الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

من ذاكرة الجنرال معاون مباحث

دائما ما يكون حلم ضابط الشرطه الصغير العمل بالمباحث ..ويظل يعمل ويجتهد حتى يلفت أنظار رؤساءه.... فيكون التحاقه بالمباحث هو الهدف والغايه ...الا ان الامر كان مختلف نماما بالنسبه للعبد لله ..فقد كنت سعيدا جدا بعملى كضابط نوبتجى القسم خاصة فى النوبتجيه المسائيه والليليه .. كنت امارس مهامى دون رقابه لصيقه من قياداتى واشعر بقدر ممتع من الاستقلاليه ..فنتائج جهودى تنسب لى مباشرة دون وسيط او شريك ..حفظت طبيعة هذا العمل عن ظهر قلب ...فوجئت فى احد الايام وكانت فى شهر ابريل سنة 1970 علىما اذكر ..بإستدعاء السيد العقيد صلاح الدين امين مأمور القسم لى بمكتبه ..وطلب منى الجلوس بالقرب من مكتبه بعد ان اخلى المكتب تماما ..ونبه على الشرطى المعين على مكتبه بعدم دخول احد لإنشغاله بأمر هام ...ارتبكت وحدثت نفس ....خير ؟؟؟وبعد ان انتهى من مكالمه تليفونيه التقت لى وقال ..مبروك ..وقع عليك الخيار وعينت معاون مباحث القسم ...فاشتد ارتباكى ..ولم انطق الا بكلمه واحده ...شكرا ..حدثنى عن طبيعة عملى الجديد ووجه لى بعض النصائح والارشادات ...وفى نهاية اللقاء قال لى ...من بكره حاتبدأ مرحله جديده فى حياتك الشرطيه واتمنى لك التوفيق ...انا واثق من حسن اختيارى ...خرخت من مكتبه ..وانا احدث نفسى ..انا اعمل فى نوبتجية القسم منذ اكثر من عام ونصف واعتدت على نوعية العمل مع الشاويش النوبتجى ..ومساعد النوبتجيه ...وشاويش الحجز وغرفة السلاح ..وتلقى بلاغات المواطنيين وعمل محاضر المشاجرات والمصادمات وبلاغات السرقه والنشل ...الخ ..كان كل العاملين بالقسم يقدرونى واشعر بتقديرهم واحترامهم ...ايه حكاية المباحث دى ؟...وهل سأحقق فيها ذاتى وطموحى ؟وما هى ضمانات النجاح ؟ وعند انتهاء نوبتجيتى عدت لمنزلى ..وظللت افكر واحدث نفسى واستقر رأى على انه ...لابد وان انجح فى هذا العمل الجديد حتى اثبت للسيد المأمور ولذاتى ..اننى قادر على النجاح فى اى عمل ... لم انم فى تلك الليله ..وفى الصباح توجهت للقسم مرتديا ملابس مدنيه ...قابلنى زملائى الضباط والصف ضباط والشرطه والعاملين المدنيين بالقسم مهنئين ..صافحنى كل مساعدى من الصف ضباط وكانوا جميعا فوق سن الخمسين ...الرقيب اول كمال منصور وكان رجل عسكري من الطراز الاول والرقيب احمد مصطفى فرحات الذى كنت كثيرا ما اعتمد عليه والرقيب عبد الرحيم عبد الفتاح وكان رحمه الله رجل هادىء ...كثيرا ما قدم لى النصح والارشاد فى كثير من المواقف وظل على صلة مستمره وطيبه بى حتى بعد خروجه على المعاش الى ان لقى ربه فى منتصف التسعينات ثم ظل نجله يزورنى حتى وقت قريب ...لازلت اذكر هؤلاء جميعا وغيرهم...فقد تعلمت منهم الكثير ...كانوا جميعا ينتمون الى جيل من الرجال المحترمين المحترفين المتمرسين الجاديين ..احترمتهم فوقرونى ...كنت استمع لهم بإنصات شديد ...كان لديهم الحنكه والخبره والتجربه ..كانوا يخافون وحريصون على كما لو كنت ابن لهم ...لم يبخلوا عنى بالنصيحه ابدا..استفدت منهم الكثير ... و منذ هذا اليوم بدأت فى رحله طويله وممتعه فى عالم وحقل المباحث الجنائيه والامن العام استمرت لسنوات وسنوات ...تخللها محطات ومحطات ...عالم ودنيا مليئه بكل ما هو مثير ومفيد ...وللحديث بقيه ... وكانت ايام ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق