الجمعة، 16 أكتوبر 2015

فرعون اليهود الجزء الرابع

 هناك بعض الآراء الأخرى الضعيفة مثل:
أ - فرعون الخروج هو تحتمس الثاني:
يقول د. موريس بوكاي " ج. دي ميسلي J. De Miceli (1960م) الذي يدعي أنه توصل إلى تحديد زمن الخروج بهامش تقريبي يصل إلى يوم واحد، وهو 9 أبريل 1495 ق.م. وهذا فقط من خلال حساب التقويمات. وعلى ذلك يكون تحتمس الثاني، وكان ملكًا في هذا التاريخ، هو فرعون الخروج.. إن هذا البناء الغريب لا يأخذ في اعتباره مطلقًا الأمور الأخرى في رواية التوراة، وخاصة إشارة التوراة إلى مدينة رمسيس، تلك الإشارة التي تبطل كل فرض عن تحديد تاريخ للخروج قبل أن يكون أحد الرعامسة قد ملك مصر"(26). وتغافل هذا الرأي أن مدينة رعمسيس قد تكون شيدت بأيدي اليهود في تاريخ سابق، ثم أعاد تجديدها رمسيس الثاني فدُعيت باسمه، كما تغافل أن اسم رمسيس كان منتشرًا عبر التاريخ المصري، وإن كان المشهور من الرعامسة هو رمسيس الثاني، فماذا نعرف عن رمسيس الأول؟!.
ب - فرعون الخروج هو رمسيس الثاني:
وصاحب هذا الرأي هو الأب ديفو R. P. de Vaux في كتابه " تاريخ إسرائيل القديم " معتمدًا على أن الخروج لم يحدث إلاَّ بعد بناء مدينتي رمسيس وبيتوم، وقال أن حوليات " دريتون " Drioton " وفاندييه " Vandier حدَّدتا عام الخروج بـ1301 ق.م.، وافترض الأب ديفو أن رمسيس الثاني هو إلى اضطهد العبرانيين، وفي النصف الأول أو منتصف حكمه خرج العبرانيون من أرض مصر.
وقال " كنت أ. كتشن " أن فرعون التسخير هو سيتي الأول، وفرعون الخروج هو رمسيس الثاني، على اعتبار أن سيتي الأول هو الذي بدأ بناء مدينتي رعمسيس وفيثوم، وتم الانتهاء منهما في عصر ابنه رمسيس الثاني وهذا ما دعى تسمية أحد المدينتين باسمه. وجاء في لوحة ترجع إلى مرنبتاح ابن رمسيس الثاني " وإسرائيل خربت ولم يعد لها بذر " أي أنها خرجت من أرض مصر ولم يعد لها وجود. وجاء في النقوش التي تم اكتشافها على جدران بعض المعابد التي أقامها رمسيس الثاني تسخيره للأسرى.
وقد تغافل هذا الرأي أن موسى وُلد أثناء فرعون الاضطهاد وأخرج شعبه بعد ثمانين سنة، فإن رعمسيس الثاني هو الذي سخر اليهود في بناء المدن والمخازن فليس من المعقول أن يمتد به العمر في الملك إلى ثمانين سنة، ولذلك يقول د. محمد مهران".. " وبالتالي فإن رعمسيس الثاني قد يكون فرعون التسخير ولكنه ليس فرعون الخروج"(27).
كما أوضحت التوراة أنه أثناء هروب موسى في أرض مديان علم أن فرعون الاضطهاد الذي كان يطلب قتله قد مات " وقال الرب لموسى في مديان أذهب أرجع إلى مصر. لأنه قد مات جميع القوم الذين كانوا يطلبون نفسك" (خر 4: 19).
جـ- فرعون الخروج هو توت عنخ آمون:
ربط البعض مثل سيجموند فرويد، وبرستيد، وماير، وهول، وأرمان وغيرهم بين دعوة توت عنخ آمون للتوحيد وبين موسى النبي وخروج بني إسرائيل.
ويتجاهل هذا الرأي أن عبادة قرص الشمس لم تكن من اختراع توت عنخ آمون (إخناتون) إنما كانت معروفة من قبل منذ الدولة القديمة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حتى أن عدد كبير من أسماء الملوك ارتبط باسم " رع " مثل خفرع.. رابع ملوك الأسرة الرابعة، ومنقرع.. وساحو رع، وني أوسرع، ونفر إف رع، وأيضًا توحيد إخناتون لم يكن توحيدًا نقيًا، لأنه أعتبر نفسه ابن الإله.
د - هذا الرأي نسوقه من قبيل الفكاهة، إذ قال محمد على الصابوني في كتابه " النبوءة والأنبياء(28)" أن فرعون موسى هو " الوليد بن المصعب " وقد زاد عمره عن الأربعمائة عام(29).
_____
(26) القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم ص 259.
(27) مصر والشرق الأدنى القديم ص 487.
(28) ط 2 - السعودية سنة 1980 ص 167.
(29) راجع محمد قاسم محمد - التناقض في تواريخ وأحداث التوراة ص 218.
(30) قصة الخلق، ومنابع سفر التكوين ص 140.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق