الاثنين، 30 نوفمبر 2015

من ذاكرة الجنرال ى .د

قرب نهاية 1970 واثناء وجودى فى المكتب عصر احد الايام اتصل بى عامل تليفون القسم وابلغنى انه تلقى بلاغ من احد المواطنين بحادث قتل بمنطقة عزبة الصعايده بإمبابه ...وعلى الفور جمعت بعض الشرطه السريين وانتقلت الى مكان البلاغ ...وعند وصولى الى مكان البلاغ ...فوجئت بطالب كلية الشرطه يسرى الروبى الذى كان يسكن بالقرب من مكان الحادث يقابلنى ...وفور وصولى تنحى بى جانبا ...فهمت منه انه علم بالحادث من احد الجيران ...ولقربه من مكان الحادث فنزل من بيته و وصل خلال عدة دقائق ..تبين من فحصه الاولى ان شاب مقيم بأحد بنايات الحى قتل ابن زوج والدته ...وانه يختبأ داخل الشقه التى ارتكب بها الحادث ..وان اثنين من شهود الحادث يتحفظ عليهم الطالب يسرى فى احد المحلات بعماره مجاوره ...وعندما سألته لماذ لم تدخل الشقه المختبىء بها المتهم وضبطه ...رد على وعلى وجهه ابتسامه خبيثه ...سيادتك علمتنا ان عمليه ضبط اى متهم يشتبه فى حمله اى سلاح لابد ان تكون مؤمنه تماما وانا كنت بمفردى ...فلم اجد مجال للمجاذفة او المخاطره ...وعندما لاحظ امتنانى لتصرفه العاقل الحصيف ...قال بصوت خفيض ...سيادتك اللى علمتنا كده ...كان لفيف كبير من المواطنين يحكم الحصار من تلقاء نفسه على العقار...فطلبت منهم الابتعاد عن باب العماره ...ناديت على المتهم بإسمه الذى عرفته من الطالب الضابط يسرى الروبى ...فسمعت صوت صادر من الشقه محل الحادث ..ايوه انا مستعد اسلم نفسى ..فطلبت منه الخروج من الشقه رافعا يديه خاليتين ...وفعلا خرج المتهم وامتثل للتعليمات ...كان شاب فى العشرينيات متوسط الطول قمحى اللون له شارب ..قمت بالقبض عليه وتفتيشه ...ارشدنى عن السلاح المستعمل وكان عباره عن سكين مطبخ كان قد القاها بالمرحاض..كان مستسلما تماما ...دخلت الشقه..كانت ضيقه ..بسيطه الاثاث ...ارشدنى كذلك عن الحجرة التى ارتكبت فيها الجريمه البشعه ...دخلت الحجرة ..وجدت جثة لصبى فى الخامسة عشر من عمره يرتدى بيجامه يرقد منتصفه العلوى على السرير ..يرتدى فى قدميه الملامسه لارض الغرفه شبشب زنوبه.. محتويات الغرفه والسرير كانت مرتبه مما يدل على عدم حدوث اى مقاومه من المجنى عليه وان المتهم كان اقوى بكثير من المجنى عليه ... وبمعاينة الجثه وجد بها جرح قطعى عميق بالرقبه ... قابلت الشاهدين الذى قدمهما الطالب يسرى الروبى ...وكانت اقوالهما الشفويه تؤيد اعترافات المتهم ..الذى علل جريمته بسوء معاملة زوج والدته له ولامه ..وانه ارتكب جريمته بغرض الانتقام ...ناقشت المتهم وتبين انه من اهالى حى شبرا ...وانه ابن شقيق صاحب محل ابو عميره للحلويات والجيلاتى الكائن بشارع شبرا امام مدرسة التوفيقيه الثانويه ..وانه سبق و قام بقتل عمه اثناء تواجده بالمحل منذ عدة سنوات ..وحكم عليه بحكم مخفف لانه كان حدث صغير السن ...وانه امضى العقوبه وخرج من السجن منذ فترة وجيزه ..استكملت الاجراء بإخطار النيابه العامه ...حيث اعاد المتهم اعترافه بتفصيلات الحادث ..وقدم للمحكمه ...وقضى بإعدامه شنقا ...اود هنا ان اقول ..ان سرعة انتقال الطالب الضابط يسرى لمكان الحادث وقيامه بكل الاجراءات القانونيه والشرطيه كان لها الاثر الحاسم والفضل فى نجاح هذه القضيه ...فلم يترك لى الكثير ..كى افعله ..كان طالب ممتاز وكان كذلك ضابط عظيم خسرته الشرطه ...اقل ما اقدمه لهذا الضابط المميز ان احكى هذه القصة ...فينك يا يسرى ...وكانت ايام ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق