ارض الاديان من الشمال الي الجنوب
الثقافه بالشمال و الحضارة بالجنوب
عندما ذكرت كلمه الثقافه تذكرت قول هتلر عندما قال " كلما سمعت كلمة مثقف تحسست حذائى " ... لا اقصد اهانه , فقط تذكرت الكلمة .
أعود معكم لتجربتى بالجنوب تحديدا بمدينه الاقصر بمسجد ابو الحجاج
يذكر الدكتور جمال حمدان في كتابه شخصيه مصر الجزء الثانى" ان التجانس الطبيعى صفه جوهريه في البيئه المصريه "و التجانس هى صفه تلمسها بمصر
من شمالها لجنوبها
علمت ان المسجد بُنى على معبد الاقصر وكيف هذا الرجل الشيعى لم يحترم الحضارة وبنى لنفسه مسجد هكذا يدعى مثقفوا الاقصر ,علمت هذا وانا
بالمعبد ... ولان تجربتى بالشمال كانت ولازالت مؤثرة فانا اعلم جيدا كيف يحترم المصريون حضارتهم وتاريخهم ودينهم , ففضلت الولوج الي المسجد
للاستفسار من القائمين على المسجد عن هويه ابو الحجاج فلم اسمع من قبل عن وجود شيعه بمصر , او على الاقل ان لهم أبنيه .
فتوجهت للمسجد وفور صعودى درجات السلم وجدت سيده مسيحيه تقابلنى خارجه من المسجد فقد كان وقت صلاة العشاء , تعجبت فقط ان هذا يحدث
بالجنوب كما يحدث بالشمال من العادات و التقاليد فقط ليس الا .
استوقفنى ذلك كثيرا ولكنى لم أوقف السيده لاتحدث معها تركتها ومضيت بطريقى أخبرت نفسي اكيد سأقابل غيرها .
وودخلت فور صعودى أكثر من ضريح يوجد بيسارك فور دخولك ضريح لأبن عم ابو الحجاج , قبل دخول الضريح ,و الضريح بمبنى يشبهه الغرفه قائمه على
اعمده او ماتبقي من اعمده معبد الاقصر .
على يمينك فور دخولك غرفه الضريح غرفه صغيرة يوجد بها ضريح للسيده تريزة , وعندما سألت عرفت ان التصوف لا يعرف الدين ولا يعتقد فيه المهم ان يكون
الانسان مخلص البعض يقول انها قبطيه صالحه راهبه يعنى ولكن من المهم احترام الثقافه العامه للمتحدثين أخبرونى انها قبطيه صالحه وليست راهبه ,
ودُفنت بالمسجد , البعض الآخر يقول ان ابوالحجاج تزوجها و أسلمت . بأى حال المؤكد ان التصوف لا يعرف الدين المهم ان يكون الرجل صالح ...بحسب
القائمين على أمر المسجد وزوارة .
علي يسارك بنفس الغرفه ضريح كبير لأبو الحجاج و الكثير من الناس و الكثير من المشاكل و الهموم , المريض و العليل ........الخ
, الكل يتمنى فهو رجل سره باتع على حسب وصفهم.....بالاضافه الي ضريح السيده تريزا مسيحيه ومن الصالحين ويوجد ايضا ضريح آخر لأبنه.
وقابلت سيده مسيحيه ايضا مع زوجها و طفلهم الرضيع ولما سألتهم عن سبب تواجدهم أخبرونى أن احدهم نصحهم ان يزوروا المسجد لان الرضيع لديه
مرض مولود به لم يذكروا لى ماهو وبعد تعميده يزورن الاولياء و الرهبان أملا ان يشفى أبنهم .
ولهذا تلجأ الشعوب الينا بحثا عن الدين
وبتجربه آخرى حيه يذكر لنا الضابط أحمد المغازى عن فترة عمله بمطار الغردقه تجربته التى تدل على ان مصر هي ارض الدين وان الشعوب لازالت تلجأ
الينا بحثا عن المعرفه الدينيه فيقول : الاقليه في اي مجتمع بتكون متمسكه بهويته و ديانتها وهذا ما يحدث للاسلام بالغرب , ويحدثنا عن فترة عمله قائلا " و
انا في مطار الغردقه قابلت شباب كتير اجانب مسيحيين و اسلموا , طبعا طريقه لبسهم كانت لا تدل على انهم عرب مسلمين كنت ارى ملتحين شباب
بجلباب بعيون زرقاء او اشعر اصفر يدل على انهم ليسوا بعرب , خاصة من فرنسا و المانيا و بريطانيا ,مما أثار فضولى كثيرا و بالحديث معهم علمت انهم قرروا
يدرسوا الاسلام فى الازهر وهي دراسه تكميليه وليست اساسيه بالنسبه لهم رغبه في معرفه اكثر بالدين الاسلامى .وأغلب هؤلاء يعرفون الاسلام من
الافلام المترجمه , أتذكر ان اخبرنى أحدهم انه قرأ كتاب عبقريه عمر ...مما أذهلنى كثيرا .
ولماذا الغردقه تحديدا ؟؟
ببساطه لان تذاكر الدراسه غاليه واعتقد ان على الدوله النظر بهذا الامر , بالاضافه الي ان تذاكر السياحه أرخص , تبعد الغردقه عن القاهرة اربع ساعات
ليست قريبه على الاطلاق ومع ذلك يتحمل هؤلاء العناء ...فيأتون للقاهرة على انها رحله سياحه ويكملوا دراسه وحث عن الدين الاسلامى بمصر .... وقد
كنت محظوظا بالحديث مع الكثير منهم تنبهري باخلاقهم و قوامة اسلامهم و بشاشة وجوههم , منهم من جعل اسرته تدخل الاسلام كالشاب الفرنسي
الذى اخبرنى انه جعل والدته تشهر اسلامها وانه لازال يحاول مع ابيه .....شوفي الدراسات و قارنيها بين معتنقي الاسلام و زيادتهم في اوروبا و بين معتنقي
المسيحسه و زيادتهم ف الشرق المسلم .....
أعتقد أنها تجربه نابضه ربما تفسر لنا حادثه تشارلى إيبدوا و العداء المتزايد للمسلمين بالغرب مع نزعات العنف تجاه المسلمين الغير مبرر لها ,
و الآن أفكر اذا كان العامه لا يعانون من أي مشاكل طائفيه او عنصريه او عقد ثقافيه , فلماذا تحدث الفتن إذا ؟؟؟ رأيت اننا خليه سليمه تكمل خلايا اخرى
سليمه أيضا .... فلماذا الجسد به مرض ؟؟ لا ادرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق