الأحد، 19 يوليو 2015

ثانكيو عبودى

كعادته يعشق إزعاجى ومشاكستى .. إنه إبن أختى ذات ست سنوات ولد ذكى ولكنة يزعجنى دائما بثرثارتة وحديثه الذى لا ينقطع وشقاوتة التى تملأ المكان .

أمس أيققظنى هذا المزعج قائلا: سوسو قومى يالا عاوزك معايا في مشوار ..قومى يالا اصحى بسرعه . فرديت علية بكل غضب : أطلع برة وسيبنى أنام أحسنلك .

عبودى : أنتى دايما شريرة كده قومي بس هقولك كلمه ونامى تاني . وهنا نهضت من نومى متأففه : ها قول بسرعه عاوزة اكمل نوم .

عبودى ذهب ليغلق باب الغرفه جيدا قائلا : حتى لا يسمعنا احد وعاد والي فمة بأذنى و أخذ يهمس

قائلا: عاوزك معايا اشترى اهديا لماما انتى نايمة وبكرة عيد الام !!



طب انا مالي ما تروح تشترى هديه لامك بعيد عنى ...أقولك خد مامتك معاك واقولها تعالي اشتريلك هدية . ضحك عبودى قائلا:أنتي فاكرة ماما عايشه فى الدنيا دى ولا على بالها حاجه , دي يا دوب بتطبخ وتكنس وتزعق وخلاص متعرفش حتى ان بكرة عيد الام .. انا هفجأها علشان تفرح شويه .

أعجبنى حديثه فققرت مساعدته : طب معاك كام ؟

عبودى : مش معايا فلوس .. أنتي مش صحفيه يعنى معاكى فلوس كتير ..

بس هي مش مامتي أنا .

عبودى : ساعدى عبودى واما اكبر واشتغل هرجعلك الفلوس .

طيب ماشى أمري لله ... هنخرج دلوقتي نشتترى الهديه ؟؟

عبودي :البسى بسرعه بقا أغمض عيني وتلبسى ولا استناكى بالصاله ؟

إحنا هنتصاحب يا عبوده اطلع بره ياد ... انا يدوب اجيبلك الهديا انهارده وهقطع علاقاتى بيك ؟


***********

إستعديت للخروج وأبلغت أمى اني سأخرج مع عبودى ... لتسأله : رايح فين يا بودى مع سوسو ؟

عبوده :أساليها لابسه شيك كده وواخدانى معاها ورايحه فين انا معرفش ؟

نعم انت مش اخدني معاك نشتـ........ يضع يده على فمى كي لاأكمل كلامي .

ويضع فمه الصغير فى أذني هتفضحينا .. دا سر .

أمى تنظر الينا وقد فطنت الي كل شئ : طب ياعبوده روح مع السلامه .



**********

خرجنا انا وعبوده نمشي بالشارع لاول مرة نتبادل أطراف الحديث يحدثني عن قناه الفلول وأخبار لم أكن اعرفها تسلينا وضحكنا .

وسألنى ما الفيديو المفضل لديكى بقناه فلول ؟

أخبرته إنى لا أتابع التليفزيون

فنصحنى بمتابعتها وأخبرنى أن الفديو المفضل له هو "ثورة دى ولا إنقلاب" .

ساعدته بإختيار الهديه المناسبه وقد أعجبته كثيرا الا انني عندما ذهبت لاحساب قال لي : لا دي غاليه , انا هجيب هديه رخصيه مش عاوز ادفعك كتير في هديه ماما لسه انا هجيب هديه لنفسى بمناسبه عيد ميلادي . ضحك البائع وضحكت انا ايضا وقلت له هو عيد ميلادك أمته لسه بدرى اصلا .

قال الي: لا منا بحب اشترى هديتي من دلوقتى

ساعدته بإختيار هديه أخرى أرخص وإختيار هديه له بعيد مولده الباقي عليه شهرين .

وقد ساعدنى أيضا فى إختيار هديه لأمى استمتعت كثيرا بمشاركه هذا الطفل لى الاختيار ومشاركتى له أيضا . وبنهايه اليوم إقترح شراء الغداء وتركته يختار ايضا ما يريد , لتوفير المجهود على أمه كى يريحها .

وعاد لمنزله فرح سعيد بعد ما ابدى سعادته بهذا اليوم وأبديت له سعادتى أيضا وتبادلنا القبلات ..أسماها قبلات الاصدقاء ...

عبودى ليس مجرد طفل ... و نحن لسنا كبار بما يكفى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق