الجمعة، 10 أبريل 2015

لو باشا




                في عيد زواجنا الاول أعد لى زوجى الحبيب مفاجأة كعادته فكان يعشق ذلك , وجدت نفسي معه امام مطعم فخم بالنيل يدُعى لوباشا وهو من أقدم المطاعم بمصر حيث يعود تاريخه لعام 1921.
    قلما كان يقضي معى زوجى الاوقات لطبيعه عمله .... دخلنا المطعم وجلسنا بطاولة تطل على النيل في مشهد رومانسي أعاد لي شبابى الذى ذبل من المسؤليات و الحياه المرهقه ... فزوجه أي ضابط هي جندى مجهول تضحى هى الآخرى من أجل الوطن .
شعرت لوهله انى بمهمه اساعد زوجى بها ولكنى سرعان ماتناسيت هذا الشعور وقررت الاستمتاع بهذه اللحظه التى اعلم جيدا انها ربما لن تتكرر بالمستقبل القريب او البعيد .
أستأذن زوجى لدقائق ... فتجولت خلالها بالمطعم واستقريت بأحد شرفات السفينه أتأمل النيل وجماله .
الا ان قاطع سعادتى وتأملى حوار غريب , رجلين يجلسان بطاوله بعيده حيث اقف ولم يلحظا حتى وجودى من انشغالهم بالحديث .
الاول بلكنه غريبه ليست مصريه ,عربى مكسر وكأنه أجنبى ولكن ملامحه تبدوا مصريه يستفسر عن الاوضاع الامنيه للبلاد , ويسأل عن الامن الوطنى وهل هو مثل الاول ام لا ؟؟
الثانى يخبرة بلهجه مصريه أصيله : ان عمله بالسفارة يحتم عليه الاحتكاك بالقيادات الامنيه على كافه مستوياتها وان الامن يسترجع قوته , ويخبرة بندم ,ان ما تم الترتيب له ضاع هباءاً .
الاول بحزن : لقد سأمنا من المصريين وحيلهم ولكن مضمار السباق لازال طويل .
الثانى يواسيه : لكم اصدقاء مخلصون بمصر لا تقلقوا .
الاول بقلق : كيف لا نقلق ولديكم رئيس لا احد يعرف فيما يفكر , ولديكم مؤتمر اقتصادى كبير قريبا ..إنه الحدث الاقوى على الاطلاق الذى ستشهده مصر منذ قيام يناير وسيكون له تبعات خطيرة انت لا تدرك ذلك , بلدى تعلم كل شئ .
الثانى : كما اخبرتك لكم أصدقاء مخلصون بمصر .
الاول : هل لديك اي فكرة عن ترتيبات المؤتمر الاقتصادى او تأمينة ؟
الثانى : ليس الآن ولكن عملى بالسفارة يمكننى من الحصول على المعلومات .
الاول : أصبح لا يمكن الاعتماد عليك , أصبحت متكاسل ومتأخر .
الثانى بإستجداء : أبدا , ولكن الامن الوطنى له عيون بكل مكان و العمل اصبح صعب غير الاول , و الجميع مراقب وتحت المجهر ,أصبحنا نتلفت حول انفسنا خوفا,ونحسب خطواتنا جيداً.
الاول : إذا ما فائدتك إذا بالنسبه الينا إذا كنت مراقب وتحت المجهر ؟
الثانى أنتبه لوجودى فقد كنت اصور مشهد النيل فسكت قليلا واخذ ينظر الى ,فألتقطت المزيد من الصور واخذت نفسا عميقا منعشا ,واتصل بي زوجى فأخبرته بصوت عالى انى انتظرة .... وانصرفت ,وقبل ان انصرف تأملتهم جيدا , يبدوا ان اصبح لى حس بوليسي كزوجى ربما سأساعده في عمله يوما ما .
عدت لزوجى فوجدته احضر لي هدية من الذهب , لم أكترث لها كثيرا أخذتها وشكرتة ,فادرك انه ربما اكون جوعانه اكثر , فطلب قائمه الطعام  , فأخبرته بكل ما سمعته .
فأخبرنى بلطف : انه ربما علينا تناول شراب خفيفا والانصراف قد يكون الامر خطير وعليه التوجهه لمرؤسيه .
كنت أعلم انى سأفسد فسحتى ولكن ما باليد حيله , وعدنى ان الغداء سيكون عشاء فاخر باحد الاماكن وسيحضر لى هديه ثانيه ..... اثناء خروجنا توجهنا الي مكان الحدث , نظر اليهم والتقط صورة لى .
وكانت المرة الاخيرة التى يقبلنى فيها وهو يوصلنى للمنزل , حيث لم يعد الى الآن من عمله ... ويبدوا انى سأنتظرة كثيراً او سأنتظرة للابد
او ربما انتقل الى السماء يوما سأراه .... كم تمنيت لو لم اخبرة بشئ واستمعت بوقتى معه , ولكن نحن فدائيات بأى حال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق