*** هل الغضب ذكاء ؟؟
اسراء ابوزيد/
تعد تغيرات العصر المتلاحقه ثوره,ودعوه في نفس الوقت للبحث عن الذات في وحيها وسط هذا الزخم الهائل,والتي كان لها مردودها في ضعف الوعي الذاتي او البصيره النفسيه وانتشار التطرف الوجداني وضعف المهارات الاساسيه للتعامل مع مجريات الحياه وارتفاع معدلات الجريمه في شتي صورها.لدي كل الفئات العمريه .
ولقد ثبت من خلال دراسه الاسس الفسيولوجيه للوجدان ان مخ الطفل يتشكل بالقسوه او المرونه والحب من جراء التربيه الوجدانيه سواء الخاطئه ام الصحيحه .
وتاتي اهميه الذكاء الوجداني في حياتنا العامه او الخاصه من كونه يشكل استعداد رئيسي او قدره مسيطره تؤثر بقوه علي قدراتنا الاخري ,كما الي ذلك جولمان .كما ترجع اهميته الي كونه فنا من فنون اداره الانفعالات ومهاره اساسيه من مهارات المعرفه والكفاءه الوجدانيه ومحرك قوي للمشاعر وتعبير عن وعي الفرد بمشاعره.
ولاهميه الذكاء الوجداني, فقد خلصت نتائج بعض الدراسات الي ان نسبه النجاح في الحياه ترجع الي 80%منها للمهارات الوجدانيه وذلك لشمول هذه المهارات علي مهارات فرعيه مثل ضبط النفس والمثابره و الحماس و الدوافع الذاتيه وهي مهارات متعلمه تكسب الفرد الرأي والانفتاح الوجداني بالاضافه الي القدره علي تيسير القدره العقليه العامه ...
قال تعالي(فبما رحمت من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لنفضوا من حولك )
يخاطب ربنا عز وجل نبينا في القران الكريم موضحا مدي ذكاء النبي الوجداني وقدرته علي التعامل مع البشريه بالرحمه وتشمل الرحمه مهارات وجدانيه غير محدوده.. واوضح نبينا صلي الله عليه وسلم في الحديث الشريف(رحم الله امرئ عرف قدر نفسه )..
ورجوعا للتاريخ فسقراط اول من قال اعرف نفسك ,بينما فرويد اول من تكلم عن الذكاء الوجداني
فن اداره الذات
الذكاء الوجداني ما هو إلا انسجام وتناسق وتكامل بين مكونات الشخصية المعرفية والوجدانية ( مشاعر – انفعالات- أحاسيس ) حيث إن توافق الفرد مع نفسه ومع البيئة التى يعيش فيها تعكس صحته الوجدانية ، بمعنى أن الشخص هنا يعبر عن مشاعره بطريقة ذكية وناضجة تعكس ذكاءه المعرفي أو كما يقول جون ماير ذكاءه الثقافي والذي له أكبر الأثر فى توافقه وادائه الوجداني .
والذكاء الوجداني قريب الشبه بما وصفه فؤاد أبو حطب فى النموذج المعرفى المعلوماتى بالذكاء الشخصى حيث أن الذكاء الشخصى قريب الشبه بادراك الخبرة وفى هذا يشير جيلفورد إلى أننا لا نعرف فقط وإنما نحن نعرف أننا نعرف أيضاً كما أننا نعرف أن لدينا مشاعر وانفعالات ومقاصد وافعال ، بل أنه من المفيد أن نعتبر خططتنا الشخصية فى العمل واستراتيجياتنا من المعلومات وأساليبنا ، وكلها تتصل بما نفعل وكيف نفعله تنتمى إلى فئة مستقلة من المعلومات نسميها المعلومات الشخصية Personal Information.
تعريف مشاعر الغضب
رد فعل داخلى تجاه بعض الموضوعات أو الأفكار أو الأشخاص نتيجة بعض الإحباطات بحيث تجعل الفرد يشعر بحالة من التوتر يصاحبها التفكير في استخدم القوة كاستجابة داخلية ( تصورية ) أو حقيقية لوجود أهداف
يرى (ثورنديك) أن الذكاء ليس محصوراً في الذكاء العقلي وإنما هناك نوع من الذكاء يتمثل في قدرة الشخص على التعامل مع الأخرين والتصرف بحكمة في المواقف الإنسانية .
اما (جاردنر ) فيرى أن الذكاء الوجداني نوع من أنواع الذكاء المعهودة يتضمن مجموعة من القدرات تسهم بصفة عامة في التفكير المنطقي وترتبط بالقدرة العقلية العامة وتنتظم هرمياً من العمليات النفسية الأساسية إلى العمليات الأكثر تعقيداً أوتركيباً ومن المفترض أها تنمو وتتطور بتطور العمروالخبرة بطريقة تتشابه مع نمو القدرات العقلية المتبلورة أو المكتسبة .
و يصف (ماير وسلوفي) و زملاؤهم الذكاء الوجداني بأنه " مجموعة القدرات العقلية المرتبطة بتجهيز ومعالجة المعلومات الانفعالية " وتختص بإدراك الانفعالات و استخدام الانفعالات في تيسير عملية التفكير والفهم الانفعالي وتنظيم وإدارة الانفعالات
أيضا يؤكد بيم ألين Bem Aleen أن الغضب الحاد و المستمر في حياة الفرد لة انعكاسات سيئة على ذاتة و على التعبير عن انفعالاته نحو المواقف التي يتعرض لها في حياتة اليومية ، و نحو الأشخاص الذين يتعامل معهم ، ويكون له نتائج سلبيه على كثير من متغيرات حياة الفرد الاجتماعية ومنها المهارات الاجتماعية المختلفة ، و ربما يكون التعبير عن الغضب أو التصريح بة عاملا رئيسيا في تخفيف آثارة السلبية في حياة الفرد النفسية و الاجتماعية . والغضب استجابة انفعالية تثيرها إهانة أو تهديد أو تدخل في شئون المرء ، تتميز بتقطيبات وجة معينة ظاهرة ، و بردود فعل ملحوظة من جانب الجهاز العصبي المستقل ، و بفاعليات هجوم أو دفاع رمزية صريحة أو خفية.
حيث تشير دراسة فيليب وآخرون إلى أن الغضب ينشأ عادة عندما يحدث لنا احد الأشياء السلبية ، و ندركة أو نتصورة على أنة يقع تحت تحكم شيء آخر.
هذا وتشير دراسة تايس ( 2000) أن مشاعر الغضب هى أسوأ الحالات النفسية التى يصعب السيطرة عليها ، والغضب هو أكثر هذه الحالات تشجيعا وحضاً على العواطف السلبية .
ذلك لان مشاعر الغضب تجعل هناك حوار يدور داخل الفرد يحثة على الغضب بطريقة قد تكون مبررة أخلاقيا مما يملأ عقل الغاضب بالأسباب و الذرائع المقنعة ليصب غضبة على اعتبار أن الغضب لدية القدرة على الحفز و الإغواء.وهذا يؤكد الأفكار الشائعة عنه وهو أنه يصعب التحكم فيه وانه لا ينبغى كظمه، بل أكثر من ذلك أن التنفيس بالغضب يطهر النفس وهو في مصلحه الغاضب .
حيث يذكر في هذا الصدد علاء الدين كفافى و مايسة النيال (1997) أن الغضب أصبح اليوم من الانفعالات العالمية شأنة في ذلك شأن المخاوف و السعادة و الحزن فلا يوجد إنسان ينتمي إلى ثقافة أو حضارة إلا وتعرض لخبرة الغضب وعلى الرغم من عالمية هذا الانفعال و انتشارة ، إلا أن هناك حقيقة بينة تتجلى في أن الأطر الثقافية المتباينة ، وأساليب التنشئة الاجتماعية المتبعة في المجتمعات عربية أم أجنبية لها دور لا يستهان بة في طريقة تعبير الفرد عن غضبة
هذا وتحث بعض الدراسات على أهمية الدور الذى يلعبه الأشخاص الذين يتعاملون مع طلاب الجامعة المراهقين فى هذه المرحلة العمرية الحرجة وشديدة الحساسية من الشباب وبالتحديد التعامل مع عدوانهم وغضبهم وانفعالاتهم . بحيث إن هناك علاقةً بين الغضب والعدوان لدى الشباب ، و أن هناك تداخلا في انفعالات الغضب و العدوان قد تكون أساسها الأسرة أو عدوان الطفولة ، وأن هناك مهارات اجتماعية يجب إكسابها لهؤلاء الطلاب تمنع التداخل بين الغضب والعدوان .
وأنه ينبغي أن يتعلم الشخص الغاضب كيف يقيم نفسه ، وأنه يجب على المؤسسة التعليمية السيطرة على العدوان أو الغضب وأن تكون هناك معالجة سلوكية لهما وأنه يجب عمل برامج لتدريب هؤلاء الطلاب على إدارة الغضب و الانفعالات لديهم .
حيث قامت دراسة بريت راكالى جاليان وماريان اندروود. بفحص واختبار سلوك الأطفال والمراهقين ومواقفهم واتجاهاتهم العدوانية ، توصلت الدراسة إلى أن الذكور وجدوا أن العدوان الجسدى أكثر ألماً عن العدوان الاجتماعى والإناث وجدن أن العدوان الاجتماعى أكثر الماً من العدوان الجسدى ، وجدت الدراسة أن الإناث المعتديات أكثر غضباً من الذكور وأن المراهقين فى المدارس العليا يميلون إلى العدوان الاجتماعى .
وبالتالي تؤكد دراسة جيرلى ديفينباتشر على أهمية إكساب الطلاب المراهقين فى هذه المرحلة مهارات اجتماعية تساعدهم على التعبير عن انفعال الغضب ومن ثم السيطرة عليه ، وأن تكون هناك تفسيرات مقنعة لسلوكياتهم الغاضبة، مع ألعلم أن هناك غضبا شخصيا موقفيا يجب تخفيضه فى بدايته وإلا سوف يتحول إلى غضب سلبي يتجه نحو الذات ونحو الآخرين المحيطين به.
بحيث إنه يمكن التغلب على المشكلات التى تثير غضب المراهقين، و من ثم تحسين قدرة الطلاب المراهقين المغامرين ( المندفعين) على فهم انفعالاتهم وتغير سلوكهم غير التكيفى عن طريق بعض الخطوات وهى :
1. بناء الثقة بالذات.
2. مهارة إدارة الغضب .
3. التطلع التربوى .
4. إقامة علاقات عائلية وشخصية بناءة .
5. تحمل الضغط ( تحمل ضغط الصديق ) .
6. إدراك الهوية .
التعامل مع مواقف الضعف
الاشخاص ذوى الذكاء الوجدانى المرتفع هم أكثر نجاحاً فى حياتهم حيث إنهم أكثر قدرةعلى التعاطف ، ولديهم مهارات على الاتصال عالية وجيده ، وهم أكثر فها لذاتهم وللمحيطين بهم بما يتميزون به من فراسة وجدانية ، فضلاً عن أن علاقاتهم الشخصية مع الآخرين جيدة ، لديهم قدرة عالية على تحمل المسئولية الاجتماعية.
ويذكر جولمان أن الذكاء المعرفي Cognitive Intelligence يسهم على أعلى تقدير بنسبة 20% فقط فى نجاح الفرد فى حياته ، بينما تسهم العوامل الأخرى وأهمها الذكاء الوجداني بنسبة 80% .
الذكاء الوجداني مجموعة من القدرات العقلية تساعدك على التعرف على فهم مشاعرك الخاصة ، مشاعر الآخرين ، وأيضا يرشدك الذكاء الوجدانى إلى تنظيم مشاعرك الذاتية ، الذكاء الوجدانى. له جانبان :
أ - جانب تفهم الانفعال Understanding emotion
ب-تفكير إبداعى و أفكار Creative thought and Ideas
يقول ماير و سالوفى أن الذكاء الوجدانى مستقل عن الحالة الانفعالية لأنه على سبيل المثال ممكن أن الشخص قد يكون مكتئبا depressed ولدية ذكاء وجداني مرتفع جداً لأن أى شخص لديه سبب مقنع يجعله حزينا أو مكتئبا ، لكن لو أن هناك شخصين لديهم مشاعر سلبيه نجد أن الشخص ذا الذكاء الوجدانى المرتفع يتخلص من القلق والقمع ، يتخطى المشكلات الانفعالية عموماً على المدى البعيد . بمعنى أن الأذكياء بشكل وجداني يدركون حالتهم الانفعالية بسرعة.
أن الآباء يجب أن يحرصوا على صبغة الحب وحلقات الاتصال بينهم وبين الأبناء لكي يساعدوا أبناءهم المراهقين ليصبحوا أذكياء بشكل وجدانى، وهذا يتضمن إعداد الآباء لكي يكونوا قادرين على تربية أبنائهم بشكل تتزداد فيه الرعاية بانفعالاتهم ، والتركيز على أهمية الاختيار فى التربية بدلاً من الصدفه البحتة ، وذلك لمقابلة حاجات المراهقين النمائية الأساسية كالحاجة إلى التقدير ، ورعاية خصوصية المراهقين ، وتنمية الثقة لديهم ، وإلى أهمية إجراء حوار بين الأباء وأطفالهم منذ الصغر بشكل عاطفى وذلك من اجل مواجهة انفعالات الأبناء.
موضوع رائع جدا
ردحذف