الثلاثاء، 21 يونيو 2016

حُبى و ذكرياتى الجزء السابع


أنتظرنا تصريح الدفن وتشريح الجثه لأكثر من 12 ساعه , حيث ان الطبيب اتى للمشفي بعد الحادث بـ8ساعات , وأعلنا اننا لن نقبل العزاء .
أتسائل بتعجب : لماذا ؟!
يبتسم قائلاً : هذا يعنى اننا سنثأر للخيانة ولأخينا ....
اعقب مهمهمه وبعدين ؟
أختفى ابناء العم التسعه من البلد , حيث كنا قد أرسلنا من يتخلص منهم التسعه قبل أن يوارى التراب جثه أخى , ولكن يبدوا انهم خططوا لكل شئ و أختفوا من البلد , وكما ترين الوالده مريضه هنا بالمنزل , و الوالد دخل بغيبوبه و بالمشفى هو الآخر وحالته حرجه بعد مقتل ابنه الأكبر و الأصغر بالسجن و الاخر بالقاهرة وتفرق شمل العائله بسبب الحقيقه .
أعُقب : اب مسكين فعلا .
وبزيارتنا للوالد بالمشفى طلب منا إقامه عزاء ولن نثأر , ولم تفلح جهودنا لإقناعه ...... فأقمنا العزاء باليوم السادس من وفاة اخى .
لم اتمالك دموعى , يتوقف الحج بهجت عن الكلام ليسألنى : لماذا تبكين ؟؟
يالها من ام مسكينه واب حزين , اى انسان طبيعى لازم يبكى في مثل هذا الموقف ..كيف تحملت كل هذا ولازالت صامد ؟؟
تبسم لى قائلا : يا بختك تمتلكين الدموع , ليتنى كنت أستطيع ... الصمود لم يكن خياراً
وبعدين , ماذا حدث ؟ أكمل
لم نثأر لأخى الاكبر , والاخ الاصغر بالسجن , و الوالده كما ترينها كانت قوية لوقت طويل ..قوية بما يكفى , الا انها ام بالنهايه ..... و الوالد قرر ان يرعى ابناء اخى الخمسه ويحتضنهم .
و.................
ينظر الى مطولا
و..............
اُخبرة : و إنتهت القصه ؟؟
الحج بهجت : الوالد أراد ذلك , لن ينتهى الثأر بيننا وبينهم , ربما يدفع أبناء اخى الخمسه خطأ لا ذنب لهم فيه يوما ما, أراد الوالد ان نحيا بسلام , واختفى أبناء العم من البلد التسعه ليس بمنزلهم سوى الحريم وهذا بحد ذاتة امر مغزى , ولانهم خانوا , فيعلمون جيدا عقوبه عودتهم . يوما ما سيثأر رجالنا لنا , الضغينة بالقلب و التظاهر بالسلمية امر لا نعرفه هنا , من اخطأ سيدفع ثمن خطأه يوما ما .
أتعلم يا حج بهجت : ان لديك خيارت كثيرة للهروب من الموقف فربما كان عليك الاختيار , الحقيقه لا تفيد أحيانا .
سنثأر يوما ما لا تقلقى رجالنا لن يتهاونوا .
لا اتحدث عن الثأر , اتحدث عن الطف طريقه لتجنب الامر من البدايه .
دفعنا ثمن رقه قلب الوالد .
أعتقد اننا بعدنا عن المنزل لقد مشينا كثيرا وسرقنا الوقت لم اشعر به حقيقه .
لا لم نبعد عن المنزل كل هذه الأرض تابعه لنا , وهذا هو باب المنزل , يشير اليه : تفضلى .. للمنزل اكثر من باب .
يودعنى عند باب المنزل بعيونة فأخبرة : تحتاج للراحه , قبل ان تدخل البيت , اطمن على الوالده بطريقك .
لن اذهب للبيت الآن سأذهب لصلاة الفجر بالمسجد لعل الله يرزق قلبى المحبه يوما ما
امسح دموعى ويعتذر لى الحج بهجت قائلا : يبدوا ان الوقت سرقنا لقد كان حديث مريح للغايه , واسف جدا اذا كنت اثقلت كاهلك بمشكلاتنا,ويهم بانصراف فأمسك يدية متأمله بريق القوة بعيونة : أتعلم الآن فقط ادركت ان لهدوءك حكايه .... ادركت القوة ببريق عينيك ... فهمت سر إبتسامتك الحزينة .

أحتضننى بعينيه وانصرف لصلاة الفجر
يتبع .....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق