنان عليها، أو أن يمنح أبناءه ساعة من نهار يتعارفون خلالها، أو أن يفارق مقعده ليتنزه مع أصدقائه الحقيقيين. والمرأة قد يكون لديها عشرات الصديقات من دول مختلفة، فهذه صديقة من الهند، وتلك أخرى من السند، وثالثة من القطب الشمالي، ورابعة من جبال الأنديز، تبني جسور تواصل وتفاهم مع أشخاص مختلفين، ولكنها تضيق ذرعًا ببناء جسر مع جارة قريبة لها ولو بإلقاء السلام، أو تهنئة بالعيد، فجسر التواصل محبب وسهل في العالم الافتراضي، ومع الأشخاص الإلكترونيين، ولكن حاجز الفرقة والانعزال للمقربين مكانيًا، في ذلك العالم الحقيقي الممل التقليدي، الذي لا تديره "الكليك"، وليس فيه خيار "الظهور دون اتصال". هذه النظرة السلبية لوسائل الاتصال الحديثة، والتي تتهمها بإفساد الإحساس الاجتماعي لدي الأفراد ، لا تتفق عليها الدراسات، فالبعض يعتبرها مغالاة، وتصلب أمام تطور هائل وإيجابي من أروع ما اختبرته البشرية. ومن اخطر الأمور على الأسرة هو إدمان أحد الزوجين للإنترنت، وافتتانه بمواقع الرذيلة، فهذا الأمر لا يضرب الثقة الزوجية في مقتل وحسب، وإنما يغير طبيعة التفكير والإحساس، ويجعل الرغبة الطبيعية توجد في ظروف خاصة، ولا يعد للمؤثرات العادية بين الزوجين أي قوة تذكر. فخطورة ممارسة الرذيلة عبر الإنترنت ليست كغيرها، فالرجل المفتون بالمواقع الإباحية يزهد في زوجته، وتصبح الرغبة عنده مشفرة، ولا يفكها سوى جو العزلة والسرية والإلكترونية الذي توفره غرف الدردشة، والمواقع المشبوهة. وقد حدت هذه الحالة بالبعض إلى إطلاق لقب "أرامل الإنترنت" على الزوجات اللاتي يعانين من سقوط أزواجهن في مستنقع المواقع الإباحية، ويغيبون عن ممارسة أي دور حقيقي في حياتهن أو حياة الأبناء. ولا تقتصر الخطورة على مواقع الرذيلة، بل إن طول البقاء أمام الإنترنت يقتطع وقت الأسرة في كثير من الأحيان. وتتحدث إحدي أرامل الانترنت عن زوجها قائلة أعلم تماما أن زوجي لا يستخدم الإنترنت لدخول مواقع سيئة، ولكنني أكره هذه الشبكة لأنها سلبت أسرتي لحظات الاجتماع الدافئة الجميلة. وتضيف: يحب زوجي الجلوس طويلاً على الإنترنت، فعندما ياتي من عمله الطويل، يتناول الطعام بسرعة، ليهرول إلى الحاسوب ويفتح الإنترنت، وهو مغرم بالمنتديات الحوارية التي يشارك فيها مشاركات رائعة، وينصح الآخرين، ولكنني أنا وأبناءه أحوج إليه من غيرنا. وتستطرد قائلة: إنني أتذكر حياتي قبل اختراع الهاتف المحمول، والإنترنت، كانت أكثر سعادة وهدوءًا وتواصلاً، فوسائل الاتصال الفظيعة هذه قطعت الصلات بين أفراد الأسرة والأشخاص المقربين لصالح عالم وهمي. و أخري تروي قصه مؤلمه حيث هدم الزوج الاسرة من أجل فتاه اجنبيه عرفها عن طريق الانترنت وأحبها وتعلق لها فأرسلت له تأشيرة الدخول ومصاريف السفر فلهث ورائها وترك زوجته وأبنائه . ويخبرنا أ. م أحد مستخدمي الفيس بوك عن محاوله تحرش إحداهن به بالكلامات المسيئه الخارجه عبر الفيس بوك حيث تتزايد الساقطات للمارسه الرذيله علي حد وصفه . ومن هنا تطورت الخلافات الاسرية فأصبحت مسألة كرامه تغار علي زوجها من فتاه الفيس بوك , او تطلب الطلاق بسبب تعليق إحداهن , وأحيانا تطلب الزوجه الطلاق بسب علاقات زوجها الفيس بوكية, أما الزوج فيخبر زوجته صراحته أنا أو الفيس بوك فيعزلها مقابل إندماجه الفيس بوكي . و أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيله للهرب من المشكلات وتسببت بالعزله الاجتماعية للكثيرين حيث أصابتهم بالامراض النفسية كالإكتئاب وغيرها .ويبحث الكثير من الشباب عن نصفهم الآخر بالانترنت معللين بأنه يعوض دور الخطبة قديماً وبناء علية الدور الأسري في التربية والتوجيه النفسي أصبح يتناقص في مقابل دخول الكثير من الشركاء في تلك العمليات، ولعل أول أولئك الشركاء في الوقت الحالي هو ما يمثل مواقع التواصل الاجتماعي، في حين تراجع دور القنوات الفضائية إلى المرتبة الثانية، أما الأسرة فتأتي اليوم في المرتبة الأخيرة، وذلك بسبب المغريات التي تقدمها مواقع التواصل الاجتماعي للتفاعل الإيجابي أحيانا والانحراف الأخلاقي لمن سجل حالة من الانحراف،بمعنى أنها في النهاية جاءت لتفوق ما تقدمه الأسرة التي أصبحت في كثير من المواقع فاشلة كل الفشل في منافسة تلك المتغيرات التي سيطرت سيطرة شبه تامة على كثير من أبنائنا، بل للأسف نجد أن بعض الأسر تعتبر تفاعل أبنائها مع مواقع التواصل الاجتماعي نوعا من خصوصياتهم، وأن الأسرة ليس لديها أي صلاحية للتدخل في تلك العلاقة التفاعلية، وهذا ما يجعل الأبناء في عمرهم الحرج والخطير كالمراهقة يدمنون استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، دون أن يجدوا من يسألهم عن محتوى أحاديثهم أو حتى الجهة التي يتحدثون لها، فالأسرة أصبحت في كثير من المنازل مهمشة تهميشا تعتبر فيه أن تلك الحوارات من خصوصيات المراهق، وأنه لا حق لأحد الوالدين للتدخل في أي مما يدور، وبذلك ينشأ المراهق على ذلك مهمشا لدور والديه، وهذا يعني أن هناك حوارات مختلفة تدور في الظل على مواقع مختلفة للإنترنت، ولعل أولها مواقع التواصل الاجتماعي، وبهذا فإن احتمالية الانحراف الأخلاقي هي أمر وارد لدى البعض، لأن بناء الحصانة الداخلية لا يتساوى بين الأسر، ويختلف تقبله من مراهق إلى آخر حتى على مستوى الإخوان في المنزل الواحد، لذا فإن الدور الأسري لا بد أن يكون الموجه الأول والمشبع للأبناء عاطفيا ونفسيا، قبل أن يكون مصدرا من أهم مصادر الإحباط النفسي. ومع تطور التكنولوجيا وكثرة استخدام الانترنت ظهر نوع جديد من انواع الحب يسمي الحب الالكتروني او الحب الافتراضي كما احب ان اطلق علية , لانها علاقات غالبا لا يعول عليها لاتدوم ولا تستمر ولا تنتهي. فالتواصل علي المواقع الافتراضية يختلف تمام الاختلاف عن التواصل بالمجتمع الواقعي وبمعني ممكن تكون متعود تكلم شخص علي الانترنت لكن رؤية الشخص في العالم الواقعي تختلف تماما الانطباعات,يعني لو بترتاح لانسان بالانترنت لا يعني ان رؤيته بالعالم الواقعي ستحمل نفس الانطباع اكيد ستشعر ان الامر به شئ غريب. وهذا ما يسمي بوهم الحب ,البحث عمن يروي ظمأ الحياة وبناء علية , فهل اثرت مواقع التواصل الاجتماعي علي الكيان الاسري ؟ إن كان سر نجاح قنوات التواصل الاجتماعي وما أسماه "الاعلام البديل" او "التكميلي" يكمن في إزالتها لكافة الحدود والحواجز في عالم افتراضي فبالطبع اثر علي افراد الاسره من اكبرهم لاصغرهم من الاباء الي الابناء , ومن هنا يتطلب الامر تبني برامج ومبادرات عربية تثقف النشء بكيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي وتربيتهم على الايجابيات لتطوير المحتوى الرقمي العربي. بما يعود بالنفع على تعزيز الثقافة والفكر للنهوض بالمجتمعات العربية وتدعيم المفهوم الجديد للمواطنة "المواطنة الرقمية" وكيفية تكريس النشء العربي لخدمة مجتمعه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. - في العالم الواقعي يقلِّل من لجوء الأفراد إلى المجتمعات الافتراضية، فالذين تحفل حيواتهم بالعمل والنشاط، ويعيشون حياة أسريّة مستقرّة، ولهم علاقات اجتماعية مثمرة ويشعرون بتعاطف المحيطين بهم معهم ويحظون بالقبول في الواقع لا يجدون كثيراً من الوقت للحياة في العالم الافتراضي. يس هناك ارتباط عكسي حتمي بين الاستقرار والعمل في الواقع وبين استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنّ هناك ارتباطاً واضحا بين الفراغ وعدم الإشباع النفسي والاجتماعي في الواقع والانهماك في الحياة في العالم الافتراضي، كما ترد إلى ذلك إشارات أخرى في موضع لاحق. الصداقات الافتراضية يبحث كلا منا عمن يروي ظمأ حياتة بكلامات, فتتفاقم احتمالات وقوع كثير من الأزواج في فخاخ العلاقات الافتراضيّة لانشغال احداهما عن الآخر فبدلا من أن يمدَّ الزوج يده بالمساعدة، يهرب إلى عالم من الانبهار الوهميّ. ولعل مواقع التواصل الاجتماعي تحمل ما تحمله من الإيجابيات والسلبيات، بل سلبياتها تفوق إيجابياتها لمن تعامل بها بلا وعي، حيث تنقل الكثير من الشائعات والخرافات وتنقل أيضا مقاطع الأفلام المقززة بل والمخلة بالأدب أحيانا، والفكرة هنا هي أن تدرك الأسرة كيف تعمل على أن تكون الرقيب والمرشد والمشبع من خلال تعديل وتصحيح توجهات أبنائها، ولن يتم ذلك دون أن تشعر الأسرة بأحقيتها في الدخول بودية وصداقة إلى ذلك الصرح المنيع، الذي يحارب كثير من المراهقين لنيل خصوصيته. نحن في حاجة إلى التوعية والإرشاد من الانحرافات الأخلاقية التي أصبحت موجودة ومتعددة بسبب نقص التوعية، فالوقاية خير من العلاج، وفي كثير من الأحيان قد لا يجدي العلاج بعد استفحال المرض. إن التربية فن ومهارة، ولكن لا تزال هناك أسر نائمة، قد لا تستيقظ إلا بعد فوات الأوان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق