الأحد، 15 مارس 2015

725 قصه قصيرة





دونتها بمدينه ادفو
 الاربعاء 4مارس2015
العاشرة صباحا

                كنت آخر من نزل من الاتوبيس المتجهه من القاهرة الي كفر الشيخ , حيث وصلنا موقف كفر الشيخ في تمام الساعه الثامنه من شتاء أحد ايام فبراير تحديدا 12فبراير 2015,فهو تاريخ مميز بالنسبه لى . فور توقف الاتوبيس بالمحطه سبقنى صديقى عمرو لإنزال الشنط  الخاصه بها حيث كا بتدريب لمده طويله ...
لم تسعفنى الكلمات حينها ........
قمت من مجلسي بالاتوبيس أتثائب حيث كنت غفيت قليلا ,توجهت الي الباب الامامى لانزل ,الا ان سمعت صوت طفله صغيرة تبكى بكاء منهك بقلب متقطع , بحثت عمن يبكى بالاتوبيس فلم ارى احد فقط لمحت طرف رداها الاصفر ولمحتها ايضا تبدوا اقل من سنه .
فاخفاها سريعا..الشاب الذي كان برفقتها يبدوا انه في 23من عمره حيث كان منكب على احد الكراسي حيث صوت الطفله .
التفت على الفور لأخبرة إن كان بحاجه الي مساعده ولكنه انحنى على نفسه يرتب هدومه ولف الشال الموجود على رقبته على وجهه ولكنى لمحت وجهه ...
انحنى أكثر على حذائه لحظت ما فكرت ان اقترب منه اكثر لأساعده إذا كان يحتاج المساعده ,الا انه لم يدعنى أقترب حيث استقام وهددنى بعينه واقترب اكثر تقدم خطوة تحذريه ...رأيت الشر بعيونه
ودا نفسي اتراجع خوفا ,ولم أنزل من الباب الخلفى ,توجهت الي الباب الامامى صوت الطفله لازال بأذنى وهي تستجدينى ولكن كان على النزول .
فور زولى ابلغت صديقى عمرو بأن هناك شيئا ما يحدث وان علينا الصعود لنفهم ما يدور , الا اننا ظللنا نتجادل الى ان أتى رجل هندام شيك له وجهه ناصع البياض بارد يرتدى جاكيت اسود وبنطلون اسود يخرج من مكتب المحطه ,يبدوا انه موظف مهم من المحطه حيث رأيته يأتى الي الاتوبس ونحن  نتجادل .
دخل هذا الهندام من الباب الخلفى للاتوبيس وأغلقه وبعد ثلاث دقائق تحديدا ,نزل ومعه كيس القاه امام الاتوبيس وانصرف فى لا مبالاه وعدم اهتمام ,وكأنه لم يرمى شيئا .
كل هذا و الشاب و الطفله مازالو بالاتوبيس قريبين جدا من الباب الخلفى حيث دخل الهندام .
اقتربت من الكيس لأرى ما به ,فوجدت الكيس به ورقتي تحديدا ولكنه ممتلئ , وفى لحظه تفكيرى بالانحناء و البحث بالكيس اكثر ,
فوجئت بعوده الهندام ,ليشوط الكيس بقدميه بعيدا لم انتبه الي انه فكر بالعوده مرة اخرى الكيس كان اثقل من وجود مجرد ورق به .
توجهت الي الباب الخلفى بالاتوبيس لاصعد واستفسر عما يجرى هنا ,وفور صعودى لأول درجه من درجات سلم الاتوبيس ,وجدت الشاب يهدننى بعينيه مرة آخرى ولكنى نظرت اليه طويلا ولم اشعرة بخوفى وهممت ان اقول شئيا ,فآمرنى بالتراجع مشيرا بيده .
تراجعت –تذكرت ان سلامتى اولا – طلبت من صديقى ان يصعد معى الى الاتوبيس لنرى ان كانوا بحاجه الي مساعده ام لا , فتفاجئت بطفل يبدوا في السادسه من عمره يرتدى هدوم رثه متسخه متقطعه في هذا الجو القارص بنطال قصير خفيف على جاكيت زيتى اللون متسخ به الكثير من الرقع ........صعد اول درجات الباب الخلفى واعطى اشاره للشاب ان ينزل ,فالمحطه اصبحت خاليه تماما .
وتحرك الاتوبيس فور نزول الشاب الذى اتجهه الي الجزء المظلم من المحطه وعلى كتفه الطفله ترتدى ثياب بلون بمبى وليس الاصفر كما  رايتها , ركن الاتوبيس مكانه  , مما يعنى ان اسائق الاتوبيس كان بالداخل لم ينزل منه .
دارت برأسي الكثير من الافكار حينها , لا انسي خوفى وقتها ... لازالت اسمع صوت استجدائها وبكائها المتهالك . وهدانى الله الي ان اتصل بضابط صديق وابلغه بما حدث .
فابلغنى بكل هدوء بعد ما قصصت عليه ما حدث " انه لم يرى بعينه ادعوا الله ان تكون قريبته او ابنه اخته او اخيه "
فأخبرته ان من خلال استقرائي للموقف يبدوا ان هناك عصابه تخطف الاطفال من القاهرة تأتى بهم من القاهرة الي كفر الشيخ بمعاونه موظفى المحطه .
أشعرنى هذا الاخير كم أنا ساذجه لاتصالى به ......لا انكر اصابنى الاحباط والاستياء ....لا اعلم الكثير عن امور الاطفال ولكنى اعلم جيدا انهم لا يسافرون برفقه الرجال لمسافات طويله تستغرق الكثير من الوقت ......ومازال صوت استجدئها يقطع قلبى .


مكتبه الاسكندريه
 العاشرة صباحا /9مارس2015 
كتبتها على الكمبيوتر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق