الأربعاء، 23 ديسمبر 2015

جلال وسعيد


أستيقظت باكراً قبل سطوع الشمس كعادتى وخرجت الي حديقه منزلى أتامل جمال الاشجار و صوت العصافير , تعودت ذلك منذ كنت صغيراً ... فالحياة لا تبتسم كثيراً للكسالى . جلست على كرسي خشب مصنوع من احد اشجار حديقه منزلنا و تذكرت صديقى سعيد وابتسمت فور تذكرى له فسعيد دائما يذكرنى بالمحبة , ذات يوم عدت انا وسعيد للمنزل نبكى فاستقبلتنا امى بحنان وقلق قائله : ما بكم يا صغارى ؟ اخبرتها وانا ابكى : ان المعلم اخبرنا ان المسلمين فقط سيدخلون الجنه , مما يعنى انى لن ارى سعيد بالجنة , وانا لن ادخل الجنة بدون سعيد , سعيد مسيحى ليس مسلماً. اغمض عيونى لاتذكر ذلك الحضن الدافئ .. حيث احتضنتنا امى واخبرتنا : طالما تشربون اللبن وتنامون باكرا وتسمعون كلامى ستدخلون الجنه معا . وهنا هدئنا قليلا وظللنا نشرب اللبن لوقت طويل ونسمع كلام امى , ولم نكترث لكلام المعلم كثيرا , وعلمنا فيما بعد ان السماء مرتعا للجميع . يقاطع تفكيرى صوت رفيقه دربى وزوجتى الحبوبه فاديه : صباح الخير يا جلال , الشمس طلعت وانت لسه سرحان . اقبل زوجتى قائلا : صباح الخير يا فاديه . فاديه : اقف منذ فترة هنا ولم تنتبه لوجودى .. ما بك يا عزيزى ؟ جلال : تذكرت صديقى سعيد وامى وذكرياتنا معا , افتقده بشدة . فاديه : سعيد صديقك بكندا الان اليس كذلك ؟ جلال : نعم انه بكندا .... يبدوا انه شرب اللبن اكثر منى , انه في الجنة .... يقاطع حديثنا صوت جرس هاتفى انه سعيد , امعقول هذا !!! انا افكر بك الآن يا سعيد ؟ سعيد ضاحكا : اليس الوقت باكراً للتفكير بى يا صديقى ؟؟ جلال : انت دائما ببالى , تذكرت يوم ما ان عدنا باكين من المدرسه لان المسلمين فقط هم من سيدخلون الجنه , اتتذكر ذلك اليوم ؟؟ سعيد : نعم اتذكرة انه دائما بمخيلتى , الله المحبه يا جلال , وانت المحبه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق