السبت، 1 أبريل 2017

.حكاية ..الشيخ سيد .الجزء الاول

من قصص الجنرال
حكاية اليوم..عجيبه وغريبه...اقتحام عالم الاسرار والغموض ...عالم ..الانس والجن ..وهل هو مجرد خفة يد ونصب ..ام ان هناك امور لا نجد لها حتى الان تفسير عقلى ...
عندما التحقت بالعمل فى ادارة حماية الاداب فى منتصف عام 1985 سألت استاذى الكبير الراحل اللواء مهند دكرورى ..وهو رجل مشهود له بالعتدال والصدق ..هل هم مجرد نصابين ودجالين يتمتعوا بخفة يد ...؟ام ان هناك عالم خفى لا نراه ..؟ اجابنى بهدوءه المعهود ...المفروض انه عالم السحر والدجل والشعوذه ...الا انه يوجد احيانا إناس لهم قدرات خاصه ..لم نجد لها تفسير ...حكى امامى ..انه فى احد الايام واثناء عرض احد المتهمين فى احدى قضايا السحر والدجل والشعوذه على المحكمه ..قال الرجل للقاضى ..انا لست نصاب او مشعوذ ..لكنى رجل ذى قدرات خاصه ..إطلب اى شىء وسوف احضره امامك فى لحظات ...نظر اليه القاضى بتحدى وقال له ...هل تستطيع ان تحضر لى طاقية جندى من المرابطين على قناة السويس الان (كان هذا ايام حرب الاستنزاف ) ....فأخذ يتمتم ..وفوجىء الحاضرون ..بطاقيه كاكى اللون تسقط على منصة القاضى ...برغم بعد المسافه بين المنصه وقفص الاتهام ..مما اذهل الجميع ..فى نهاية الجلسه ..حكم القاضى ببراءة المتهم ...وكتب فى حيثيات الحكم...وسبب البراءه ..ان هذا الرجل له قدرات خاصه ومهاره تفوق العقل والمنطق ...
نعود لحكاية الشيخ سيد .أ...الذى ذاع سيطه وانتشر بين الاوساط الفنيه وغيرها ..بأن له قدرات غير عاديه وقادر على حل العديد من المشاكل ...كنت قد شاهدته فى بعض البرامج التليفزيونيه وقراءة الطالع والابراج ...كان قصير ونحيف القامه ..قمحى اللون ..نحاسى البشره مجعد الشعر ...وجهه مرهق ..له سحنه شيطانيه ...يرتدى الجلباب الابيض ..واحيانا بدله افرنجيه وحيده لبنية اللون ...يرسلها للمكوجى بنفسه ظهر كل يوم ..ويستلمها اخر النهار ...وبرغم مؤهلاته المتواضعه جدا ...الا انه كان له سحر خاص ...تحيرت كثيرا فى تفسيره ...معرفته وعلاقته بالجنس اللطيف ..تثير العجب ...تزوج عشرات المرات بجميلات دائما ...وبرغم ثقافته الضحله وصوته السىء ...كان يجيد التحدث مع السيدات ...فقد سمعت بعض مكالماته خلال وضعه تحت المراقبه وهو يتحدث مع احدى ملكات الجمال بإحدى الدول العربيه التى كانت تهيم به عشقا ...طلبت منه غناء رائعة عبد الحليم حافظ ..قارئة الفنجان ...وهى تحدثه تليفونيا من المانيا الغربيه ...وعلى مدار ساعة زمن تقريبا ازعج كل من استمع اليه الا هذه الفنانه وملكة الجمال العبيطه التى...كانت تقول الله الله الله وبحماسه غريبة الشأن ...وكأنها لا تريد ان تنهى المكالمه التى من المؤكد انها تكلفتت مئات بل الاف الماركات ... كانت احدى زيجاته راقصه من الجميلات المشهورات ...وعاش معها شهور ...ولما سألها معارفها ..كيف تزوجت من هذا العفريت الدميم هذه الفتره...كان ردها ..مش عارفه ازاى حبيته بجنون ...وعندما افاقت ..كلفت عصابه بإختطافه ..حيث وضع فى جوال من الخيش ..واغلق عليه ...واستدعى المأذون ...الذى قام بإجراءات الطلاق ...حيث اخرجوا رأسه من خارج الجوال وقال لها انت طالق ثم اغلق عليه مرة اخرى (حكى لى هذه القصه بنفسه ) بعد القبض عليه ...كان من زبائنه مخرج سينمائى فاشل كان ابن فنان كوميدى كبير ...سيطر عليه بعد ان اقنعه بأن سبب فشله فى السينما ...ان هناك مارد اسود يقف له بالمرصاد ..ولا بد من استخدام الزئبق الاحمر معه ...كان من زبائنه فنانات ورجال اعمال ومضيفات جويات ..مصريين وعرب ...كان من ضمن انشطته حضور حفلات الفنانين ...واستعراض مهاراته ...واجتذاب ...العديد والعديد من الزبائن والضحايا الجدد .. يذكرنى هذا بالفنان احمد زكى فى احد الافلام المعروفه ... كان من الضرورى ...ايقاف نشاط هذا الدجال حفاظا على المجتمع واراحة الناس من شروره ...
تم اتخاذ الاجرات القانونيه بوضعه تحت المراقبة السريه المشدده ...وبعد عدة اسابيع من التحريات والمراقبات ..كنت اعرف عنه كل شىء ...كما لو كنت اعرفه منذ سنوات ... فى اليوم المحدد والساعه المناسبه ...تم مداهمة منزله .الكائن بأول شارع الاهرام ..بعد استصدار اذن من النيابه العامه بالضبط....كان يقطن بشقه متواضعه فى الطابق الاول العلوى ...بدخولى ومعى القوه المناسبه برئاسة الرائد جمال الشربينى ...كانت رائحة البخور تزكم الانوف ... دخلنا الحجرة التى يمارس بها عمله ..كان يجلس على مكتب خشبى بسيط مرتدى جلباب ابيض ....ويجلس امامه فتاتين من زبائنه انزعجتا بمجرد مشاهدتنا ...الا اننى طمئنتهما وهدأت من روعهما ...كان اول ما قلته لهما ...وكنت اعرف اسميهما من خلال المراقبه ....معقوله بنتين جامعيتان وبتعملان فى مكان محترم وبنات اسر طيبه وساكنين فى حى راقى ...تصدقوا هذا الرجل ..ابتسمتا ولاذتا بالصمت ...كان رد فعله الاولى بعدما تماسك ..نظر الى بتركيز شديد ..قائلا ...والله والله ...انا كنت عارف انك جاى ...فكان ردى التلقائى امام الفتاتين ...انت كاذب ..لان لو كنت عارف انى قادم ..كان لازم توقف الشغل وتصرف الزبائن ....عيب يا شيخ سيد ...قمت بتفتيش الشقه بحثا عن كل ما يتعلق بالدجل والشعوزه ..من بخور واحجبه وأحبار مختلفة الالوان وعطاره ....الخ ...لكن الملاحظه الهامه ...كيف يعيش رجل واسرته بهذا المنزل المتواضع ..الخالى تقريبا من الاثاث ...برغم دخله ومكسبه الكبير ؟
اصطحبته والفتاتين الى الاداره بمجمع التحرير ...وهناك سألت الفتاتين بمحضر اجراءات وأجايتا على كافة اسألة جمع الاستدلال ...حكت كل منهما عن مشاكل عاطفية فى حياتهما ..وان بعض الصديقات اعطوهما تليفون الشيخ سيد ...وانهما حضرتا اليه بناء على موعد مسبق ...واعتذرتا ...وتأسفتا ...وانصرفتا مع اخذ التعهد عليهما بالحضور لابداء اقوالهما فى النيابه ...فى حالة طلبهما ..
ويبقى السؤال ..ما هى قصة هذا الرجل ؟ ومن الذى علمه تلك المهنه الشيطانيه ؟وكيف تغبرت حياة هذا الساحر بعد ضبطه فى تلك القضيه ؟ وما هو الدرس الذى تعلمته منه ؟وكيف ومتى قابلته بعد سنوات طويله ..كان خلالها يبحث عنى دون كلل ؟ وما هو مصيره بعد كل هذا ؟ نلتقى باكر انشاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق