الأربعاء، 4 نوفمبر 2015

عصارة القصب قصه قصيرة

حدث في ريعان شبابى يوما ما عندما كنت شابه صغيرة , في شتاء احد الايام قارسه البروده من شتاء اكتوبر .. تحديدا 28 اكتوبر 115ق . م .
ثورتين .... مرت ببلادى أنذاك , ويبدوا ان الوهم اصبح سيد الموقف في المرتين , الجميع مستفيد ولكن الاكثر نفوذا هو الذى سادب النهايه , أصبح الجميع غير أمن وطارد الامن الجميع . 
وفي تلك الليله بالذات كنت بصبحه صديقه لى بميدان العجوزة و كنا قد تعودنا كلما مررنا من هذا المكان ان نشرب عصير قصب من عصارة قديمة بشارع جانبى , وهى عصارة بسيطه ايضا .
كنا نتحدث بصوت عالى ونضحك تحت المطر تغمرنا السعاده كعادتنا .
وصلنا لعصارة القصب وطلبنا عصير ووقفنا نتحدث ونضحك وبجانبا رجل لفت نظرى انه يعطينا ظهرة بشكل مفتعل حتى لا نراه واذانه وعنيه معانا . 
رجل قصير القامه ليس طويل ولكن شعرة الابيض وشياكته وهيبتة جعلتنى اشك فيه , فوقفت وراءه انظر الي محفظتة وهو يحاسب على العصير فوجدت بداخلها كارنيها وزارة الداخليه امن وطنى . 
تحيرت في امرى كثيرا ...ما الذى يفعله مثله هنا في مثل هذا المكان المتواضع وكيف يتحرك وحيد بشكل منفرد , وقررت الا اكلمه وقد اخد باله منى واتلفت لى ونظر لي , كان وسيم وهندام وله هيبه ملفته للنظر . 
فقررت ان ابدا بالحديث ولا ادع الموقف يمر هكذا : جميل ان تشارك الداخليه الشعب اهتماماته البسيطة ... 
نظر الي الرجل وانقلب وجهه الي اللون الاصفر ونظر الي طويلا يبحث عن كلمات يرد بها ثم قال : ايوة احنا بنحب نشارك الشعب . 
ردت بقوة : دا شئ جميل . 
الرجل لازال في حيرة من امرة ويتاملنى فقاطعته صديقتى : انتى عرفتى منين ؟
فخرج الرجل من ربكته قائلا : صحيح عرفتى منين ؟ مخابرات ؟ 
فضحكت وهو واقف ينظر الي ينتظر منى اجابه , وكأنى سمعت خفقات قلبه , ولم ارد : فسأل سؤال اخر : هو حضرتك شغاله ايه ؟ 
اخبرتة : موش بالضرورة ان اكون شغاله يكفى الانسان يكون لماح . 
الرجل وقد بلع ريقه : هي ملاحظة كويسه طبعا , لكن كنت احب اعرف عرفتى ازاى ؟ 
اخبرتة الكارنية في محفظتك وانت بتدفع الحساب . 
حمد ربه وابلغنى انها ملاحظه جيده وسيضعها باعتبارة وانصرف مسرعا واختفي من الشارع لم الحظ من اي اتجاة سار . 
ربكه رجل مثله حيرتنا كثيرا , لا اعلم ... لماذا يخاف مثل هؤلاء ؟؟ ولماذا فكر ان يتجول وحيدا بدون حراسه ؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق