الثلاثاء، 21 يوليو 2015

من ذاكرة الجنرال ى د

عقب نكسة يونيو 1967 ...وقد كنت طالب فى كلية الشرطه ..وبعد استيعاب تنحى ناصر وعدوله ..ورويدا رويدا ..اتضحت الصوره وعرف الشعب انها هزيمه وبالغ البعض واعتبرها نهاية مصر ..كنت امشى فى شوارع القاهره فأرى وجوه مكفهره ..مهمومه ...حزينه راحت السكره ..وحانت المواجهه ..واندلعت لاول مره مظاهرات المطالبه بالحساب والعقاب ..لكن عبد الناصر كان واعى ومتفهم لذلك ...فكان اول من اعترف بالخطأ والمسؤليه عن كل ما جرى ...المهم ..عاش الشعب فى حالة من الكأبه والحزن الذى لم يصفه احد من قبل ..حتى اصيب بعض المصريين بالجنون فعلا ...واستمر مع بعضهم لفترات متفاوته..عبر عنه بعض المصريين البسطاء بعبقريتهم التلقائيه المعهوده ...حالتين لم ولن انساهم ابدا ..كنت اقيم فى هذا الوقت بشارع رمسيس بجوار الكاتدرائيه ..وكنت اركب اتوبيس عام لا اذكر رقمه ..الا اننى شاهدت رجلا يركب لمحطه واحده فقط وبمجرد سؤاله بمعرفى المحصل عن التذكره .. يخرج من جيبه كارنيه يبدوا انه للمحاربيين القدماء ...وكان شىء جديد فى هذا الوقت ...ويبدأ فى القاء خطبه يقدم بها نفسه ..انه بطل معارك 1956 ..وانه قام بعمليات فدائيه داخل تل ابيب ..وانه اشترك فى احداها فى محاولة اغتيال رئيس وزراء اسرائيل ..ويقارن نفسه بالجنود المهزومين فى سيناء ...وبعد ان ينتهى من خطبته يتزل من الاتوبيس ليركب اتوبيس اخر وهكذا ...واحيانا كنت اقابله اكثر من مره فى اليوم الواحد ...و الحالة الثانىه ..كانت لرجل يقف بشارع رمسيس بمنطقة غمره ...يقف ويدوس بقدمه علم الولايات المتحده الامريكيه ...رأيته يفعل هذا وامطار الشتاء تتساقط عليه ....ورأيته يفعل هذا فى شمس صيف يوليو واغسطس .....هكذا كان يعبر المصريين عن مشاعرهم تجاه الهزيمه الشنعاء التى المت بهم ...كان الانتصار او مجرد اثبات الذات امام الاسرائيلين حلم بعيد المنال ...رحمك الله يا سادات ...يا بطل الحرب والسلام ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق