الاثنين، 30 نوفمبر 2015

من ذاكرة الجنرال تدريب الطلاب

فى احد ايام صيف 1969 استدعيت ومعى زملائى ضباط نوبتجية قسم شرطة امبابه لمكتب السيد العقيد صلاح الدين امين مأمور القسم ...وكان من القيادات المعروفه بالكفاءه والانضباط والذكاء ومن اكثر الناس الذين تعلمت واستفدت منهم فى جهاز الشرطه ..كان لديه قدره مذهله على قراءة افكار من يتحدث معه ..توجهنا على الفور لمقابلته..وجدنا بمكتبه مجموعه كبيره من طلبة كلية الشرطه الذين جاءوا للتدريب الصيفى بالقسم ...وبعد محاضره فى الانضباط والالتزام والسلوك القويم قام بتوزيع الطلبه على النوبتجيات الثلاثة ...صباحى ..مسائى ..ليلى ..وفى نهاية اللقاء افهم الجميع انه سوف يتابع تدريب الطلبه بنفسه ...عقب نزولى لمكتبى التقيت بالمجموعه المكلف بتدريبها ..رحبت بهم واطلعتهم على التعليمات ونظام العمل ...قلت لهم انتم زملاء المستقبل القريب ... امامكم فرصة جيده للتعلم قلت لهم حب العمل والتفانى فيه هو بداية النجاح والاستمتاع بالعمل الشرطى ...نجاح الضابط يبدأ من الالتحام بالمواطنين .. ضابط الشرطه فى نظر الناس اى كان عمره السنى ..هو الحاكم ..هو القانون ..هو السلطه ..هو هيبة الدوله ..كنت سعبد الحظ بهم فقد كانوا مجموعه رائعة من الشباب ..كان معظمهم دون العشرين .. ...وكما افدتهم... استفدت منهم ...كنا نخرج جميعنا فى الدوريات الامنيه الليليه والمسائيه ..علمتهم كيفية الاشتباه وكيفية التعامل مع المواطنيين وكذلك الخارجين عن القانون ..افهمتهم ورسخت فى ذهنهم ان الشرطه هى صديقه الشعب وملاذه الامن ...وان الضابط الذى يفشل فى التعامل مع الناس سوف يكون ضابط فاشل لا رجاء منه ...المواطنيين هم الذراع الايمن للشرطه وبدون معاونة الاهالى ..لن تنجح ابدا... الضابط الناجح هو الذى يحترم عمله ويفضله على اى شىء اخر...كانوا جميعا عند حسن الظن بهم ..وفى نهاية فترة تدريبهم التى استمرت شهر ..وعدونى بالتواصل ...وفعلا كنت اراهم فى اجازاتهم الاسبوعيه ...اصبحوا جميعا اخوة لى برغم انهم لم ينادينى اى منهم بإسمى حتى الان مجرد من لقب ..بك ..من واقع معرفتى بهم كنت اقول لكل واحد منهم انت تنجح فى كذا ..ونجاحك سيكون محدود فى كذا ...ومرت الايام وصدقت معظم نبؤاتى... تخرجوا جميعا من الكليه واصبحوا من احسن وانجح ضباط الشرطه وتقلد معظمهم وظائف مرموقه ..كنت اتابعهم وهم يتابعونى.. عن بعد... كنا نتواصل برغم بعد المسافات وانشغال كل بحياته وعمله .. ولازلت اشعر بسعاده شديده عندما يحقق اى منهم نجاحا فى اى مجال ..لازلت اذكرهم جميعا ....اسعد برؤية اى منهم وسماع اخبارهم ...فلازلت اتواصل مع الصديق جمال الجوهرى الذى كنت اعتبره اركان حرب المجموعه الرائعة التى تدربت معى بقسم شرطة امبابه فهو يحرص على الاتصال بى بصفه دوريه ويطلعنى على كل الاخبار فله منى كل الشكر ...لازلت اذكر الصديق ..الدسوقى على فايد ..الذى قد تنبأت له ونصحته بالابتعاد عن كل عمل مكتبى ..لانه كان لا يطيق الجلوس على اى مكتب مدة تذيد عن خمس دقائق ..ومرت الايام ..وعمل فى مرور الجيزه وظل يركب موتسيكل طوال عمله الى ان التحق بوزارة الخارجيه وظل يتنقل حول العالم الى ان عين سفيرا بالخارجيه ...لن انسى الصديق الجميل كمال النجار الهادىء الصامت الرصين الذى كان مثالا للادب والاحترام ...لن انسى ابدا الصديق الجميل صلاح فهمى بإبتسامته ووسامته ...لن انسى الصديق المرحوم حمدى عبد الكريم ذلك الفتى الاسمر الذى لم اراه سنوات طويله ..ومجرد علمى فى نهاية التسعينات من القرن الماضى انه فى المستشفى توجهت له وفوجىء بى امامه فبكى على كتفى وهو يحتضنى ...لازلت اذكر الصديق اللامع يسرى الروبى الذى انشأ واسس شرطة الطرق السريعه واولها طريق مصر ..الاسكندريه الصحراوى ...يسرى كان من المفروض ان يصل لاعلى المناصب الا انه فضل العمل الحر مبكرا ..وشقيقة الجميل سراج الروبى ...الذى كان من الواضح منذ صغره ..انه سيكون له شأن كبير فى مجال الدراسات القانونيه ....وكذا الصديق الرائع وحيد حسن الشتيوى ...ابن الناس الطيبيين ...كان ساكن على النيل فى الدقى ..و استكمل دراسة القانون وحصل على الدكتوراه من جامعة كنتاكى بأمريكا واصبح محامى دولى مرموق.. وبالمناسبه ...قابلنى يوما منذ عدة سنوات مصادفة بأحد الفنادق الكبرى وجاء لمصافحتى وشقيقى الذى كان معى حيث كنا بالمطعم وصمم على ضيافتنا ..وحدث شقيقى قائلا ...فهمى بك ..علمنى حاجات كثيره مفيده لازلت اذكره بها حتى الان ... مرت بخاطرى تلك الاحداث بعد ان اتصل بى مساء اليوم اخى وصديقى اللواء جمال الجوهرى ...الذى يخجلنى دائما بسؤاله الدائم عنى ...لك منى يا جيمى كل التحيه والامتنان ...وكانت ايام ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق