الخميس، 2 أبريل 2015

فتاة أبو الحجاج


إنه اليوم الرابع لى بالجنوب
كانت المرة الاولى لي التى ازور بهامسجد ابو الحجاج , رغم انها ليست أول زيارة لى  لمدينه الاقصر .. وبعد ان اخذت جولتى بالمسجد ,وكاميرتى الديجتال فصلت شحن لم يكن امامى سوى أن اقف بأحد شرفات المسجد المفتوحه  وكان وقت أذان العشاء اتأمل معبد الاقصر من فوقالمسجد , كم يبهرنى هذا المكان ويلهمنى كثيرا واخذت افكر ......
الي ان قاطع تفكرى صوت فتاه تسألنى وبدونأى مقدمات: إنتى متجوزة ؟؟
ألتفت اليها أتأمل جمال وجههاوملابسها الفضفاضه السوداء الواسعه قائله لها بكل بساطه وكان لدى فضول بفتح حوارمعها فهى تبدوا صغيرة على الزواج لماذا تفكر به ؟ ولماذا هي هنا اصلا ؟؟ هل تتمنىزوج مثلا ؟
أجبتها : لا انا موش متجوزة .. وانتى؟؟
ردت بلهجتها الصعيديه : انا لا اتجوزتولا اتعلمت .
عرضت عليها ان نجلس , فالهواء كانمنعش وكنت في حاله يُرثى لها ,كان يوم طويل مُرهق .
وقد كان جلسنا أخذت نفس عميق لأستعيدنشاطى وذاكرتى وقوتى لأسالها : وانتى بقا متعلمتيش ليه ؟
أجابت : لا انا متعلمتش ولا حد مناخواتى اتعلم .
لم أتعجب انها طبيعه اهل الصعيد بأىحال ولكن سألتها إحتياطى قد يكون لديها وجهه نظر آخرى او شئ جديد تقوله :ليه ؟؟
هزت كتفها بلا مبالاه وكأن سؤالى سخيفقائله : كده ,وبادرتنى بسؤال آخر انتى من مصر موش كده ؟
أجبتها : آه من مصر
تقترب منى أكثرفرحه وتلمع عيونها وتسألنى:وهى مصرذى الاقصر كده ؟
أخبرها مداعبه اياها : لا طبعا الاقصرأحسن .
تغضب وتبتعد عنى قائله : متكدبيش عليا,اختى هربت وراحت لمصر ,أكيد مصر أحسن .
بكل دهشه : بجد هربت ..... ليه ؟؟
يقاطع حديثنا صوت خشن عصبى قوى : انتىيا بت بتعملى ايه عندك ؟
تخاف الفتاه وتقترب منى أكثر ممسكهيدى لأجيب بالنيابه عنها : معايا يا حج متخفش
الاب بلهجته الصعيديه : لتُهرب هيكمان
أخبرته : متخفش انا موجوده اهو ومسكهاموش هتروح في مكان أطمن
هدأ الرجل وجلس على مقربه منا ينظر إلينالفترة لم تتحدث الفتاه خلالها , ياله من رجل مسكين ,الى ان أطمئن ودخل غرفه الضريحيكمل عبادته الخاصه او توسله ,ربما يطلب من ابو الحجاج ان يرى ابنته مرة آخرى ......
وتعود تسألنى الفتاه مرة آخرى : وانتىليه متجوزتيش لحد دلوقتى بقا ؟
اخبرتها : ببساطه لانى مقررتش لسهاتجوز
سرحت بخيالها قائله : عرفتى ليه بقاانا عاوزة اروح مصر علشان اقرر انا كمان .
انتبهت إنى لم أسائلها عن عمرهافسالتها ,إنتى كام سنه ؟
أجابت وكأنها سيده عجوز :   14سنه ولدلوقتى متجوزتش .
ابتسمت لها واخبرتها قائله : بكرةتتجوزى متقلقيش .
تخرج امها من الضريح سيده بيئسه هزيلهسمراء بجلباب اسود تشدها من يدى بقوة لتدخل معها الي الضريح دون أي كلام او سلام.,نظرت الي الفتاه وهى مجرورة من يدها مستسلمه بضعف ولا ارادة منى او منها تتوسلنىبعينيها ..وكأنها ترجوا منى ان أخذها معى .
ولكن ما باليد حيله , لعل الحيله عندأبو الحجاج .
أكملت تأملى للمكان وتذكرت انى لم اسألالفتاه عن اسمها حتى ,ربما الموقف لم يستدعى سؤالها وربما ايضا ما عرفته عنها يكفى, سعيده جدا بهروب الفتاه أختها تبدوا فتاه قويه ولكنه آثمه بأى حال .
ولكن ما الآثم الاكبر ان لا تتعلم اوتتزوج غصب عنها وهي صغيرة أم تهرب ؟؟؟؟  ..... لا ادرى بالصعيد الحياة ربما تختلف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق