الخميس، 3 نوفمبر 2016

عصارة القصب

عصارة القصب
قصه قصيرة
حدث في ريعان شبابى يوما ما ... عندما كنت شابه صغيرة , في شتاء أحد اليالى قارسه البروده من شتاء أكتوبر .. تحديداً 28 اكتوبر 2015ق . م .
ثورتين .... مرت ببلادى أنذاك , ويبدوا أان الوهم أاصبح سيد الموقف في المرتين , الجميع مستفيد ولكن الأكثر نفوذاً هو الذى ساد بالنهايه 

بأى حال 
في تلك الليله بالذات كنُت بصبحه صديقه لى بميدان العجوزة و كنا قد تعودنا كلما مررنا من هذا المكان أن نشرب عصير قصب من عصارة بسيطة قديمة بشارع جانبى .كنا نتحدث بصوت عالى ونضحك تحت المطر تغمرنا السعاده كعادتنا .
وصلنا لعصارة القصب وطلبنا كوبين عصير ووقفنا نتحدث ونضحك وبجانبا رجل لفت نظرى أنه يُعطينا ظهرة بشكل مفتعل حتى لا نراه ولكن أذانه وعنيه معنا .
رجل قصير القامه ليس طويل ولكن شعرة الابيض وشياكته وهيبتة جعلتنى أاشك فيه , فوقفت وراءه أنظر إلي محفظتة وهو يخرج النقود من محفظتة للحساب  على العصير  , فوجدت بداخلها كارنيه وزارة الداخليه امن وطنى .
تحيرت في أمرى كثيراً ...ما الذى يفعله مثله هنا في مثل هذا المكان المتواضع وكيف يتحرك وحيد بشكل منفرد , وقررت ألا أكلمه , وبهذه الاثناء لاحظنى فإتلفت لى  , كان وسيم وهندام وله هيبه ملفته للنظر .
وبعد تردد قررت أن أبدا بالحديث ولا أدع الموقف يمر هكذا فلم أقابل مثله من قبل  : جميل أن تشارك الداخليه الشعب إهتماماته البسيطة ...
برقت عينيى  الرجل
ذهولاً وتقلب وجهه بالالوان وبعد مضى دقيقه صمت وتأمل على ما يبدو أنة كان يبحث بعينى عن إجابة مناسبة ومع قوتى وثباتى أتخذ قرارة  ,  فقال : أيوة إحنا بنحب نشارك الشعب .
ردت بقوة : دا شئ جميل .
الرجل لازال في حيرة من أمرة ويتأملنى فقاطعته صديقتى موجهه حديثها لى  : إنتى عرفتى منين ؟
فخرج الرجل من ربكته قائلاً : صحيح عرفتى منين ؟ مخابرات ؟
فضحكت وهو واقف ينظر إليا ينتظر منى اجابه وضحكت صديقتى أيضاً , وكأنى سمعت خفقات قلبه , ولم أرد : فسأل سؤال اخر : هو حضرتك شغاله إيه ؟
أخبرتة : موش بالضرورة أن أكون شغاله يكفى الإ نسان يكون لماح .
الرجل وقد بلع ريقه : أممممم , و لكن لازال لدى فضول كيف عرفتى طبيعه عملى ؟ هل سبق وتقابلنا ؟؟ لا أتذكرك ذكرينى 

 أخبرتة الكارنية بمحفظتك وأنت بتدفع الحساب . و أشرت له كانت لازالت مفتوحة بيدة
هدأ قلبة وأرتسم بوجهه علامات الهدوء وإبتسامة خبيثة قائلاً  : إنها ملاحظه جيده سأضعها بإعتبارى ولم يتناول عصير القصب بل إنصرف مسرعا ولم يودعنا واختفي من الشارع حتى لم ألحظ من أي إتجاة سار . 

ونادى علية صاحب المعصرة : يا أوستاذ يا أوستاذ العصير يا أوستاذ .
ونظر لنا قائلاً : الراجل دفع الفلوس ومشى  ونسي العصير 
فضحكت أنا وصديقتى
ربكه رجل مثله حيرتنا كثيراً , لا أعلم ... لماذا يخاف مثل هؤلاء ؟؟ ولماذا فكر أن يتجول وحيداً بدون حراسه ؟؟

بأى حال  أخذت العصير أنا وصديقتى وعُدنا للكوورنيش نضحك ونغُنى تحت المطر حيث كانت ليله شتاء لا تعُوض .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق