يُلاحظ الكثيرونَ أنَّ أغلبَ النساء يُظْهِرْنَ لمعَةً في عُيُونِهِنَّ عند الحديث عَن مرحلة ما قبل الزواج، دليلًا على أَلَمٍ مَريرٍ وَحُزْنٍ عميق، وفي معظم الأحيان تَجِدُها صامتةً بعد أنْ كانَتْ قبل الزواج عصفورَةً تُغَرِّدُ في كلِّ مكانٍ وَتَبْعَثُ الفَرَحَ والسُّرُورَ في قلْبِ كلِّ مَن يَراها.
المرأةُ.. الفتاة!! يأتي النصيب والزوج المُنْتَظَرُ والقَدَرُ المَحتوم سواءً كانَ إجباريًّا أو بسهولة، أو بعد قصَّةِ حُبٍّ عاصِفة، أو بعدَ مُعاناةٍ وبَحْثٍ ونَصْبِ الحِبال، أو بدراسةٍ وتدقيقٍ وعملِ اختبارات لِكِلا الطرفين لِمعرفة مُناسبته للزواج أم لا. تدخل الفتاة بعد أن تُصبحَ امرأةً في دوامَّةٍ لا تنتهي مِن المسؤوليّات المُحَمَّلة على عاتِقها، وعند مُقابلة عدَّة فتياتٍ يَنْتَمِينَ لشرائحَ اجتماعيّة مُختلِفة، أشارَتْ اللاتي جَرى مُقابلتُهُنَّ إلى أنَّ كُلَّ النِّساء بعدَ الزواج يَحْلُمْنُ بأنْ يَرْجِعْنَ فتياتٍ، ولو عادَ بِهِنَّ الزَّمنُ لَغَيَّرْنَ مسارَ حياتِهِنّ، ومِنْهُنَّ مَن وَصَفْنَ أنفُسَهُنَّ بأنَّهُنَّ كُنَّ ساذجاتٍ لم يَسْتَغْلِلْنَ حياتَهُنَّ بشكل صحيح، بل انْصَبَّ كُلُّ تفكيرِهِنَّ على الزواج بسبب نظرة المُجتمع لَهُنَّ، وَمِنْهُنَّ مَن دَقَقْنَ ناقوسَ الخطر.
النساء والضغوط النفسيَّة، تُشيرُ دراسة حديثةٌ بأنَّ نِسبةً عاليةً مِن النِّساء في مِصْرَ يُعانِينَ مِن ضُغُوطاتٍ نَفسيَّةٍ ناجِمَةٍ عنْ صَدْمَتِهِنَّ بالزواج، وبأنَّهُنَّ لم يَتَوَقَّعْنَ أنْ تتحوَّلَ حياتُهُنَّ لجحيم، فَمِنْهُنَّ مَن تَشْكُو مِن أعباء الحياة الزوجيَّة المُتَمَثِّلة بمسؤوليَّة الزوجة تجاه المنزل وتجاه الزوج وتجاه الأولاد، حيث تشعر بأنَّها ضائِعة بينَهم، وبأنَّها لا تستطيع التخلُّصَ مِن تلك المسؤوليّات بسهولة، فتشعر بأنّها داخل دائرة مُغلَقة منذ بداية حياتها الزوجيَّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق