الجمعة، 24 مارس 2023

من ذاكره الجنرال ... حفيدنسر الصحراء بالساحل الشمالى

 

اسف مقاله طويله جدا ...بس اتمنى ان تقرؤها ...فهى غريبة حقا ...
اول امس الثلاثاء كنت فى الساحل الشمالى بستعد لرحلة العوده للقاهره حيث كنت هناك منذ يوم السبت لانهاء بعض الأمور الخاصه ...كان معى الصديق محمود ثروت حيث استيقظنا مبكرا ...قبل شروق الشمس ...استعدادا للسفر ..حكى لى الصديق العزيز على حلم او رؤيه ...جعلني أشعر بالانقباض...لم اعلق ...واخفيت قدر الإمكان مشاعري...واستاذنته فى الخروج بحجة إحضار شىء من السياره .. حتى أعطى لنفسى فرصه لاستجماع رباطة جاءشى ...برغم اننى لست متشاءما بطبعى ...الا اننى شعرت فى هذا الوقت بانقباض...على غير طبيعتى ...اخذت اردد بينى وبين نفسى مقولة ...اللهم اجعله خير ...اللهم اجعله خير...اللهم اجعله خير ..حتى اننى فكرت فى إلغاء السفر فى هذا اليوم .....عند وصولى للسياره فتحت حقيبتها ...وانا اتظاهر اننى ابحث عن شىء ..ولم ءاخذ منها اى شىء ...وعند عودتى شاهدت قطة بيضاء ..تموء...تقترب منى ..كان مواؤها بصوت مسموع .غيب ..كما لو كانت تقول لى ...انا جعان..وعند عودتى وجدتها تسير خلفى ..باصرار... .ولازال صوتها مسموع بل مرتفع ...وفى طريق العوده شاهدت قطة أخرى سوداء انضمت لها ...وسارتا خلفى حتى وصلت للمسكن ..كان صوتهما مرتفع وغريب...حتى ان صديقى ثروت ...تعجب و استفسر منى .ولم احكى له شىء ..وكان ردى ...يمكن جعانيين...فتحت الثلاجه وجمعت بقايا الاطعمه المتبقيه ووضعتها على كيس بلاستيك ...واخرجته لهما ...انقضا على الطعام بلهفة مجنونه ...كانا ينظرون الى وفى عيونهما شكر جزيل ...وبعد ان انتهيا من التهام الطعام انصرفتا ...راضيين
أخذنا نلملم حقاءبنا ..استعدادا للرحيل ..وعند ركوب السياره..اقترحت عن قصد ان اتولى انا القياده ..رغم ان الصديق ثروت ...كان من المفروض هو الذى يتولى القياده ..كان متعجبا ..ونظر الى باستغراب ..الا اننى تصنعت الابتسامه..ولم ارد وبعد حوالى ٤٥ دقيقه وصلنا إلى..بوابة الدخول للطريق الصحراوى للقاهره ...وبعد عبورنا ..وبحوالى ٣ كيلو متر ...طلب الصديق ثروت التوقف على يمين الطريق بجوار عربه صغيره يقف عليها شاب صغير يبيع الشاى والقهوه ...حيث كان يرغب فى احتساب كوب من القهوه ..والح على فى تناول اى شى الا ننى رفضت ...كان الطريق حيث كنا نقف ضيق جدا ..حيث كان يتم عليه بعض إلاصلاحات.....وبالكاد يسمح بمرور سيارتين..فقط ..المهم تناول القهوه ...وعند إعادة تشغيل السياره لاستناف الرحله..فوجئت بانها لا تعمل ...ولعب الفار فى عبى ...فهذه اول سابقه لها من هذا النوع .وعلى سبيل التسليه ..اخذ ثروت يتحدث مع نادل القهوه عن كيفية إصلاح هذا العطل المفاجىء...كان النادى ممتعص بعض الشيء ..فقد تسببنافى تعطيل....كانت الأمور لا تبشر بالخير...فالطريق ضيق ...ولا يوجد حولنا اى ورش إصلاح.....وكان حديث نادل القهوه والشاى وكان اسمه فرج ...إن العمليه مش سهله ......وعلى سبيل التسليه تحدث معه الصديق ثروت..انت منين يا فرج ...الذى رد ..انا من عرب اسيوط ..كل هذا وانا صامت ....افكر ...فى حلم او رؤية الصديق ...وكيف نخرج من مشكلة عطل السياره ...خاصة وانه لم تقف لنا سيارة واحده ...رغم محاولاتنا بالاشاره ...فالطريق سريع وضيق ..وفجأه...وبدون مناسبه..الاخ فرج وهو يبادل ثروت الحديث ....انا جدى نسر الصحراء اللى اتكتب عنه فى الفيسبوك ...استوقفتنى تلك العباره ..فدخل فى الحديث ولأول مرن .وسالته ...انت تعرف نسر الصحراء منيين ...فاجابنى ...ده سيدى ...واللى كتب عنه فى الفيسبوك ...واحد لواء ....كن يتحدث بفخر ...ويغلظ الحروف ..فاجءته...وفاجءت صديقى ثروت ايضا ....انا عارف اللواء اللى كتب عن نسرالصحراء او نسر الصعيد ....كان مندهشا من كلامى كما لو كان لم يصدقني...ونظر الى متعجبا .... وكذلك ثروت ...قلت له ....انا اللواء اللى كتبت المقاله دى ...من عدة سنوات...صمت ولم يرد ..كما لو كان لا يصدقني..ونظر الى متعجبا ...فسالته بحسم انت جدك الحاج محمد العرمان ..من عرب مطير اسيوط....و..عمك اسمه فرحان ...تحول فرج الى شخص آخر...كان مذهول ..اخذ يردد مش معقول ...مش معقول .. قلت له اتصل بعمك فرحان وبلغه ...انك واقف مع ... اللواء فهمى سعود وشوف حايقلك ايه ؟ كان صديقى ثروت كذلك متعجب من تلك المصادفه العجيبه ...تحدثت هاتفيا مع الاخ فرحان ابن نسر الصحراء او نسر الصعيد ...فلم اكن قد التقيت به ....منذ سنة ١٩٧٦ عندما انتهت خدمتى بمركز ساحل سليم بمديرية امن اسيوط ...كانت مفاجئه...لى وله ...تحدثنا حديث الذكريات ....قال لى ان والده توفىلرحمة الله سنة ٢٠٠٥ ...وان عاءلته كانت سعيده وفخوره بمقالتى...التى نشرتها عن والده بالفيسبوك...تحدث معى اكثر من ربع ساعه ...وكان لا يرغب فى انهاء ...الحديث..كان حديث مثير للشجون ...والذكريات.....ووعدنى بالزياره فى القاهره ...باذن الله....تحدث مع قريبه فرج نادل القهوه والشاى ...وطلب منه...وأمره.....بأن بعمل كل ما يلزم لإصلاح سيارتى وبسرعه والاطمئنان على حتى اصل الى القاهره بسلامة الله .....وفى خلال دقائق...وجدت فريق من الشباب الجدعان ...يعملون كل شىء من اجل إصلاح سيارتى ...بعد ان تعطلت لمدة ساعتين من الزمان ...اكتسبت خلالها اشياء ثمينه و كثيره ...كنت اتوق اليها .....حتى عدت بسلامة الله الى القاهره ...
وبعد عودتى لبيتي اخذت استعيد...شريط ذكريات هذا اليوم الطويل ...واخذت أتساءل وأحدث نفسى ....من الذى رتب تلك الاحداث....بداية من القطتين البيضاء والسوداء ....حتى وصولى بيتى ....مرورا برؤيه او حلم الاخ ثروت ...والنادل الفرج وعطل السياره فى هذا المكان تحديدا ...والعثور على الاخ فرحان.ومحادثته.....ومقالة الفيسبوك عن نسر الصحراء...وذكريات ساحل سليم التى تركتها منذ ٤٧ عاما ...وانتهيت الى نتيجة ...اننا نعيش فى كون صغير بل متناهى الصغر ....يسيره ...رب كريم ...وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا ....وما تدرى نفس باى ارض تموت....صدق الله العظيم ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق